خبراء مصريون: روسيا أثبتت فاعليتها في مواجهة الإرهاب
القاهرة ـ فارس رياض الجيرودي
يدور الحديث في القاهرة عن احتمال الإعلان قريباً عن انضمام مصر إلى حلف عسكري – أمني عالمي موسع ضد الإرهاب بقيادة روسية، وذلك إثر التصاعد الأخير في نشاط التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش الذي أعلن مسؤوليته عن إسقاط الطائرة المدنية الروسية فوق سيناء، وعن هجمات باريس التي تُعتبر أكبرعملية يتبناها التنظيم في مدينة أوروبية، حيث تتحدث المصادر المصرية عن خطة روسية لتوسيع الحلف الحالي الذي تقوده روسيا لمكافحة الإرهاب ليشمل كلاً من مصر وفرنسا والصين، وعن توسيع نطاق العمليات الروسية ضد التنظيمات الإرهابية لتشمل ساحات جديدة كسيناء وليبيا، ويبدو أن الاتصالات المصرية الروسية الفرنسية الأخيرة تجرى في الإطار السابق، حيث قام وزير الدفاع الروسي الأسبوع الماضي بزيارة للقاهرة جرى فيها التباحث لرفع مستوى العلاقات الدفاعية بين البلدين لمستوى الحلف العسكري، كما قام رئيس الأركان المصري بزيارة إلى فرنسا، وأعلن في القاهرة انعقاد اجتماع لمجلس الأمن القومي المصري واجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال الأسبوع ذاته، ما يشير إلى تغير في الاستراتيجية الأمنية، بخاصة مع تزامن هذه التحركات، مع اتصال هاتفي بين الرئيسين السيسي وبوتين، اتفقا خلاله على تنسيق أمني على أعلى مستوى بين البلدين.
وتوقع السفير سيد أبو زيد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قيام تحالف دولي جديد تقوده روسيا ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة.
وأوضح أبو زيد أن «الحلف الذي تقوده أميركا عليه علامات استفهام كثيرة كما أن هناك اتهامات لأميركا، أنها غير جادة في حربها ضد تنظيم داعش في العراق وسورية، بل وصلت الشكوك إلى حد اتهامها بمساعدة داعش وهي اتهامات محل تحقيق».
وأضاف أبو زيد أن «التحالف القديم بقيادة أميركا يضم دولاً مثل قطر وتركيا وبريطانيا، وثمة تأكيدات أن بعض هذه الدول تقدم الدعم للإرهاب، ومن ثم نجد في النتيجة أن الإرهاب يستمر ويتسع ويقوى».
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق: «إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس أظهرت خطورة الإرهاب ليس على المنطقة العربية فقط، ولكن على المستوى الدولي أيضاً، كما أن أحداث باريس كشفت أن المعالجة الدولية للإرهاب ليست ناجعة وهو ما أثبته الروس بعد تدخلهم العسكري في سورية، ولعل تعاملهم الجدي مع داعش هو ما أدى إلى إسقاط طائرتهم المدنية في سيناء والمقاتلة فوق سورية، لا سيما أن الطائرة الروسية المدنية كانت آتية من تركيا قبل وصولها إلى مطار شرم الشيخ، وهو ما يوجه أصابع الاتهام إلى مطارات أنقرة خصوصاً أن تركيا دولة مغرضة ومتعاونة مع الجماعات المتطرفة، كما أنها ممر دائم لعناصر داعش إلى سورية والعراق».
وتابع أبو زيد أن «كل هذه الأمور تدعو إلى قيام تحالف جديد ضد الإرهاب يكون أكثر جدية وفاعلية على الأرض، يضم دولاً مثل مصر وفرنسا إلى جانب روسيا».
وفي سياق آخر يتصل بالمقاتلة الروسية التي أعلنت تركيا إسقاطها فوق الأراضي السورية، أكد اللواء طيار هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن «المقاتلة الروسية كانت لا تمثل أي خطر على تركيا، لأنها كانت تعمل فى منطقة عمليات لضرب الجماعات الإرهابية فى سورية».
وتوقع اللواء هشام الحلبى أن: «سلاح الجو الروسي سيستمر في تنفيذه للهجمات على تنظيم داعش الإرهابى في سورية، وسيصر على ذلك، ولكنه سيتوخي الحذر»، مؤكداً أن تركيا تعجّلت في إسقاط الطائرة الروسية.
وأضاف الحلبي أن: «استمرار روسيا في شن هجماتها هو ما يقلق أميركا وتركيا لأنه سيحافظ على النظام السوري»، مشيراً إلى أن إسقاط المقاتلة كان: «عملاً محضراً ومدبراً لإحراج روسيا ودفعها للحد من علمياتها في سورية، وهو بالتالي لا يتعلق بخرق للأجواء التركية، إذ كان للأتراك اتصالاتهم العسكرية بروسيا، وكان من الممكن استفسار الجانب الروسي عن تلك الطائرة من دون إسقاطها».
من جهة أخرى قال اللواء الدكتور أحمد عبدالحليم عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية إن «السلطات التركية تشتري النفط من الآبار البترولية التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي بسورية»، موضحاً أن استهداف روسيا لتلك الآبار هو ما دفع تركيا إلى إسقاط الطائرة الروسية الحربية.
أما الدكتور سعد الزنط رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية، فقد رأى أن «عملية إسقاط الطائرة الروسية بسورية كانت متعمدة والهدف منها استدراج روسيا للمرة الثانية إلي حرب مع تركيا». مشيرا إلى أن «حلف الناتو سيقف مع تركيا إذا قامت روسيا بالتصعيد».
وأضاف الزنط أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فضح أمر روسيا بشأن مساعدتها لتنظيم داعش الإرهابي»، موضحاً أن «الإرهابيين يعبرون إلى سورية من خلال الحدود التركية».
أما الدكتور حمدي عبد الحافظ، الخبير في الشؤون الروسية، فقد رأى أن «تركيا بعيدة كل البعيد عن مكافحة الإرهاب»، مؤكداً أن «موسكو لن تنسى أبداً ما قامت به أنقرة بإسقاطها الطائرة الروسية».
وتوقع عبد الحافظ أن «روسيا لن تشنّ أي عمليات عسكرية ضد تركيا، بعد سقوط الطائرة على الحدود السورية».
وتابع: «روسيا ستعاقب تركيا، اقتصادياً»، مشيراً إلى أن موسكو كشفت العلاقة المشبوهة بين أنقرة، وتنظيم داعش، وقيام تركيا بتسويق البترول السوري، وإمداد التنظيم الإرهابي بالأسلحة والمال.
وأضاف: «الجانب التركي يراهن على حلف الناتو، وحاولت إرسال رسالة واضحة لروسيا بعد مطالبته بعقد اجتماع طارئ للناتو بعد سقوط الطائرة الروسية».