ولايتي: تطورات المنطقة تتطلب التنسيق والتعاون باستمرار
تابع مستشار الإمام السيد علي خامنئي الدكتور علي أكبر ولايتي، يرافقه معاون وزير الخارجية الإيرانية أمير عبد اللهيان والسفير الإيراني محمد فتحعلي والوفد المرافق، جولته على المسؤولين أمس، فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث جرى عرض التطورات في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال ولايتي بعد اللقاء: «أجرينا مع دولة الرئيس بري لقاء مفيداً وبناء، وحوارنا معه بناء دائماً ويسير إلى الامام. ولدولته دور كبير جداً في الساحة اللبنانية، كما أنّ له دوراً كبيراً وبناء في تطوير العلاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي مجال التعاون الإقليمي أيضاً».
وأضاف: «خلال الظروف الراهنة حيث تمر منطقتنا في أوضاع صعبة وحساسة، فإنّ وجود رجل مثل دولة الرئيس بري على رأس المجلس النيابي هو وجود قيم ومفيد جداً. وقد اطلعنا من دولته على آرائه في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان وما يساوره من قلق مفهوم بالنسبة إلينا، ونأمل أن يجد هذا الأمر طريقه إلى الحلّ في القريب العاجل، وأن يتم انتخاب رئيس مقبول من أغلبية الشعب اللبناني الشقيق. وتناول الحديث أيضاً التعاون بين إيران ولبنان وسورية لمواجهة الإرهابيين».
ثم زار ولايتي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، حيث تمّ استعراض آخر التطورات السياسية والأمنية في المنطقة.
علاقاتنا تاريخية ومتجذرة
وفي مقرّ وزارة الخارجية في قصر بسترس، اجتمع ولايتي إلى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. وبعد اللقاء الذي استمر لساعة، تحدث ولايتي مؤكداً «أنّ العلاقات اللبنانية ـ الإيرانية هي علاقات تاريخية عميقة ولها جذور في القرون والعصور، واليوم هي علاقات نموذجية على مستوى المنطقة والعالم، وإنّ دور البلدين في إقامة الهدوء والتوازن والاستقرار في المنطقة واضح ومهم. في المسرح الدولي نحن ننسق في ما بيننا، وعلى مستوى المنطقة نتعاون معاً، وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية فإنها تنمو وتتعزَّز يوماً بعد يوم».
وأضاف: «إنّ التطورات التي تشهدها المنطقة تتطلب منا أن تتم مثل هذه الزيارات المتبادلة في فواصل زمنية متقاربة. والتعاون قائم بين البلدين على المسرح الدولي والإقليمي، وهناك تنسيق كامل في ما يتعلق بالحوار الذي يجري في فيينا حالياً حول حلّ الأزمة السورية».
وهنأ ولايتي بإطلاق العسكريين اللبنانيين، معرباً عن تعزيته ومواساته «باستشهاد عدد من المواطنين الأبرياء إثر الحادث الإرهابي الإجرامي في برج البراجنة، ونقدم المؤاساة لأسر الشهداء والضحايا والمصابين»، مؤكداً «أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تدخر جهداً في تقديم أي مساعدة ممكنة للبنان حكومة وشعباً».
الحرب على الإرهاب
وشدّد باسيل، من جهته، على «أنّ الحرب على الإرهاب أمر إضافي يجمع لبنان وإيران، بعدما جمعتهما مواجهة إسرائيل والنصر عليها». وقال: «نحن متأكدون من أنّ ما يجري في المنطقة من تضافر للجهود الدولية التي تنضم إلى الموقف الأساسي الذي قامت به دول في المنطقة، مثل إيران ولبنان، سيؤدي حتماً إلى الانتصار على الإرهاب، لأنّ المعركة هي بين الشر والخير، ولا يمكننا نحن، شعوب هذه المنطقة، أن نقبل بفكر كهذا وآفة كهذه، أن يتسربا ويتغلغلا ويتجذرا في منطقتنا للحلول مكاننا. إنّ هذا الأمر نواجهه بكلّ قوانا، بالتنسيق الكامل على كلّ الصعد، ونحميه، من خلال وحدة بلداننا وتماسكها، ووحدة شعوبنا، من خلال الاستقرار الداخلي السياسي الذي يقوم على الحقائق الشعبية الراسخة والدائمة. وهذه الحقائق تعبر عنها الشعوب في اختيارها الفعلي لممثليها لكي تحكم هذه البلدان، أي لبنان وسورية وأي بلد في المنطقة من قبل قادة أقوياء فعليين يستطيعون اتخاذ القرارات اللازمة لمواجهة الإرهاب، وإنهاض دولهم وشعوبهم، من خلال سياسات حكيمة جريئة قادرة فعلاً على اتخاذ القرارات واتباع السياسات الحاسمة واللازمة».
وأضاف: «كلّ ما هو دون ذلك يبقى سراباً وخيالاً، وكلّ ما هو من حلول مجتزأة مفروضة من الخارج، أو غير مستقاة من الإرادة الفعلية الداخلية للشعوب، والقائمة على ثوابت فعلية، هي حلول لن تدوم ولن تعطي ثمارها أبدا، فالذي يدوم هو الحقيقة الوطنية، والحكومات والجيوش الوطنية التي تواجه كلّ ما هو مستورد إلى المنطقة من إرهاب وفكر تكفيري إرهابي».
وزار ولايتي أيضاً مقرّ تجمع العلماء المسلمين في حارة حريك، وقال: «يسعدني في هذا اللقاء لعلماء من أهل السنة والشيعة في تجمع العلماء المسلمين في لبنان أن نلتقي بهم وهم في تزايد، كما كان لنا في المرات السابقة لقاء بهم لكنّ العدد كان أقلّ منه عنه الآن، ونرى العدد قد ازداد وقد وصل إلى المئتين والخمسين عضواً في هذا التجمع الواعد. هذه المجموعة والكوكبة المباركة من العلماء ومنذ سنوات بعيدة تمّ إنشاؤها في لبنان. التجمع قد تشكل في البقاع وبيروت والجنوب وبفضل جهود حجة الإسلام والمسلمين السيد أختري وسائر العلماء السنة والشيعة، ترعرع وتنامى إلى يومنا هذا».
وتطرق إلى الأعمال الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة، فقال: «أمام هذه المشاهد نقول أنّ هؤلاء المرتكبين لهذه الجرائم هم أسوأ من البربرية والوحشية وليس لهم علاقة بشيء من الإسلام، عندما يقتلون ويذبحون هؤلاء ويفجرون حزاماً ناسفاً أمام محل تجاري أو في مكان ما في شارع عام ويقتل الناس الذين لا يعرفهم ومن هم وإلى أي دين ينتمون، هل هذه الأمور من الأمور الإسلامية؟ إنها لا تنسجم مع مبادئ الإسلام الذي هو دين العقلانية ومن أجاز لهؤلاء بقتل الأبرياء»؟