البابا: تنظيم هذه التظاهرة الثقافية سنوياً يشكّل تحدّياً جوهرياً للحركة الرجعية

لمى نوّام

تنطلق بعد غدٍ الجمعة، فعاليات معرض بيروت الدولي للكتاب بنسخته التاسعة والخمسين، ولهذه الغاية، عقد «النادي الثقافي العربي» بالتعاون مع «نقابة اتحاد الناشرين في لبنان»، مؤتمراً صحافياً ظهر أمس في مقرّ نقابة الصحافة، أعلن فيه عن انعقاد معرض بيروت العربي الدولي الـ59 للكتاب في الفترة الممتدة ما بين 27 تشرين الثاني ولغاية 10 كانون الأول 2015 في مدينة المعارض «بيال».

حضر المؤتمر الصحافي نقيب الصحافة عوني الكعكي، رئيس «النادي الثقافي العربي» سميح البابا، مدير عام المعرض فادي تميم، نائب رئيس نقابة اتحاد الناشرين في لبنان نبيل عبد الحق، وحشد من الناشرين والمهتمين.

وألقى الكعكي كلمة أشار فيها إلى أنّ القيّمين على المعرض والناشرين والصحافيين، مغامرون في هذا الزمن، وقال: «يبقى الكتاب، تبقى الكلمة، تبقى الصحافة، الكلمة قد تمرض ولكنها لا تموت ولن تنتهي».

واعتبر البابا في كلمته أنّ الصحافة والثقافة دعامتان من دعائم لبنان لا غنى له عنهما. وقال: «من هذا المنطلق، فإننا دأبنا على إقامة هذا المعرض سنوياً دونما انقطاع، وذلك لإيماننا بالدور الهام والرئيس الذي تلعبه الثقافة في تاريخ الأمم والشعوب. ومن الطبيعي القول إن أهمية معرض الكتاب تتعاظم اليوم في زمن نشهد فيه قيام قوى رجعية تحاول لجم حركة التطوّر، ولذلك نعتبر أن إقامة هذا المعرض تشكل بديلاً جوهرياً للحركة الرجعية. إذ إن الكتاب بجوهره ومعناه يمثّل الباب الرئيس للمعرفة ويعتمد الحوار الديمقراطي الحرّ سبيلاً للتعبير عن كافة مكوّنات الشعب اللبناني ويشكّل غنى لنا ولمجتمعنا».

ولفت البابا إلى أنّ المعرض هذه السنة سيشهد اشتراك مئة سبعين دار نشر لبنانية وسبعين دار نشر عربية، من ستّ دول عربية هي: فلسطين، الكويت، ليبيا، سلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية ولبنان، ومن الدول الأجنبية تشترك الصين بدار نشر رسمية واحدة، وتركيا وتتمثل بثلاث دور نشر معروفة، إضافة إلى اشتراك أربع جامعات لبنانية هي: جامعة البلمند، جامعة الكسليك، جامعة اللويزة، الجامعة اللبنانية، وذلك على مساحة تقدّر بعشرة آلاف متر مربّع.

وأشار إلى أنّ لجنة المعرض في النادي أعدّت بالتعاون والتنسيق مع نقابة اتحاد الناشرين برنامجاً ثقافياً متنوّعاً مرافقاً للمعرض، ويتضمن هذا البرنامج مجموعة متنوعة من المحاضرات والندوات في حقول الفكر والثقافة والتربية والتاريخ والأدب والسياسة والنقد الأدبي، فضلاً عن إقامة ندوات حول كتب صدرت حديثاً في حقول الرواية والشعر والتاريخ والدراسات المتنوعة، منها حلقة دراسية حول النشر في لبنان وندوة حول أزمة المطالعة في لبنان أيضاً ينظمها «النادي الثقافي العربي» واللجنة الوطنية لليونيسكو.

وقال: «من أبرز بنود البرنامج الثقافي حفلة فنية بعنوان «نبض الغد» تحييها جوقة «مؤسسة رفيق الحريري»، متنقلة في ثنايا ثقافات متنوعة ولغات عدّة وتشرف على هذه الحفلة السوبرانو هبه القواس، وذلك في السادسة من مساء السبت 28 تشرين الثاني، ومسرحية بعنوان «ألاقي زيك فين يا علي»، من كتابة وتمثيل الفنانة رائدة طه وإخراج لينا الابيض في السادسة من مساء الاحد 6 كانون الاول. وتُطلب البطاقات من «النادي الثقافي العربي» ـ شارع عبد العزيز ـ مقابل «البنك البريطاني» ـ «بناية يارد» الطابق الثاني. إضافة إلى إقامة حفلات تكريم لرموز ثقافية وفنية ومؤسسات لبنانية.

