همزة وصل متى وقف انبعاثات الإرهاب؟

نظام مارديني

على وقع انبعاثات الإرهاب في العالم، وبرعاية دولية وإقليمية، انعقدت قمة المناخ في باريس، متزامنة مع حدثين مهمين مرتبطين بمحاربة هذا السرطان: أولهما، التفجيرات الدموية التي أصابت العاصمة الفرنسية بالصميم. وثانياً، إسقاط الطائرة الحربية الروسية التي كانت تقوم بقصف مواقع «داعش» و«النصرة» وغيرهما ما أزعج حليفتهم تركيا التي كشفت عن دورها في دعم الإرهاب للذين كانوا لا يزالون يشككون في ذلك، ولكن ما لم يتم إنهاء الاحتلال الاستيطاني لفلسطين سيبقى مناخ الإرهاب الجنوني، قائماً ويجلب المزيد من الحلفاء، من الإمارات والسعودية وقطر والمغرب وتركيا.

لا توجد دولة في هذه القمة وخارجها لم يصلها الإرهاب أو تعاني من التطرف والقتل على أيدي جماعات بمسمَيات مختلفة، ولكنها في النهاية تسفك دماء الأبرياء وتروّع الآمنين. يستوي في ذلك مَن يحتجز رهائن أو يزرع قنبلة أو يفجّر نفسَه أو يضع سيارة ملغومة أمام مواطنين آمنين.

تناول جميع الرؤساء موضوع الإرهاب في كلماتهم وطالبوا بجهود دولية لمكافحة هذه الظاهرة الخطيرة، ومن هذا الكابوس الذي يريد السيطرة على العالم وتدمير البشرية.

ولكن هناك نظرة أخرى ناقدة لانعقاد هذه القمة «الباريسية» وهي نظرة الدول النامية إلى أن الحوارات الدائرة حول تغير المناخ هي نوع من الإرهاب تقوم به الدول الصناعية الكبرى ضدها، لأنها تفرض شروطاً غير عادلة وتريد إجبار الدول الصغيرة على البقاء في وضعها المتخلف فلا تتجه نحو التنمية والبناء. وهذه الدول تطالب الدول الصناعية الكبرى إلى التوقف عن «إرهابها المناخي» وأن تساعد الدول الصغيرة على البناء والتنمية بمنحها تعويضات لاستخدام الطاقة الجديدة والمتقدمة… ومدها بالتكنولوجيا اللازمة لتقنين وضعها البيئي مع الحفاظ على نظافة الجو العالمي.

عندما قامت الثورة الصناعية في أوروبا والغرب… قامت باستخدام أنواع الطاقة الملوثة للبيئة كافة وبنت حضارتها بإقامة المصانع التي لا تراعي أبسط الشروط البيئية ولوثت الأنهار ودمرت آلاف الهكتارات من الغابات والأشجار… وكل ذلك أدّى إلى زيادة الانبعاثات الضارة واختراق طبقة الأوزون وزيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون وتلويث البحار بالصرف الصناعي والزراعي والصحي فيها وأيضاً من مخلفات السفن الناقلة للبضائع والتي تستخدم السولار والمازوت.

لا يحق لنا أن نسرق أحلام أطفالنا وأجيالنا وآمالهم، في سوريا والعراق ولبنان والأردن وفلسطين، بغدٍ أفضل خالٍ من انبعاثات الإرهاب، «الداعشي» والمناخي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى