مقتنيات يوسف وهبي إلى مكتبة الإسكندرية
تسلمت مكتبة الإسكندرية مقتنيات النجم الراحل الكبير يوسف وهبي. في إطار سعي مكتبة الإسكندرية إلى الحفاظ على تاريخ مصر الحديث والمعاصر، وبناءً على الدعوة التي تلقتها المكتبة من أسرة وهبي، ممثلة بابن شقيقه المهندس الكبير محمد يوسف اسماعيل وهبي. وتشمل هذه المقتنيات مذكراته الشخصية والتي كتبها بخط يده ويحكي فيها تفاصيل حياته، بالإضافة إلى سيناريوات الأفلام ونصوص المسرحيات كما تضم المقتنيات مجموعة كبيرة من الإسطوانات ودفاتر يوميات فرقته المسرحية، ودفتر يومية حسابات مكتب يوسف وهبي لأعمال السينما والمسرح 1957، ودفتر نمرة 2 الخاص بمسرح رمسيس بتاريخ 3 شباط 1932، ومجموعة من الوثائق الخاصة بلجنة الفنون التشكيلية، ولجنة الإرشاد الثقافي والمجلس القومي للثقافة والفنون والآداب والإعلام – ووثائق اجتماعات لجنة التمثيل العربي والغناء المسرحي، ونسخة من اللائحة الأساسية للائحة فن التمثيل العربي، وبرنامج رحلة فرقة يوسف وهبي. إلى المجموعة القيمة في مكتبته الشخصية وتحوي الكثير من الروايات والمسرحيات العالمية والجوائز والإهداءات وشهادات التقدير التي حصل عليها وهبي.
ولد يوسف وهبي في مدينة الفيوم على شاطئ بحر يوسف، حيث كان والده عبدالله باشا وهبي يعمل مفتشاً للري في الفيوم، وكان يقطن منزلاً يقع على شاطئ بحر يوسف، وبدأ تعليمه في كتاب العسيلي في مدينة الفيوم، ولم يزل تراث والده موجوداً في الفيوم فهو الذي حفر ترعة عبدالله وهبي التي حولت آلاف الأفدنة من الأراضي الصحراوية إلى أراض زراعية. ونشأ يوسف في بيت من بيوت علية القوم في الشأنين المادي والأدبي في مصر. تلقّى تعليمه بالمدرسة السعيدية، ثم في المدرسة الزراعية في مشتهر، وشغف بالتمثيل للمرة الأولى في حياته عندما شاهد فرقة الفنان اللبناني سليم القرداحي في سوهاج، وبدأت تبرز هوايته في إلقاء المونولوج وأداء التمثيليات في النادي الأهلي والمدرسة، وعمل مصارعاً في سيرك الحاج سليمان حيث تدرب على يد بطل الشرق في المصارعة آنذاك عبدالحليم المصري.
سافر بعد الحرب العالمية الأولى إلى إيطاليا بإغراء من صديقه القديم محمد كريم، وتتلمذ على يد الممثل الإيطالي كيانتوني، وعاد إلى مصر سنة 1921 بعد وفاة والده حيث حصل على ميراثه وعمل جدياً للنهوض بفن التمثيل للارتقاء بمستوى المجتمع، فكوّن «فرقة رمسيس» من الممثلين حسين رياض، أحمد علام، فتوح نشاطي، مختار عثمان، عزيز عيد، زينب صدقي، أمينة رزق، فاطمة رشدي وعلوية جميل، فقدموا إلى الفن المسرحي أكثر من ثلاثمائة رواية مؤلفة ومعربة ومقتبسة، ما جعل مسرحه معهدًا ممتازًا للفن صعد بمواهبه إلى القمة، وأضحى ألمع أساتذة المسرح العربي.
حصل يوسف وهبي على لقب «البكوية» عقب حضور الملك فاروق أول عرض لفيلم «غرام وانتقام» في سينما ريفولي في القاهرة. وكانت جميع أعماله تدور حول الارتفاع بالمستوى الثقافي والاجتماعي، ولم يقتصر نشاطه الفني على مصر بل امتدّ إلى مختلف الأقطار العربية لتعريف الشعب العربي بدور مصر الرائد في فن التمثيل، ودعماً للروابط والعلاقات بين أجزاء العالم العربي.
توفى وهبي في 17 تشرين الأول عام 1982 عن عمر يناهز 84 عاماً بعد دخوله مستشفى المقاولون العرب إثر اصابته بكسر في عظام الحوض نتيجة سقوطه في الحمام، وتوفى أثناء العلاج مصاباً بسكتة قلبية مفاجئة، وكان إلى جواره لدى وفاته زوجته وابنها، وتخليداً لذكراه تكونت في مسقط رأسه الفيوم جمعية تحمل اسم «جمعية أصدقاء يوسف وهبي»، وأقيم له تمثال أمام مقر هذه الجمعية في حي الجامعة في الفيوم عند مدخل الشارع الذي يحمل اسمه.