منع السوريين قد يكلف الولايات المتحدة أموالاً لدعم لاجئين آخرين
أفاد خطاب من وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية أن الخدمات التي تقدم لمساعدة اللاجئين على التأقلم مع الحياة في الولايات المتحدة قد تتضرر في الولايات التي يمنع حكامها من توطين السوريين.
لكن خطاباً من مكتب توطين اللاجئين التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، قال إن رفض السوريين انتهاك لقانون الهجرة الأميركي قد يكلف الولايات الأموال المستخدمة لتوطين اللاجئين.
وقال روبرت كاري مدير المكتب: «لا يجوز للولايات أن ترفض المزايا والخدمات المقدمة للاجئين التي يمولها مكتب توطين اللاجئين على أساس البلد التي جاء منها اللاجئ أو انتمائه الديني»، مضيفاً أن الولايات التي تفعل ذلك قد تواجه تعليق أو شطبها من تمويل خدمات التوطين.
وينفق المكتب ما يقرب من 1.5 مليار دولار سنوياً لتوطين نحو 75 ألف لاجئ في الولايات المتحدة. وكان من المقرر زيادة عدد اللاجئين في عام 2016 إلى 85 ألفاً وإلى 100 ألف لاجئ في عام 2017.
وفي السياق، قالت لافينيا ليمون من اللجنة الأميركية للاجئين والمهاجرين إن منع تمويل التوطين سيقلص الموارد لأولئك الذين وصلوا في الآونة الأخيرة بمن في ذلك العراقيون الذين قبلوا في الولايات المتحدة بعد دعمهم للقوات الأميركية.
من ناحيته، قال البيت الأبيض إنه سيتواصل بمعدل أكبر مع حكام الولايات بخصوص توطين اللاجئين السوريين في ولاياتهم.
ووقع ما يقرب من ثلث الجمهوريين في مجلس النواب الأميركي خطاباً يدعو زعماء الأحزاب إلى ضمان أن يمنع مشروع قانون للإنفاق التمويل الاتحادي لتوطين لاجئين من سورية وبلدان قريبة.
ووعد 30 حاكماً من حكام الولايات من بينها ولايات فلوريدا وتكساس وميشيغان بمنع اللاجئين السوريين منذ هجمات 13 تشرين الثاني في باريس التي نفذها تنظيم «داعش» الارهابي. ويزعمون أن نظام الفحص الأمني الأميركي غير دقيق وقد يسمح لمتطرفين بالتسلل بين اللاجئين.
الى ذلك، قالت وكالة إغاثة إنها تعتزم توطين لاجئين سوريين في تكساس بالرغم من تهديد من الولاية بقطع التمويل عن المنظمة غير الهادفة للربح إذا سعت لتوطين لاجئين سوريين هناك.
وكانت مفوضية الصحة والخدمات الإنسانية في تكساس حذرت مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في مدينة دالاس في خطاب الأسبوع الماضي بأنها ستنتهك تعاقدها مع الولاية إذا لم تلتزم بأمر حاكم الولاية غريغ أبوت بالامتناع عن قبول اللاجئين السوريين.
وجاء في الخطاب أن أبوت وهو جمهوري يشعر بالقلق من أن عملية الفحص التي تقوم بها سلطات الأمن الأميركية غير فعالة وقد تسمح بدخول أناس لهم صلات بالإرهاب. وأعطى الخطاب مهلة للوكالة حتى كي ترد.
وقالت الجماعة في بيان إنها «في إطار رسالتنا والتفويض الممنوح لنا من الحكومة الاتحادية الأميركية سنستمر في توطين اللاجئين في تكساس وفي ولايات أميركية أخرى»، مشيرة إلى أنها تريد الاجتماع مع أبوت ومسؤولي الولاية الآخرين لمناقشة توطين اللاجئين السوريين. وكتب كريس تيلور رئيس مفوضية الصحة في تكساس في الخطاب: «لم نتمكن من تحقيق التعاون مع وكالتكم… خصوصاً أن وكالتكم تصر على توطين بعض اللاجئين من سورية في المستقبل القريب».
وتتصدر تكساس الولايات الأميركية في توطين اللاجئين السوريين. لكنها أصبحت واحدة من أوائل 30 ولاية أميركية تقول إنها سترفض قبول لاجئين سوريين في بيانات صدرت بعد هجمات باريس المميتة.
واستوعبت تكساس 180 لاجئاً سورياً منذ عام 2011 بحسب ما تفيد بيانات وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية.
ويقول المدافعون عن اللاجئين إنه ليس لدى حكام الولايات سلطة قانونية لاستبعاد الدخول على أساس جنسية الشخص إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني، مؤكدين أن حكام الولايات ومعظمهم جمهوريون يستهدفون غالباً ضحايا العنف في سورية لا الجناة.
جاء ذلك في وقت قالت جماعات إغاثة ولاجئين أميركية إن تصريحات بن كارسون -الذي يسعى لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية باسم الحزب الجمهوري- بعد أن زار مخيماً للاجئين السوريين في الأردن تنمّ عن عدم إدراك لحجم الأزمة العالمية وتعقيدها.
وخلال مقابلات تلفزيونية أجريت معه قال كارسون إنه وجد المنشآت هناك «لطيفة للغاية» وإن اللاجئين عليهم أن يبقوا هناك أو أن يعودوا الى سورية بدلاً من أن يجيئوا الى الولايات المتحدة.
وأضاف أن عدداً كبيراً من اللاجئين السوريين يريدون العودة الى سورية. وقال: «لكنهم راضون بالبقاء في مخيمات اللاجئين إذا تم تمويل مخيمات اللاجئين بشكل مناسب. ضع في اعتبارك أنهم في هذه المخيمات لديهم مدارس ومنشآت ترفيهية لطيفة حقاً».
وفي السياق، امتدحت شانون سكريبنر مديرة السياسات الإنسانية في أوكسفام أميركا كارسون لزيارته المخيم الذي يعيش فيه 84 ألف لاجئ ولتسليطه الضوء على الحاجة الى مزيد من التمويل. واستطردت: «لكن ما لم أسمعه منه هو الحل السياسي المطلوب. لوقف تدفق اللاجئين يجب وقف القتال فعلياً».
وأضافت أن كارسون فشل أيضاً في مناقشة إعادة توطين اللاجئين كجزء من الحل. وأشارت الى أن الغالبية تريد العودة الى سورية يوماً لكن البعض غير قادر على ذلك ولا أحد يريد البقاء في المخيمات.
الى ذلك، أوقفت السلطات التركية قرابة 1300 مهاجر كانوا ينوون الإبحار إلى اليونان، وذلك بعد ساعات من إعلان اتفاق بين أنقرة والاتحاد الأوروبي حول وقف تدفق اللاجئين.
وقال مسؤولون في خفر السواحل التركي إن قوات الأمن أوقفت مئات السوريين والعراقيين والإيرانيين والأفغان وثلاثة من مهربي البشر على مقربة من مخابئ قرب شواطئ وغابات منعزلة تطل على بحر إيجه في إقليم كاناكالي، حيث تم نقل المهاجرين إلى مركز للترحيل إذ أن بعضهم قد يتم ترحيلهم إلى بلدانهم.
يذكر أن زعماء الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو توصلوا في بروكسيل إلى اتفاق لمنع المهاجرين من السفر إلى أوروبا مقابل ثلاثة مليارات يورو لمساعدة أنقرة على وقف تدفقهم، إضافة إلى اتفاق على تسهيل التأشيرات واستئناف المحادثات بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد.