رندة بري: لا دين للإرهاب ولا مذهب والمرحلة تستدعي من الجميع استنهاض القدرات مارلين حردان: شعبنا مسكون بفضيلة حبّ الوطن والتجذّر في منظومة العزة والكرامة والأصالة
انبعث نورها فأضاء المنطقة الجنوبية المحرومة. هي جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية التي نجحت على مدى السنوات الثماني عشرة التي مضت على تأسيسها، في تحقيق الكثير من النجاحات والإنجازات التي أنشئت من أجلها. تميّزت الجمعية بنشاطاتها واهتماماتها المتنوّعة، وشملت إنجازاتها مجالات التربية والصحة ومشاكل المجتمع والقضايا الاجتماعية والاهتمام بالمرأة، فكانت خير دليل على أهدافها السامية.
أقامت جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية برعاية عقيلة رئيس مجلس النواب نبيه بري، رندة عاصي بري، لقاء صباحياً في فندق الحبتور ـ هيلتون ـ صالة الإمارات سن الفيل ، يعود ريعه لدعم محترف نور للتراث الكفيْر .
حضر الحفل عدد من عقيلات الوزراء والنواب، وعقيلة السفير السوري في لبنان فيروز عبد الكريم علي وجمع من رئيسات الجمعيات وسيدات من كلّ المناطق اللبنانية اللواتي تجاوز عددهنّ 700 سيدة.
افتتح اللقاء بمعرض محترف نور للتراث، وعرض فيلم عن نشاطات الجمعية.
مارلين حردان
وألقت رئيسة الجمعية مارلين أسعد حردان كلمة شرحت فيها أهمية العمل الاجتماعي في لبنان عموماً والجنوب خصوصاً، ودور جمعية نور في هذا المجال.
وقالت: «الجنوب هو الحرف الأول في أبجدية لبنان… في البدء تعمّدت أرضه بالعطاء والبطولة والتحدي. من إرادته الصلبة تفجّر ينبوع المقاومة الهادر، ومن امتداده الفلسطيني تعانق الزيتون بالزيتون، والبرتقال بالبرتقال، والعطر بالعطر، واجتمع الجنوب بجنوب الجنوب في وجه العدوان والاحتلال وإرهاب الدولة المنظم. فما أعذب المياه التي تروي فيه مساحات الكرامة بشاطئ الناقورة، ومصلّباً بصخور شبعا وملاحم جبل عامل».
وتابعت حردان: «لقاؤنا اليوم يجسّد مشهد الوحدة في بلد منقسم، وينبض بشرايين لبنان الواحد ولو تنوّع هوى القلب وتباين الخفقان… فنحن اليوم مئات من النساء الآتيات من مختلف المناطق، يمثلن مختلف الشرائح في شعبنا المسكون بالفضيلة الكنعانية المثلى التي سمّوها إثماً. إنها فضيلة حب الوطن والتعلّق بالأرض والتجذّر في منظومة العزة والكرامة والأصالة».
واستشهدت حردان بقول لمؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي الزعيم أنطون سعاده في كتابه نشوء الأمم: «إنّ الوطن وبريته هما أسمى عناصر هذه الظاهرة الاجتماعية ـ النفسية التي ندعوها القومية، وإنّ المصالح لا تتعدّد وتتعيّن إلاّ في المجتمعات الراقية وفي هذه المجتمعات تتحدّد المصالح وتُولّد جمعيات معينة. والمصالح وجمعياتها تتميّز وتتنوّع بحيث تجعل وحدتها أتمّ وأوضح».
وأضافت: «نحن في جمعية نور لا نتغنّى بالسنوات الثماني عشرة التي مضت على تأسيس الجمعية. صحيح أننا نعتزّ بالجهد الذي بذلناه على مدى عقدين حافلين بالأحداث والإنجازات، إلا أننا نفرح بموقعنا الذي يتعزّز في وسط أهلنا الأحباء، لأنّ هدفنا العمل الاجتماعي الذي يعزّز للجنوبيين أمنهم الاجتماعي، لأنّ الجنوب الحبيب بوابة الاستقرار لكلّ لبنان، ولأنّ المطلوب في رسالة الجمعيات المعنية بالحقل الإنمائي صمود الجنوبي في أرضه، وبقاؤه في حقله ومدرسته وبيته ومؤسسته، مواطناً عزيزاً رافع الرأس موفور الكرامة».
وتابعت: «وفي سياق اهتمامنا المتواصل بوضع الجنوب الحبيب، أودّ أن أوجه تحية مودة وتقدير إلى السيدة رندة بري التي هي على رأس الجمعيات التي تسدّد للجنوبيين حاجات ملحّة ومقوّمات صمود، أؤكد أنّ هذه الجمعيات بما فيها جمعية نور هي مؤسسات إسهام وإسناد لا تحلّ محلّ الدولة، ولكنها تمارس قيمة العطاء للجنوب الذي يجب أن يعطى أولوية وطنية واجتماعية واقتصادية، لأنّ الدفاع عن الجنوب هو دفاع عن كلّ لبنان بكلّ شرائحه وأطيافه ومناطقه».
ووجّهت حردان تحية إلى الجيش اللبناني المدافع عن الوطن، وتحية إلى المقاومة الرابضة على أرض الجنوب. كما وجهت تحية إلى أهلنا الصامدين في أرضهم، الذين يحتضنون الجيش والمقاومة.
كما حيّت راعي الجمعية، ابن الجنوب الأبي وسليل زرعه المبارك رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان. وختمت كلمتها بالقول: «ليكن لنا تطلّع واثق بأنّ الجزء المتبقّي من ترابنا الغالي تحت الاحتلال سيتحرّر في غد قريب حيث ترتفع رايات النصر في كلّ مكان من أرضنا وفضائنا ومياهنا، وإنّ غداً لناظره قريب».
بري
وألقت بري كلمة توجهت في مستهلها بالتحية إلى شهداء الجيش والقوى الأمنية الذين يقدّمون أنفسهم قرابين كي يبقى الوطن. كما توجهت بالتعازي لذوي الشهداء الذين يسقطون بفعل الإرهاب التكفيري، معتبرة أن الإرهاب والتكفير لا دين لهما ولا مذهب، لافتة إلى أن المرحلة تستدعي من الجميع استنهاض القدرات كافة لتعزيز مناخات الانفتاح والتلاقي والحوار والوحدة والاعتدال والتعب لأن لبنان بحاجة إلى قدرات الجميع كي يبقى وطناً نهائياً لجميع أبنائه. ونوّهت برّي بالدور الإنمائي لجمعية نور الخيرية.
تكريم طلاب حاصبيا
وتخلل اللقاء تكريم طلاب من ثانوية حاصبيا الرسمية بفوزهم بالمرتبة الأولى في التراث اللبناني. كما تميّز اللقاء بعزف للفنانة سميرة رياشي على الكمان، وغناء تراثي للفنان ناصر مخول.
شهادات
ولما كانت الجمعية متعددة النشاطات، فقد كانت الإشادة بها وبرئيستها متعدّدة الجوانب، من المسؤولة في قسم علاقات هيئة دعم المقاومة الإسلامية غزوة الخنسا أبو زينب التي أكدت أنّ جمعية نور بمثابة نور لمنطقة الجنوب، لا سيما لمنطقتي حاصبيا مرجعيون، مشدّدة على أنّ الجمعية برئاسة السيدة حردان التي تبذل جهداً كبيراً يشهد لها أنها كانت السباقة لمساعدة المنطقة المحرومة والتي قضت من الاحتلال «الاسرائيلي»، إنمائياً، اجتماعياً وتربوياً.
من جهتها أكدت السيدة فيفيان غانم أنّ ما تحققه جمعية نور من إنجازات يستدعي الفخر، لا سيما أنها تعمل بطريقة مميّزة للبنانيين عموماً وللجنوبيين خصوصاً، وفي مختلف المجالات.
أما مديرة مدرسة راهبات القلبين الأقدسين الأخت ريتا عون فأعربت عن تقديرها للسيدة مارلين حردان لاهتمامها بالأطفال وإدخالها البهجة والسرور إلى قلوبهم، لا سيما ما تقوم به خلال عيدي الميلاد ورأس السنة، مشدّدة على أنّ الجمعية هي نور لأطفال الجنوب.