وأضاف: كما يرافق المعرض ايضاً إقامة معرض موسّع للفن التشكيلي تشترك فيه مجموعة من الفنانين والفنانات، ويقام هذا المعرض في الطابق السفلي في الباحة المقابلة بين قاعتَي المحاضرات. وسيتضمن المعرض أيضاً للمرّة الأولى في تاريخه جناح «Beirut Digital Space» وهو الجناح الرقمي الجديد الذي ينظّم للمرّة الاولى من قبل شركة «Graphic shop»، بالاشتراك مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة وبرعاية شركة «MTC TOUCH» للاتصالات.

وتابع البابا: يقدّم جناح «Beirut Digital Space» مجموعة واسعة من المنتجات الرقمية الناشطة والفعالة في الاسواق. ويعرض التطبيق الهاتفي الجديد للنادي الثقافي العربي الذي يتضمن برنامج المعرض المفصل، دور النشر المشتركة في المعرض من جميع البلدان، صور عن المعرض وقسم مخصص وشامل لجناح «Beirut Digital Space».

وختم: بالاشارة إلى التطبيق الخاص بغرفة التجارة والصناعة والزراعة، «فكّر قبل ما تكبّ»، وهو التطبيق الذي يهدف إلى التوجيه حول كيفية إدارة النفايات وفرزها من المصدر مع شرح واضح عن أقسام النفايات والمراكز المعنية بجمعها بعد الفرز. آملين بذلك أن نكون قد قدّمنا خطوة هامة في النهضة الثقافية في لبنان وفي العالم العربي.

بدوره، اعتبر عبد الحق أنه على رغم المشكلات الحاضرة، ما زال للكتاب مكانه في مجتمعنا وما زال الأمل قائماً بمستقبل الكتاب العربي. مؤكداً أنّ «ثورة التكنولوجيا ساهمت في تعميم المعرفة وفتح أبواب جديدة أمام الإنسان».

وشدّد على أنه ينبغي الحفاظ على ثقافتنا وحضارتنا وخصائص مجتمعاتنا وأهدافها في بناء الإنسان، وذلك يتحقق من خلال الكتاب الذي لا يمكن الاستغناء عنه. «إن نقابة اتحاد الناشرين في لبنان بتوجيهات النقيبة سميرة عاصي تعكف على تقديم هذا الكتاب الجيد، مساهمة في بناء مجتمع مثقف ومؤتمن على تراث أمتنا العلمي والأدبي، ناقلاً إلى الأجيال عصارات الفكر العربي والعالمي الأخلاقي والحضاري ومحافظاً على عقول شبابنا وعائلاتنا ومجتمعنا».

واعتبر عبد الحق أنّ الكتاب الجيد والأخلاقي يمثل طريقنا نحو مجتمعات حافظنا عليها وعلى حضارتها منذ آلاف السنين. وقال: هذا ما آلينا على أنفسنا في نقابة اتحاد الناشرين في لبنان أن نقوم به، خدمة لمجتمعنا ولأهلنا وللعالم العربي الذي نعتزّ بإرثه الثقافي الحضاري، محاولين إيصاله إلى قرّائنا الكرام في إصدارات متقنة، طباعة ومحتوى. فالقراءة باقية للجميع، هذا ما يجسّده معرض بيروت العربي الدولي من تواصل للبنان الحضاري في مشروع ثقافي خدمة للقارئ العربي وللمؤلفين وللناشرين وأصحاب المطابع.

وشكر في الختام الناشرين اللبنانيين على عملهم الدؤوب لإنجاح هذا المعرض، ولإيمانهم بأنّ الكتاب هو رمز الحضارة والثقافة والتراث.

تجدر الإشارة إلى أنّ «البناء» ستنقل لقرّائها الأعزّاء، فعاليات معرض بيروت العربي الدولي للكتاب يومياً، من خلال تقارير خاصة وتغطيات لأبرز الندوات، ومقابلات حول أهمّ الإصدارات الحديثة. وذلك على طوال أيام المعرض بين 27 تشرين الثاني الحالي و10 كانون الأول المقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى