الذئاب الرمادية…
خضر سلامة
هذا الرجل ظهر في تغطية تلفزيونية لحادثة إسقاط الطائرة الروسية في ريف اللاذقية، وتحدّث إلى الكاميرا عن كيف فتح مع أصدقائه النار على الطيارَين الروسيّين عند هبوطهما بالمظلة.
من هو؟
هو ألب أرسلان جيليك، أحد ناشطي «الذئاب الرمادية»، وهي حركة فاشية تركية تنتمي إلى أقصى اليمين القومي، ومُقرّبة من الحركة القومية التركية.
المهم، لتفهم ماذا تعني الذئاب الرمادية، ينصح بالاطلاع على مجزرتي بايازيد ومرعش العام 1978، حين قتل ناشطون من هذه المجموعة سبعة طلاب يساريين في جامعة اسطنبول وأعدموا سبعة جامعيين آخرين من حزب العمال أيضاً، وأيضاً قتلت هذه الجماعة 180 مدنياً «علوياً» في بلدة مرعش في مجزرة جماعية. حدث هذا خلال فترة الصراع السياسي التركي الداخلي أواخر السبعينات وساهمت عملياتها في إنهاك مُناوئي العسكر. هذه المجموعة وَرَدَ اسمها كالمشتبه به الأول في تفجيرات بانغكوك الصيف الماضي، والتي أوقعت 20 قتيلاً، ردّاً على ترحيل ناشط سياسي صيني أيغوري عرق تركي إلى الصين ومنع سفره إلى تركيا. وهي المتّهم الأبرز بمحاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني، ومسؤولة عن مجموع تصفيات واغتيالات شيوعية وكردية وأرمنية وعلوية تتجاوز السبعمئة ضحية.
ورغم أنّ الذئاب الرمادية هي من ظلال الدولة الأمنية في تركيا، وعناصرها معروفون أنهم رجال مخابرات سابقون أو متعاقدون عسكريون، إلا أنّ جيليك التركي حالياً يُعتبر مناضلاً وطنياً ضدّ الديكتاتورية في سورية، وقائداً طليعياً في الفرقة الثانية الساحلية في الجيش الحر – منطقة الساحل، بعد أن قاتل سابقاً في العراق.
والزيّ الديني حاضر طبعاً لإقناع المشاهدين.
غضنفر ركن أبادي شهيداً… ابنته: «بابا.. شهادة مباركة»
بعد انتشار خبر التعرّف إلى جثة السفير الإيراني السابق في لبنان غضنفر ركن أبادي، سارع الناشطون برثائه عبر صفحاتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فمنهم من نشر صورة خاصة له مع الشهيد، ومنهم من سارع بكتابة سيرته الذاتية، فضلاً عن الكلام الخاص عن مسيرة حياته الشخصية وكيفية تعاطيه مع الآخرين وإنسانيته الفائقة، وتواضعه الكريم. إلّا أنّ الصورة الأكثر تداولاً كانت تلك الخاصة بابنة أبادي والتي كتبت فيها رسالة على الملف الشخصي الخاص بها على تطبيق تلغرام، بالإيرانية: «بابا عثرت عليك مبروك شهادتك». وقد حقّقت هذه الصورة نسبة تداول عالية جداً على موقعي «فايسبوك» و»تويتر»، وتداولها الناشطون طالبين من خلالها الرحمة للشهيد غضنفر. وكتبت الناشطة أحلام: «يستحقّ الشهادة وبجدارة، هنيئاً له»، وقد كتب لواء تعليقاً على الصورة: «أحسنت، هي الشهادة قطعاً»، لتعترض أسيل: «مضيعينو بالبراد أو كيف؟ آل سعود جاييهن يوم».