ميركل: اتفاقية «شينغن» بحاجة للتطوير

دعا رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس الاتحاد الأوروبي إلى الكف عن استقبال المزيد من المهاجرين والبحث عن حلول أخرى، فيما أعلنت كندا تأجيل استقبالهم 3 أشهر أخرى.

وقال رئيس الحكومة الفرنسية في تصريحات صحافية أمس، إنه «يجب أن تقول أوروبا إنها لم تعد قادرة على استقبال المزيد من المهاجرين هذا أمر غير ممكن»، مضيفاً أن «مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي أمر مهم لمستقبل الاتحاد الأوروبي. في حال لم نفعل ذلك فإن الشعوب ستقول كفى أوروبا».

وأوضح فالس أنه «يجب أن تجد أوروبا حلولاً للمهاجرين إلى الدول المجاورة لسوريا. وإذا لم يتم ذلك، فإن أوروبا لن تكون قادرة على المراقبة الفعالة لحدودها».

ونشرت تصريحات فالس قبل ساعات من لقاء المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند في باريس.

ولاقت مواقف ميركل المرحبة باللاجئين – وكثير منهم هاربون من الصراعات في الشرق الأوسط- ترحيباً في بادئ الأمر داخلياً وخارجياً ولكن مع استمرار تدفق المهاجرين بدأت المستشارة الألمانية تتعرض لانتقادات متزايدة.

وتجنب فالس توجيه انتقادات مباشرة لميركل على تعليقها قوانين اللجوء المعتمدة في الاتحاد الأوروبي للسماح بدخول اللاجئين السوريين العالقين في المجر معتبراً أن ألمانيا «اتخذت خياراً نبيلاً هنا». لكنه أشار إلى أن باريس فوجئت بقرار ميركل «ولم تكن فرنسا التي قالت لهم: تعالوا».

واقترح وزير الاقتصاد الفرنسي ايمانويل ماكرون ونظيره الألماني زيغمار غابرييل تأسيس صندوق من 10 مليارات يورو 10.7 مليار دولار لتمويل الإجراءات الأمنية المشددة وضبط الحدود الخارجية والاهتمام باللاجئين.

من ناحيتها، قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن اتفاقية «شينغن» التي تلغي تأشيرات السفر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى التطوير وإن خطط توزيع اللاجئين على دول الاتحاد وفقاً لنظام الحصص ستحدد قدرة الاتفاقية على البقاء.

وأضافت: «لدينا هنا اتفاقية شينغن والحقيقة هي أننا وثقنا في بعضنا البعض لسنوات ووضعنا قيوداً على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي».

وتبنت المفوضية الأوروبية إطاراً قانونياً لتمويل مساعدة من الاتحاد الأوروبي إلى تركيا، تهدف إلى لجم تدفق المهاجرين إلى أوروبا ولكن المحادثات بين الدول الأوروبية كانت صعبة لجمع 3 مليارات يورو كانت وعدت بتقديمها، بحسب مصادر أوروبية.

إلى ذلك، أجرت لجنة التنسيق الكندية المعنية باستقبال اللاجئين تغييرات في خطتها الخاصة باستقبال اللاجئين السوريين على أراضيها. وصرحت وزيرة الصحة الكندية جين فيلبوت التي تتولى رئاسة اللجنة، بأنهم مددوا فترة استقبال 25 ألف لاجئ سوري، حتى بداية شهر آذار 2016، بدلاً من نهاية العام الحالي، بحسب ما كان مخططاً من قبل.

وأضافت فيلبوت قائلة إنهم سيستقبلون 15 ألف لاجئ حتى نهاية العام الحالي و10 آلاف آخرين، ابتداء من عام 2016، وحتى بداية آذار من العام ذاته.

من جانبه أوضح وزير المواطنة والهجرة الكندية جون ماكاليوم أنهم يعملون مع حكومات تركيا والأردن ولبنان من أجل استقبال اللاجئين، وأنهم سيعطون أولوية اختيار اللاجئين للنساء والأسر والأطفال والمثليين جنسياً.

وكان رئيس الوزراء الكندي الجديد جاستين ترودو قد أكد في وقت سابق تعهده الذي قطعه على نفسه في حملته الانتخابية الأخيرة، بخصوص استقبال 25 ألف لاجئ سوري حتى نهاية العام الحالي.

وبحسب رويترز، فإن الأعمال المرتبطة بنقل اللاجئين وتوزيعهم على أراضي البلاد ستتطلب من السلطات الكندية تخصيص ما يزيد عن نصف مليار دولار خلال السنوات الست المقبلة.

على صعيد آخر، قتل 18 مهاجراً أفريقياً في الجزائر، في حريق عرضي اندلع ليلاً في مخيمهم، في حدث نادر في هذا البلد الذي يجذب الكثير من سكان إفريقيا جنوب الصحراء منذ غرقت ليبيا المجاورة في الفوضى.

ولم تعرف جنسيات الضحايا بعد فيما تحدث مصدر في الدفاع المدني عن إصابة 50 شخصاً بجروح.

وأقيم مخيم اللاجئين العام الفائت لإيواء المهاجرين الذين توافدوا بالآلاف في السنوات الأخيرة ولا سيما من مالي والنيجر البلدين اللذين يتقاسمان حدوداً طويلة مع الجزائر.

وكان هناك أكثر من 650 شخصاً في مركز الاستقبال وهو مستودع ضخم مجهز وضعته السلطات المحلية في تصرفهم وإدارة المهاجرين.

وارتفع مؤخراً عدد المهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء الذين يستقرون في الجزائر في مدن الشمال الكبرى، بعدما تعودوا المكوث في مدينة تمنراست الصحراوية الكبرى القريبة من مالي والنيجر أو حاولوا عبور الجزائر للوصول إلى أوروبا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى