تصريحات فابيوس طوق نجاة لفرنسا

ابراهيم شير

التفاف جديد تقوم به فرنسا تجاه سورية، وذلك بعد أن أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس استعداد باريس للتعامل مع الجيش السوري في إطار مكافحة الإرهاب.

هذه التصريحات تأتي بعد أن دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، للحوار مع الرئيس السوري بشار الأسد، وأكد ضرورة تغيير جدلية مع بشار أو من دونه في السلام أو في الحرب. وأتت هذه التصريحات كطوق نجاة لباريس لإنقاذها من الغرق أكثر في مستنقع الدماء الذي دفعتها إليه السعودية وقطر وتركيا.

تصريحات فابيوس صدرت غداة لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، وقرار الطرفين تنسيق الضربات الجوية ضد داعش في سورية، ليغدو التعاون الأول من نوعه بين القوات الروسية والغربية في سورية. إلا أن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أكد أن الغربيين غير مستعدين حالياً للعمل معاً ضمن ائتلاف موحد لمحاربة الإرهاب.

دمشق تلقت التصريحات الفرنسية بصدر رحب، وهو ما أكده وزير خارجيتها وليد المعلم من موسكو التي يزورها، وأعرب عن استعداد بلاده للتنسيق مع أي قوات لمكافحة الإرهاب. معتبراً أن هذا يتطلب تغييراً جذرياً في مواقف باريس.

وأشار مراقبون إلى أن تصريحات فابيوس الأخيرة تأتي بعد أن فقدت الإدارة الفرنسية الثقة بحليفها العثماني الجديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي كان له دور غير مباشر بأحداث باريس الأخيرة، حيث سعى إلى خلق أزمة للاجئين السوريين والفارين عبر البحر إلى أوروبا من أجل الضغط على الدول الأوروبية للموافقة على شروطه، واستغلت جماعة داعش هذه العملية وأرسلت المئات إن لم يكن الآلاف إلى أوروبا، أو بمعنى أصح أعادت مقاتليها الغربيين إلى بلدانهم بعد أن أتوا الى سورية والعراق عن طريق تركيا، وتم تدريبهم وتجهيزهم وأرسلوا لينفجروا هناك.

أردوغان وبعد أن تأكد أن روسيا جادة في محاربتها للإرهاب في سورية، حاول بكل الوسائل إيقافها، وكانت آخرها إسقاط المقاتلة الروسية، وكان يحدوه الأمل إما أن يخيف الروس فينسحبون نتيجة ذلك أو يتدخل الناتو لحمايته إن فكرت روسيا بالانتقام، إلا أن هذا لم يحدث بل كثفت موسكو غاراتها أكثر وأكثر، إلا أن رياح أحداث باريس وإسقاط الطائرة جاءت بما لا تشتهي سفن أردوغان فدفعت فرنسا للتقارب مع روسيا لتشكيل ائتلاف دولي موحد لمكافحة الإرهاب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى