محاربو الصحراء يسطّرون التاريخ في ملحمة بطولية جديدة سقوط كبار القارة العجوز… إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا وداعاً
حسن الخنسا
أسدلت الستارة على منافسات الدور الأول من بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل، بعد خوض 48 مباراة اتسمت غالبيتها بالندية بين المنتخبات المشاركة، في ظل أجواءٍ من المتعة والإثارة عاشتها جماهير الساحرة المستديرة بمختلف انتماءاتها ولغاتها.
وعاشت تلك الجماهير مشاعر متباينة فيما بينها ففرحت واحتفلت في الليالي الجميلة، وبكت وتحسرت عندما سقط الكبار. ويسطر المونديال الحالي في بلاد السحرة مرحلة ذهبية للتفوق اللاتيني، وذلك بعد أن شهد العرس العالمي حالة من التخبط لدى المنتخبات الأوروبية العريقة، ناهيك عن سقوط بطل العالم إسبانيا وإيطاليا من الدور الأول. واكتفت القارة العجوز بستة مقاعد في الدور الثاني من أصل 16 وهو نفس العدد الذي حصدته في بطولة 2010، ولكن مع سقوط الكبار في مونديال البرازيل يبقى الأمر مختلفاً.
وجاء سقوط المنتخب الإسباني حامل اللقب الذي ودع العرس العالمي من الدور الأول ليكون أبرز مفاجآت هذا الدور، إذ قدم الماتادور أداءً هزيلاً في افتتاح مبارياته أمام الطواحين الهولندية وسقط بخماسية مذلة، ليعود بعدها ويسقط أمام تشيلي في المباراة الثانية التي حملته خارج البطولة العالمية.
لكن المفاجآت لم تتوقف عند هذا الحد، فتصدر منتخب كوستاريكا الأقل حظاً مجموعة الموت التي تضم أوروغواي وإنكلترا وإيطاليا، بعد سقوط المنتخب الأخيرين. وسقط وصيف أوروبا الآزوري مصطحباً معه إنكلترا لتفقد منتخبات أهم ثلاثة دوريات في العالم فرصة استكمال المشوار، وهو ما برره البعض بأنه نتيجة للموسم المحلي الطويل.
وضاعت أحلام الماكينات الكرواتية أمام المكسيك التي عانت للوصول إلى بلاد السحرة، ولكنها عرفت التألق في مواجهة السامبا وكرواتيا، كما ضل النجم كريستيانو رونالدو ورفاقه الطريق نحو التأهل ليسقط البرتغال بعد أداءٍ هزيل أمام الماكينات الألمانية.
وداعاً لجيلٍ مضى
وكتب الدور الأول للعرس العالمي نهاية المشوار الدولي للعديد من اللاعبين، إذ إن جيل تشافي وألونسو ودافيد فيا سيغرب عن الماتادور مع جيل جيرارد ولامبارد وروني في إنكلترا، إلى جانب أنباء اعتزال بيرلو دولياً ونهاية جيل ديديه دروغبا مع كوت ديفوار. كما أطاح هذا الدور العجيب بمدربين كبار على رأسهم تشيزاري برانديلي مدرب إيطاليا، والفرنسي صبري لموشي مدرب كوت ديفوار، وكارلوس كيروش مدرب إيران.
غزارة في الأهداف
وشهد هذا الدور غزارة تهديفية لدرجة أن الشباك اهتزت 136 مرة في مباريات مرحلة المجموعات خلال 48 لقاء، في الوقت الذي شهد مونديال جنوب أفريقيا كاملاً 145 هدفاً أي بفارق 9 أهداف عن الدور الأول لمونديال السامبا.
وجعلت الأهداف الغزيرة كأس العالم في بلاد السحرة مرشحاً لتحقيق رقم قياسي في ظل نسبة تهديف مرتفعة بواقع 2.83 هدف خلال كل مباراة.
وتقاسم عرش الهدافين في الدور الأول ثلاثة لاعبين هم الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا والألماني توماس مولر برصيد 4 أهداف مما ينذر بصراع مثير على لقب هداف المونديال.
وشهد الدور الأول احتساب 10 ضربات جزاء، وكان منتخب هولندا الأكثر تهديفاً في الدور الأول برصيد 10 أهداف ثم كولومبيا وفرنسا، بينما يأتي الكاميرون كأقل منتخبات المونديال تهديفاً برصيد هدف واحد.
وأشهر حكام الدور الأول البطاقة الحمراء 7 مرات، وتبقى اللقطة الأسوأ في الدور الأول العضة الشهيرة للمهاجم الأوروغوياني لويس سواريز لمدافع إيطاليا كيليني والتي تسببت في إيقاف الأول 9 مباريات ومنعه من نشاط الكرة 4 شهور كاملة.