الصحافة البريطانية تهاجم السعودية… وأوروبا
بينما تحاول الحكومة البريطانية رأب الصدع الذي أصاب العلاقات البريطانية ـ السعودية منذ أسابيع بسبب محاكمة مسنّ بريطانيّ بالجلد بتهمة حيازة خمور منزلية الصنع. ها هي الصحافة البريطانية تهاجم «مملكة الرمال»، متّهمة إياها بأنها هي من زرع بذور التطرّف «الإسلامي» في أوروبا.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً تتحدّث فيه عن نفوذ السعودية وتأثيرها في الأوساط الإسلامية في بلجيكا وأوروبا. وتقول الصحيفة إن انتشار السلفيين السعوديين في بلجيكا يعود إلى ستينات القرن الماضي. فقد عرض الملك بوداون على العاهل السعودي آنذاك، الملك فيصل، لتأمين الصفقات النفطية، مشروع بناء مركز إسلامي، وتوظيف دعاة سعوديين للعمل فيه. وتضيف أن الجالية المسلمة في بلجيكا كانت وقتذاك في معظمها من المغرب وتركيا، وكان مذهبها مختلفاً عن مذهب المركز الإسلامي، فهي تتبع المذهب المالكي الأكثر تسامحاً، ولكن أفرادها سرعان ما اتخذوا السلفية منهجاً، على يد الدعاة السعوديين.
إلى ذلك، علّق الكاتب البريطاني روبرت فيسك على ردود الفعل الغربية على هجمات باريس ومالي بأنها كانت خطاباً عسكرياً نجم عن جهل ورفض لفهم الظلم في الشرق الأوسط. وأشار في مقاله الذي نشره في صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى النصيحة الفظّة التي أرسلها الرئيس الأميركي الأسبق دوايت آيزنهاور إلى رئيس وزراء بريطانيا الأسبق آنتوني إيدن عام 1956، عندما قرّر ضرورة إنهاء حرب بريطانيا في مصر قائلاً له: «قف أيها الصبي». وقال فيسك إن هذه الكلمات يجب أن تتكرّر الآن على أسماع السياسيين والمؤرخين «والحمقى» الآخرين الذين يرون أنفسهم كهنة الحرب الأبدية.
صحيفة «غارديان» بدورها، نشرت مقالاً للكاتب إيان بلاك أشار فيه إلى أن التنافس مع إيران والخلافات في شأن سورية والرأي العام الداخلي، كل ذلك يحول دون لعب دول عربية دوراً أكبر في القتال ضدّ تنظيم «داعش».
«إندبندنت»: كيف زرعت السعودية بذور التطرّف في أوروبا
نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية مقالاً تتحدّث فيه عن نفوذ السعودية وتأثيرها في الأوساط الإسلامية في بلجيكا وأوروبا. وتقول الصحيفة إن انتشار السلفيين السعوديين في بلجيكا يعود إلى ستينات القرن الماضي. فقد عرض الملك بوداون على العاهل السعودي آنذاك، الملك فيصل، لتأمين الصفقات النفطية، مشروع بناء مركز إسلامي، وتوظيف دعاة سعوديين للعمل فيه.
وتضيف أن الجالية المسلمة في بلجيكا كانت وقتذاك في معظمها من المغرب وتركيا، وكان مذهبها مختلف عن مذهب المركز الإسلامي، فهي تتبع المذهب المالكي الأكثر تسامحاً، ولكن أفرادها سرعان من اتخذوا السلفية منهجاً، على يد الدعاة السعوديين. وقد أعطيت مِنح للمغاربة للدراسة في المدينة المنورة.
ونقلت الصحيفة عن عضو البرلمان البلجيكي المعارض، جورج داليماني، قوله عن السعودية: «لا يمكننا أن نتحاور مع دولة تسعى إلى زعزعة استقرار بلادنا».
وتشير «إندبندنت» إلى أن المركز الإسلامي في بلجيكا حاول توجيه رسالة قوية، ولكن المركز الإسلامي لا يزال يثير قلق الحكومة البلجيكية.
«إندبندنت»: التسرّع والكلام المنمّق ليسا وصفة للسلام
علّق الكاتب روبرت فيسك على ردود الفعل الغربية على هجمات باريس ومالي بأنها كانت خطاباً عسكرياً نجم عن جهل ورفض لفهم الظلم في الشرق الأوسط.
وأشار فيسك في مقاله الذي نشره في صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى النصيحة الفظّة التي أرسلها الرئيس الأميركي الأسبق دوايت آيزنهاور إلى رئيس وزراء بريطانيا الأسبق آنتوني إيدن عام 1956، عندما قرّر ضرورة إنهاء حرب بريطانيا في مصر قائلاً له: «قف أيها الصبي». وقال فيسك إن هذه الكلمات يجب أن تتكرّر الآن على أسماع السياسيين والمؤرخين «والحمقى» الآخرين الذين يرون أنفسهم كهنة الحرب الأبدية.
وانتقد الكاتب آراء أحدهم، وهو الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي الذي يصف تنظيم «داعش» «بالفاشيين الإسلاميين»، بأنه لم يقل في المقابل إن «قتلة اللبنانيين المسيحيين» ـ «المليشيات اللبنانية الحليفة لإسرائيل» ـ نحو 1700 من المدنيين الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982 كانوا «فاشيين مسيحيين». ورأى فيسك ما حدث عملاً إرهابياً لأنه كان شاهداً عليه وقتذاك.
وربط فيسك بين القتل في مالي مؤخراً، وتدخل فرنسا فيها في كانون الثاني 2013 بعدما استولى الإسلاميون على شمال البلاد واستعدّوا للتقدّم نحو العاصمة باماكو.
ورأى أن الرئيس فرانسوا هولاند أرسل رجاله لتدمير «الإرهابيين» الذين كانوا يفرضون عقوباتهم «الإسلامية» الثورية على المدنيين، من دون ذكر أن العنف هناك كان أيضاً جزءاً من الحرب الأهلية لحكومة الطوارق الماليين.
وختم فيسك أن معالجة الصراع في الشرق الأوسط تحتاج اليوم إلى نهج جديد تماماً مع «نظام المافيا» الموجود هناك، مثل مؤتمر عالمي في شأن المنطقة على خطوط مؤتمر سان فرانسيسكو عام 1945، حيث شكّل قادة الدول «أمماً متحدة» تمنع المزيد من الحروب العالمية، وبالنسبة إلى اللاجئين، تقديم عرض مثل جواز سفر «نانسين» ـ أول بطاقة هوية معترف بها دولياً أصدرتها عصبة الأمم للاجئين عديمي الجنسية ـ لملايين المحرومين والمشرّدين بعد حرب 1914 ـ 1918 التي قبلتها خمسون دولة.
من ناحيتها، كتبت «ديلي تلغراف» البريطانية في افتتاحيتها أن العالم بحاجة إلى أفكار أكثر جرأة لدحر الإرهاب. وأن مجريات الأحداث في باريس تتطلب نقاشاً بريطانياً أوسع عن الأمن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإرهاب ـ كما اختتم قادة العالم في قمة العشرين في تركيا ـ لا يهدّد السلام والأمن فقط، إنما يضرّ أيضاً الاقتصاد، ثمّ ينبغي تشديد الرقابة على الحدود لمنع الإرهابيين من العبور وجمع المال، كما ينبغي مشاركة المعلومات عنهم بسهولة أكبر.
وأكدت الصحيفة أهمية إيلاء مزيد من التفكير للعمليات البرية إلى جانب استخدام القوة الجوّية، ولكن معنى هذا ليس وجود قوات غربية أو روسية، وأن الأفضل أن يتم ذلك بدعم قوى إقليمية، خصوصاً الدول الإسلامية القريبة من سورية، بما أن غالبية ضحايا التنظيم من المسلمين.
«غارديان»: انقسامات عميقة تمنع دولا عربية من التقدّم في القتال ضدّ «داعش»
تشرت صحيفة «غارديان» البريطانية مقالاً للكاتب إيان بلاك أشار فيه إلى أن التنافس مع إيران والخلافات في شأن سورية والرأي العام الداخلي، تحول دون لعب دول عربية دوراً أكبر في القتال ضدّ تنظيم «داعش».
وقال إن قوات كردية تدعمها الولايات المتحدة وميليشيات شيعية عراقية وحزب الله اللبناني يقاتلون جميعاً التنظيم الإرهابي.
لكن ثمة صعوبة في العثور على قوات برّية عربية سنّية تحارب التنظيم ، بحسب المقال.
ولفت بلاك إلى أنّ القيادة المركزية الأميركية لا تزال تذكر السعودية والإمارات والأردن والبحرين ضمن الدول المشاركة في شنّ غارات جوية على تنظيم «داعش»، وهو ما يعتبر أمراً مهماً لواشنطن إذ يدلّ ذلك على أن ثمة شركاء عرباً في حرب إقليمية شرسة لها تبعات عالمية.
وبحسب المقال، فإن التردّد العربي في التعامل مع التنظيم لا يتعلق بالأساس بالقدرة العسكرية، فلدى السعوديين والإماراتيين قوّات جوّية قوّية على رغم أنّ كلا البلدين مشغول بقصف اليمن.
ونقل الكاتب عن الأكاديمي العماني عبد الله صالح قوله إن الدول الخليجية تسعى من أجل سياسات متناقضة»
وأشار صالح إلى أن هناك تعهداً رسمياً بقتال «داعش»، لكنهم في الوقت نفسه منهمكين في صراع ضدّ ما يعتبره «السيطرة الفارسية/الشيعية على المنطقة».
«وول ستريت جورنال»: «انتحارية سان دوني» كانت تحت مراقبة الأمن الفرنسي بقضية مخدّرات
راقب الأمن الفرنسي «انتحارية سان دوني» قبل فترة طويلة من هجمات باريس، لكنه لم يكن على علم بصِلة القرابة بينها وبين عبد الحميد أباعوض الذي كان على قائمة أخطر الإرهابيين المطلوبين.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية عن مصادر فرنسية قريبة من التحقيق أن الاستخبارات تنصّتت على هاتف حسناء آية بولحسن، وهي ابنة خالة أباعوض، في إطار قضية منفصلة تماماً كانت تتعلق بتهريب المخدرات، ولم تكشف عن صلة القرابة بين الاثنين إلا بعد وقوع هجمات باريس التي أسفرت عن مقتل 130 شخصاً.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المعلومات الحاسمة التي حصلت عليها الاستخبارات الفرنسية من السلطات المغربية، ساعدت المحققين في ملاحقة أباعوض وتحديد الشقة التي اختبأ فيها في سان دوني في ضواحي باريس، حيث قتل هو وبولحسن وشخص ثالث، لم تتمكن السلطات من التعرف إليه حتى الآن، بعد معركة مع الشرطة استغرقت ساعتين يوم الأربعاء الماضي.
ونقلت «وول ستريت جورنال» عن مصادر فرنسية مطّلعة قولها إن السلطات الفرنسية كانت تبحث عن أباعوض لفترة أشهر من دون أن تدرك أنها تراقب في الوقت نفسه ابنة خالته التي قد تكون مساعدة له.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فرنسي قوله: «لا داعي للكذب على أنفسنا. إنه إخفاق فاضح».
ويأتي الكشف عن العيوب في عمل الاستخبارات الفرنسية بعد مرور عشرة أشهر على هجمات «شارلي إيبدو» ومتجر «كوشير» في باريس وتفكيك الخلية الإرهابية في بلجيكا التي يعتقد أن أباعوض كان زعيماً لها.
وأوضحت الصحيفة أن تعطل التعاون الاستخباري بين باريس والرباط يعود إلى عام 2014، عندما تعهّدت هيئة التحقيق الفرنسية بالتحقيق في اتهامات وجّهها نشطاء حقوقيون إلى السلطات المغربية، إذ تحدّثوا عن ممارسة أساليب تعذيب من قبل هيئات مغربية معنية بمكافحة الإرهاب. ونفت الرباط جميع الاتهامات، وردّت بقطع جميع أنواع التعاون الأمني مع فرنسا.
وأكد مسؤولون فرنسيون أن زيارة الرئيس فرانسوا هولاند إلى المغرب منذ شهرين ساعدت كثيراً في تعزيز التعاون الأمني بين البلدين. كما تشير نتائج التحقيق في هجمات باريس إلى إخفاقات أخرى من قبل الاستخبارات، إذ يبدو أنها تجاهلت معلومات قدّمتها لها أنقرة في شأن دخول الفرنسيين عمر مصطفاوي وسامي عميمور إلى جانب رجل ثالث إلى الأراضي السورية قبل سنة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن الاستخبارات الفرنسية كانت على علم بانتماء كلا الرجلين إلى التيار المتطرّف، لكنها فشلت في دراسة الصلة بينهما، إضافة إلى عجزها عن مراقبة تحرّكاتهما. وفي نهاية المطاف تمكّن مصطفاوي وعميمور من العودة إلى الأراضي الفرنسية من دون أن تنتبه الاستخبارات إليهما.