صعب لـ «أو تي في»: داعش أتت من رحم الغزو الأميركي للعراق

قال الكاتب والصحافي ادمون صعب «إن داعش أتت من رحم الغزو الأميركي للعراق، فابراهيم عواد بكري كان معتقلاً في السجون الأميركية في العراق وخرج فجأة، بعدها التقى بـ أبو مصعب الزرقاوي»، مشيراً إلى أنه «لهذا السبب لا يمكن أن نقول عن داعش إلاّ أنها أيقظت مجموعات متشددة وحالمة في دولة إسلامية في المنطقة لإعادة الخلافة الإسلامية إلى ما كانت عليه سابقاً لتأخذ مكانها في بلاد الشام لأن دمشق لبغداد من أهم المواقع، وهناك دول ومنظمات وأولها قطر دعمت ومولت داعش».

وأضاف صعب: «إن لهذه الاجيال التي تربت على أوهام وتحقير الدين الإسلامي لدرجة أن هناك خدعوا عن طريق التضحية بالنفس بحجة أن الأولياء ينتظرونهم في الجنة. فكان المفروض من مشايخ المسلمين والمتنورين أن يهتموا في هذه الأجيال وأن يحولوا دون انتشار هذا الوهم».

وأوضح: «الاميركيون والسعوديون كانوا يستنفذون الثروات للاستفادة من داعش من دون الدخول معها مباشرة، لكن لديهم الغاية تبرر الوسيلة، مثلاً في سورية هدفهم تدميرها وإسقاط النظام، البارحة قالوا لكيري إن داعش مرحلة وتمر وليس لديه دور، لهذا السبب كان هم الأميركي فتح الحدود عن طريق الأردن وإدخال كل المجموعات»، مضيفاً: «أقول للبنانيين إن كل الناس يدفعون ثمن تدمير الكنائس وقتل المسيحيين في سورية».

وحول علاقة «إسرائيل» بالخليج قال: «ليبرمان دعا إلى نوع من تضامن «إسرائيلي»، سعودي، قطري، خليجي، لمواجهة حماس وحزب الله، وتكوين جبهة «إسرائيلية» خليجية، وقد اعترف «الإسرائيلي» بذلك عن طريق الاتصالات مع السعودية وقطر، وهناك إعلان عربي «إسرائيلي» عن ذات الموضوع وهدفهم تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد، وهو مشروع شيمون بيريز، وإدخال «إسرائيل» في الجامعة العربية»، مشيراً إلى أن «أول عائق أمام هذا المشروع الشرق الأوسط الجديد هو إيران لأنها تقف بوجه السعودية».

وأضاف صعب: «ليس أمام الأميركي سوى التعاون مع إيران وسورية لمواجهة داعش، فأمس في الأردن اتخذوا تدابير خاصة على الحدود لحفظ الأمن وإغلاق الطريق لتسلل داعش التي ليس لديها مانع من العلاقات مع إسرائيل».

وأوضح: «الموقف الأميركي بالأساس كان يائساً من الجيش الحر وقال لهم إذا أردتم سلاحاً ودعماً عليكم أن تحاربوا داعش في العراق وسورية، من هنا نرى أن الوضع السوري انتهى والجيش السوري كل يوم يتقدم ويحسن من وضعه، وداعش التي خرجت من سورية لن تعود، وبيت القصيد هو إيران وبالصدفة انطلقت داعش في العراق، وبعدها مباشرة جرى الاتصال بين الإيراني والأميركي لتفادي الوضع الخطير». وقال: «وأنا لدي معلومات تقول في صيف 2007 للمرة الأولى يلتقي الإيراني والأميركي بمكتب المالكي وكانت هذه المرة الأولى منذ 30 سنة، لهذا السبب علاقة إيران والعراق ضرورية جداً، والأميركي سيقنع السعودي أن لا تفاهم في المنطقة من دون الإيراني، وقد حذر الأميركي «إسرائيل» من المناورات العسكرية الموجهة لإيران، وأن هذا حكم أوباما وليس حكم بوش ولن يسمح بدولة أجنبية أن تفرض على الولايات المتحدة عملاً ليس في مصلحة أميركا، وقال الأميركي إن إيران وسورية إلى الآن لم يتجاوزوا الخط الأحمر مع الأميركيين»،

وختم صعب بالقول: «لم تعد سورية هي الملعب بل تمددت الحرب لخارج سورية وأصبحت حرب موجهة ضد الأميركي بالواسطة، لهذا السبب الأميركي تقرب ديبلوماسياً من الجميع والمصالحة قادمة في العراق، وفي الملف السعودي الإيراني ولا ننسى ما حصل بمصر وكل ذلك يطرح تغيرات جديدة سنراها قريباً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى