تلفزيون لبنان

جديد صراع القيصر والسلطان، أنّ الأول يؤيّد قفل الحدود السورية مع تركيا، وأنّ الثاني مصرّ على إقامة المنطقة الآمنة أو العازلة عند الحدود مع ما يعني ذلك من حظر للطيران فوقها. خبراء أمنيون رأوا أنّ قفل الحدود أو إنشاء المنطقة العازلة مشهد واحد، إلّا أنّ حظر الطيران فيه إيذان بالحرب في الأجواء.

ولقد دفع الجيش التركي بتعزيزات إلى الحدود بينها بطاريات صواريخ مضاءة للطائرات، وكذلك فعل الجيش الروسي بنشر صواريخ أس 400.

وعلى وقع قعقعة السلاح التركي والروسي انعقد الحوار اللبناني في أجواء سياسية جديدة أفرزتها لقاءات الرئيس سعد الحريري في باريس. وقد ركّز الحواريون على مسألة تفعيل الحكومة والخلاص من قضية النفايات، كما ركّزوا على ترشيح لقاءات باريس للنائب سليمان فرنجية الذي قال إنّ الطرح جديّ لكنه غير رسمي بعد.

وبين حدث الخارج في صراع القيصر والسلطان، وبين حوار الداخل الذي يستأنف في الرابع عشر من الشهر المقبل، اتّجهت الأنظار هذا المساء إلى مدينة جبيل، حيث إنارة الأعياد تنقل المشاهد إلى ما يشبه زينة باريس ولندن كل عام. وفي جبيل مهرجان يستمر حتى العاشر من كانون الثاني. وشجرة عيد الميلاد ترتفع إلى ثلاثين متراً مع إضاءة باهرة للعيون.

إلى جبيل مع المزيد لدى الزميل نبيل الرفاعي.

«او تي في»

بدأ اللبنانيون اليوم، خصوصاً أهل طاولة الحوار، كالمصابين بحالة حَوَلٍ في العيون والنظر، فعلى الطاولة كان البحث علناً، حول الحكومة وإعادة إحيائها، كما حول قانون الانتخاب. فيما كانت النظرات والسلامات والإيماءات كلّها، مركّزة على الغموض الذي يلف مسألة التسوية الرئاسية. الحَوَل نفسه أصاب الطبقة السياسية كلها. فالأنظار شاخصة صوب الحدود التركية السورية، فيما الانتظار عالق حول سؤال: كيف تنعكس تطورات الحرب هناك، على مشروع التسوية هنا؟ هل أسقط الأتراك طائرة السوخوي الروسية، والتسوية الرئاسية اللبنانية بطلقة واحدة؟ أم على العكس، هل تؤدّي النيران المهدّدة باندلاع حرب إقليمية، إلى دفع لبناني لالتقاط اللحظة وإقرار حل وطني جامع شامل؟ الفارق بين الاحتمالين، يبدو متوقّفاً على موقفين اثنين: السعودية من جهة، ومحور الرابية حارة حريك من جهة أخرى. فلناحية السعودية، هناك سؤال مطروح: هل الرياض صادقة بالسماح بحلّ لبناني استقلالي، بمعزل عن صراعاتها الإقليمية؟ ولناحية ثنائي الجنرال والسيد، ثمّة سؤال آخر: ما هو مفهوم التسوية الشاملة التي يتوافقان عليها؟ وهل يمكن أن يتنازلا عن الموقف السياسي العام، وعن التوازن الحكومي وعن قانون الانتخاب العادل، كما ألمح فؤاد السنيورة في حوار اليوم أمس ؟ الأكيد أنّ الأيام المقبلة ستكون حاسمة. فوفق معلومات الأو تي في، أنّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لن ينتظر طويلاً، لأنه قطع أمام السعوديين تعهدات والتزامات، ولذلك فهو يتريّث أياماً قليلة ليخطو بعدها خطوة أخرى إلى الأمام، معلناً أنّه هو من يقرّر ويزكي ويسمي. تماماً كما فعل مع ميشال سليمان… لكن في المقابل، بدت جبهة الرابية – بنشعي صامدة هادئة كرّستها اليوم طاولة الحوار، في مواقع كراسيها ومواقف متحاوريها. فضلاًً عن تأكيد رئيس تيار المردة مجدّداً وتكراراً، أنّ مرشّحه للرئاسة هو ميشال عون… لكن ماذا عن باقي أسرار حوار اليوم؟

«المنار»

أكملت تركيا هروبها إلى الأمام. أتبعت صواريخها التي أسقطت طائرة السوخوي الروسية فوق الأراضي السورية، بسيل من التصريحات التبريرية، وكعادتهم تركها الحلفاء الغربيون في خانة التبرير، بعد أن أتمّوا كل أدوات التحريض.

أدوات النزال استنفذتها تركيا من الضربة الأولى، لتبقى أمام الضربات الروسية السياسية والدبلوماسية والاقتصادية حتى الآن. لا نريد الحرب قالها التركي، وكذلك الردّ الروسي، لكن الحادث جريمة لا يمكن السكوت عنها بحسب الرئيس فلاديمير بوتن. وأول الكلام منظومة إس أربعمئة المتّجهة إلى قاعدة حميميم السورية، وتقدّم للجيش السوري في الميدان بغطاء جوّي روسي لم يعفِ جبل التركمان.

وفي لبنان كشفت جلسة الحوار الغطاء عن التحليلات الإعلامية والقراءات السياسية التي طافت بالبلاد نحو الحلول الرئاسية، فأوضح النائب سليمان فرنجية مؤكّداً المؤكّد، مرشّحنا للرئاسة العماد ميشال عون، وما يجري تداوله من طروحات رئاسية هي أفكار جديّة لكنها غير رسمية.

«أن بي أن»

إيجابية رصدت على طاولة الحوار الوطني في عين التينة توحي بإمكانية المضي بتحريك عمل المؤسسات، نقاش اليوم أمس تركّز على ضرورة تفعيل مجلس الوزراء، فالبلد لم يعد يحتمل جموداً ولا تعطيلاً.

الجلسة قاربت التوجهات العامة لقانون الانتخابات، لكنها لم تغص بملف رئاسي ينتظر الطروحات الرسمية حول ما يُحكى في الكواليس، فهل يُعلن الرئيس سعد الحريري موقفاً رسمياً حول ترشّح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية؟

طروحات الكواليس جديّة كما قال زعيم المردة، لكنه لا يصرف عملياً قبل إعلانه رسمياً، عندها سيبني فرنجية على الشيء مقتضاه، لأنّ رئيس المردة لا يزال يشدّد على أنّ المرشّح الأول للرئاسة هو العماد ميشال عون والتنسيق معه قائم لاتخاذ كل موقف في أوانه.

الانتظار اللبناني محصور داخل الحدود، لانشغال العواصم بما هو أخطر، الأزمة التركية – الروسية تصدّرت بعد حادثة إسقاط الطائرة. موسكو لم تتراجع إلى حد ما نُقل عن الرئيس فلاديمير بوتين أنّ الانتقام هو الردّ لأن الصبر نفذ.

الروس اعتبروا إسقاط الطائرة إعلان حرب تركية على موسكو فتصرّفوا على أساس الجهوزية العسكرية، وقرّروا نشر منظومة صواريخ «إس 400»، في تلك الخطوة تغيير لقواعد الاشتباك على الأرض.

وفي كلام الخارجية الروسية اتهامات بحجم اتهام الأتراك بالاستفادة من نفط «داعش» ومنع الحل السياسي للأزمة السورية، فأين يكون النزاع؟ هل فقط في جبل التركمان؟

التقدم إليه يُتيح للمسؤولين إيقاف إمداد المسلحين في إدلب، ما يعني سقوط تلك المناطق تدريجياً في قبضة الجيش السوري. جبل التركمان هو العنوان، وتنفيذ عملية كومندس ناجحة في إنقاذ الطيار الروسي من تلك المنطقة خلف خطوط المسلحين رفع المعنويات السورية والروسية، وأثبت لموسكو أنّ الجيش السوري والمقاومة قادران على النجاح في المَهمّات الصعبة.

حجم التوتر التركي – الروسي سرق الأضواء من الهواجس الغربية التي فرضها تمدّد الإرهاب مع أنّ «داعش» واصل عملياته واستهدف تونس بالأمس، وثبّت معادلة أنّ العواصم أوروبية أم عربية باقية تحت التهديد الإرهابي.

«الجديد»

دخلنا كتاب غينيس بالمنقوشة والعلم والليموناضة، وتنافسنا في نسب صحن «الحمص» والتبولة، وكدنا نستعدّ لكسر الرقم القياسي في أطول فترة فراغ رئاسي، وبقدرة تسوية أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من ملء الفراغ بشخصية أول حرف من اسمها سليمان فرنجية. التسوية لم تتمخّض من معاناة الشغور محلياً، ولم تولد من رحم ثمانية عشر شهراً بلا رئيس، ولا من واحدة وثلاثين جلسة انتخاب بلا نصاب عاشت فيها قوى الرابع عشر من آذار في جلباب الحكيم. واليوم فُصّلت العباءة على مقاس سليمان. حيكت بخيطان أميركية – سعودية وقطب إيرانية. أول غيث التفاؤل رشح من طرح التسوية السياسية الشاملة للسيد حسن نصرالله ليلاقيه سعد الحريري بالتّرحاب بعد أخذ كلمة السر من الرياض، وليعلن باراك أوباما أنّ الوقت الآن مناسب لانتخاب رئيس. وإذا صدقت النيّات فمباركة عون جاهزة، فتساءلت: هل يقبل دعاة التسوية هذه بتقديم أثمان للقوّتين المسيحيتين أو بتجاوزهما إذا ما كان الرفض سيد الموقف؟ وهل يصمد حزب الكتائب في تغطية التسوية إذا ما قام عون وجعجع بترشيح الجميل الأب؟ تساؤلات برسم الغد. أما اليوم فالطبخة الرئاسية نضجت على نار الاتفاق الأميركي السعودي وللطبخة متمّماتها. إذ تنتظر إعلاناً رسمياً يتولّاه سعد، وتُرك مشكولاً على المعلومات المتداولة إن لم يكن في الرياض ففي وسط بيروت. وعلى هذه المتمّم عقد فرنجية النية وقال إنّ الطرح جاد ولكنه غير رسمي بعد طاولة الحوار التي غاب عنها عون وملف الرئاسة. على البيدر السوري برزت حسابات جديدة. تركيا الظهير الخلفي لـ«داعش» أسقطت المقاتلة الروسية بأمر عمليات أميركي، بعدما اعتبرت واشنطن أنّ التدخل العسكري الروسي خرق الخطوط الحمر ولم يكن بنداً في اتفاقية التسوية الأميركية – الروسية. بوتين يصف إسقاط السوخوي بإعلان حرب وتوعّد بالانتقام من الديكتاتور. لافروف يطمئن العالم إلى أنّ لا حرب عالمية ثالثة ولكن لنا مع تركيا حساب آخر، والأهم روسيا لن تسمح باستخدام الطائرة ذريعة للضغط لفرض منطقة حظر جوي تحاكي منطقة عازلة وأخرى آمنة، الجرّة انكسرت بين تركيا وروسيا، والجهاد الأكبر متروك «لموسكفا» حاملة الصواريخ أس أربع مئة.

«ام تي في»

المتفائلون يرون أنّ سليمان فرنجية باتَ قابَ قوسين من بعبدا، وقد استندوا إلى تاريخ المخاضات العسيرة التي سبقت ولادات الرؤساء في زمن الطائف، وخصوصاً بعد الخروج السوري من لبنان، فهم على ثقة بأنّ الرئيس سعد الحريري ما كان ليُقدِم على مبادرته لولا حصوله على ضوء أخضر سعودي أولاً، ومن ثمّ أميركي. يؤكّدون أنّ الطباخين الدوليين والإقليميين يختلفون في كل أمر إلى حدّ الاقتتال. وتطير الرسائل غير الدبلوماسية بإسقاطهم الطائرة والتهويل بالأسوأ، لكنهم يتّفقون على إنهاء الشغور في لبنان وعلى سليمان فرنجيه رئيساً والمسألة منتهية.

المشكّكون في المقابل يرون أنّ أياً من العناصر الموصلة إلى القصر لم يتوافر بعد، فحزب الله صامت وإيران لم تعلّق ولم يصدر عن السعودية غير العموميات المعروفة أي أنّ المملكة تشجّع ما يُنهي الشغور ويدعمون موقفهم بإسقاط الأتراك الطائرة الروسية التي في رأيهم ستسقط كل المبادرات من فيينا إلى بيروت فبعبدا.

وحده المعنيّ المباشر بالرئاسة سليمان فرنجيه بدا متريّثاً وحريصاً على عدم حرق المراحل.

في الانتظار طاولة الحوار التي نأت بنفسهاعن الملف الرئاسي سعت إلى حسم مشروع تسفير النفايات لإخراج مجلس الوزراء من مطمر التعطيل.

«المستقبل»

عندما تقرع طبول الحرب بين تركيا وروسيا فوق الأجواء السورية، يرقص اللبنانيون على أنغام الحوار. وللمرة الأولى تخرج من الحوار الوطني أجواء تفاؤلية، ويخرج الجميع والابتسامات على وجوههم، ويصرّحون كما لو أنّ الأزمة السياسية شارفت على الانتهاء.

الخارجون من الجلسة، أكّدوا أنّ موضوع رئاسة الجمهورية لم يُبحث على الطاولة، لكن ملائكته كانت كفيلة بإشاعة جو من الوئام. فقط ركّزوا على مسألتين: الأولى تفعيل عمل الحكومة لحل مشكلة النفايات، والثانية مقاربة عامة لقانون جديد للانتخابات النيابية.

النائب سليمان فرنجية، الذي اجتمع إلى الرئيس نبيه بري قبل الجلسة، كشف بعدها أنّ ترشيحه الرئاسي «طرح جديّ لكن غير رسمي» من قِبل قوى الرابع عشر من آذار، معتبراً أنّ «بيت القصيد سيكون حين يأتي فريقان، كل واحد من مكانه، ليلتقيا في منتصف الطريق»، وقال إنّه ينتظر ترشيحه الرسمي من الطرف الآخر.

أما في سورية، فلا يزال التوتر يخيّم على السماء، حيث أسقط الأتراك طائرة السوخوي الروسية.

«ال بي سي»

على وقع تطورات الحرب السورية وضربات «الدولة الإسلامية» يعيش العالم يومياته. عالم لم يجذبه سقوط العشرات من السوريين يومياً، ولكنه استنفر نتيجة مقتل جندي روسي واحد لدى استهداف تركيا مقاتلته.

العالم هذا، حسابات الربح والخسارة فيه لا تقوم على عدد شهداء سورية بمختلف انتماءاتهم ولا تقوم على عدد الجنود الذين سيسقطون في حروب بعيدة عن ديارهم، إنما تقوم على مصالح الدول الكبرى وعلى وقع مليارات التبادل التجاري بينها لا سيّما النفطي منها.

مصالح الدول هذه فعلت فعلتها في لبنان، فقطبة السفير الأميركي في ملف الفراغ الرئاسي بدأت تتّضح، وسرّ لقاء باريس بين الحريري وفرنجية أكّده اليوم فرنجية ذاته الذي طالب من عين التينة من سمّاه الفريق الآخر بطرح رسمي ليُبنى على الشيء مقتضاه.

وسط كل هذه الأجواء، الأنظار تتّجه إلى الرابية ومعراب:

– فإمّا يخرج الفريقان بثنائي مسيحي لا يمكن تخطّي الفيتو الذي قد يفرضه على شخص الرئيس المنتظر.

– وإمّا يفرض هذا الثنائي شروطه على تفاصيل السلّة المتكاملة التي حتماً ستشمل إلى الرئاسة الأولى أمّ المعارك، أي قانون الانتخاب.

– وإمّا يضرب الثنائي المولود حديثاً فيتفرّق طرفاه وتمرّر الصفقة الرئاسية التي تجمع كل المعلومات أنها جديّة للغاية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى