المالكي يبحث التطورات مع سلام وباسيل: محاربة الإرهاب توحِّدنا جميعاً
أكد وزير خارجية فلسطين رياض المالكي «أنّ الإرهاب يوحدنا جميعاً ولا يحمل صفة الدولة أو الانتماء إلى أي جهة أو جنسية»، ودعا إلى «محاربته بشدة ودون هوادة»، مؤكداً دعم لبنان في أي خطوات يتم اتخاذها في هذا الخصوص.
وكان المالكي الذي يزور بيروت للمشاركة في احتفالات اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي تقيمه منظمة «إسكوا»، زار رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية، وقال بعد اللقاء: «كان لزاماً علينا لقاء دولة الرئيس تمام سلام، لإطلاعه على آخر تطورات الساحة الفلسطينية، وخصوصاً بعد الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى رام الله حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي طلب مني شخصياً أن أزور دولة الرئيس لوضعه في أجواء ما حدث من تطورات ليكون لبنان الشقيق دائماً في الصورة».
وأضاف: «تناولنا خلال اللقاء الهم المشترك ألا وهو الوجود الفلسطيني في المخيمات ومتابعة كلّ هذه القضايا، وقد استمع الرئيس سلام باهتمام للتفاصيل التي أطلعناه عليها. وشاركنا في آرائه وتوجيهاته في كيفية التحرك على المستوى الفلسطيني ضمن الإطار العربي، ونحن دائماً حرصاء على المتابعة مع لبنان في ما يتعلق بالتحركات الفلسطينية على المسار الدولي. وكما تعلمون مع انغلاق الأفق السياسي لعدم إمكانية العودة إلى المفاوضات في ما تبقى من عمر الإدارة الأميركية الحالية، لم يبق أمامنا إلا التحرك في الإطارين الديبلوماسي والقانوني وللبنان باع طويل وخبرة كبيرة في مثل هذه المجالات، وبالتالي نحن حرصاء على التنسيق مع لبنان الشقيق من جهة، والاستفادة من الكفاءات والخبرة لديه من جهة ثانية، مع علمنا أنّ الموقف اللبناني هو دائماً مساعد ومساند ومؤيد وداعم للحقوق الفلسطينية من دون أي تحفظ».
وفي مقرّ وزارة الخارجية في قصر بسترس، اجتمع المالكي إلى نظيره وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وبحث الجانبان «تفاصيل الوضع الفلسطيني وما آلت اليه الأحداث في الفترة الأخيرة والإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة من أجل ضرب إمكانيات الصمود للشعب الفلسطيني في فلسطين، وما تحاول إسرائيل القيام به من أجل تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وفي بقية الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية».
وقال المالكي: «تحدثنا عن انغلاق الأفق السياسي الحالي، والإمكانيات المتاحة أمامنا للتحرك على المستويين الفلسطيني والعربي. واسترجعنا معاً ما تمّ اتخاذه من قرارات في الاجتماع الأخير لمجلس وزراء العرب في الرياض على هامش القمة العربية ـ الأميركية الجنوبية، وضرورة تفعيل مثل هذه الخطوات على المستويات الإقليمية والدولية. وبحثنا بعمق في ما يحدث على المستوى العربي أو الدولي، وتفاهمنا في الكثير من القضايا والتقينا في الكثير من الأمور المشتركة».
وأضاف: «قمنا بعرض كيفية التنسيق المشترك اللبناني الفلسطيني في مجالات عدة، وتحدثنا عن الوضع الفلسطيني هنا في لبنان، حيث أكدنا على التزام الحضور الفلسطيني بالقوانين اللبنانية وهذه قضية مهمة جداً لنا، ونحن نأمل أن تتوفر الفرصة لنا دائماً لاستكمال مثل هذه المشاورات المشتركة التي تمثل المصلحة لبلدينا».
وأكد «أنّ فلسطين أدانت بشدة التفجير الذي استهدف برج البراجنة مؤخراً وتقف مع لبنان في مثل هذه الظروف وتدعمه في كلّ ما يتخذه من خطوات، من أجل الحفاظ على أمن لبنان وسلامة أراضيه ومواطنيه، وهذا مهم جداً بالنسبة إلينا ونعتبر أنّ الإرهاب يوحدنا جميعاً ولا يحمل صفة الدولة أو الانتماء إلى أي جهة أو جنسية، بالتالي يجب محاربته بشدة ودون هوادة وندعم أي خطوات يتم اتخاذها من قبل لبنان في هذا الخصوص، وفلسطين تؤازر لبنان في هذا التوجه وبكل قوة».
أضاف: «لا نسمح بأن يتعرض لبنان لأعمال من هذا النوع بغض النظر عمن يقف وراءها ومن أعطى هذه التعليمات. ومن الصعب جدا بالنسبة لنا أن نرى سقوط أبرياء أكان ذلك في برج البراجنة أو في مصر أو باريس أو أي مكان آخر. في نهاية المطاف، يجب إدانة هذا الأمر بقوة والوقوف بحزم واتخاذ كلّ ما يلزم من إجراءات».
وأشار باسيل، من جهته، إلى أنّ «الأهم اليوم هو عدم تضييع القضية الفلسطينية في زواريب تضيع معها الهوية العربية الثقافية الإنسانية الجامعة لبلداننا وشعوبنا والتي توحدنا على مفاهيم وقيم مشتركة»، معتبراً أنه «بدل أن نتوحد اليوم في مواجهة ما دخل إلينا إرهاب من دولة إسرائيل وإرهاب من داعش، نرى أنّ هذا الإرهاب يضيع القضية الأم الأساس».
وقال: «ما استنتجناه سوياً اليوم هو أنّ كل هذه المحاولات لإحداث الفرقة بين اللبنانيين والفلسطينيين وبين الفلسطينيين والسوريين، وبين فلسطين والأمة العربية كقضية جامعة وقضية منشأ، يجب التصدي لها عبر إبقاء هذه القضية حاضرة وفاعلة».
وختم: «لا نزال نؤمن بحسب التجربة اللبنانية وبحسب ما تمر به المنطقة وانسداد الأفق السياسي مع إسرائيل، أنّ المقاومة لا تزال الحق المشروع والسبيل الممكن لإنشاء الدولة الفلسطينية وتأمين حقّ العودة للفلسطينيين والحفاظ على القدس ومقدساتها وبالأخصّ المسجد الأقصى».