عدبل

احتفلت مديرية عدبل التابعة لمنفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي بعيد تأسيس الحزب، فأقامت في قاعة البلدة، ندوة فكرية ألقى فيها عضو المجلس الأعلى وليد زيتوني محاضرة بعنوان: «التطورات الراهنة وآفاق المستقبل».

حضر الندوة رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني على رأس وفد، النائب السابق مصطفى علي حسين، مدير ثانوية الليسيه طلال خوري ممثلاً النائب السابق كريم الراسي ، عضو قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي عبد الحميد صقر ممثلاً الأمين القطري، وأمين فرع حزب البعث موسى طعمة، مسؤول حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون عبدالله الشمالي، مسؤول الحزب الديمقراطي الشعبي عفيف وهبة، مسؤول التجمع الوطني الديمقراطي ـ عكار طارق حسين، مسؤول تيار الوفاق العكاري هيثم حدارة، ممثلون عن التيار الوطني الحر، الحزب العربي الديموقراطي، جمعية بلاسم للتنمية الاجتماعية، الأب بولس نصر، مدير دائرة الإرشاد والتوجيه نقولا خوري، رئيس دائرة كهرباء عكار غسان خوري، ممثل اتحاد الكتاب اللبنانيين د. مصطفى عبد الفتاح، رؤساء بلديات ومخاتير، والعديد من الفاعليات الاجتماعية والسياسية والثقافية والتربوية والمدنية.

وحضر الندوة عضو المجلس الأعلى رياض نسيم، منفذ عام عكار ممتاز الجعم وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي، مسؤولو الوحدات الحزبية وجمع كبير من القوميين والمواطنين.

السكاف

قدّم للمحاضر عضو المجلس القومي حبيب السكاف، بكلمة من وحي المناسبة، أشار في مستهلها إلى رسالة الزعيم للمحامي حميد فرنجية من سجن الرمل في 15 كانون الاول 1935، «في ما دفعني الى إنشاء الحزب السوري القومي الاجتماعي» والتي يحدّد فيها الزعيم دوافع وأسباب تأسيس الحزب.

وقال: الحزب الذي أسّسه سعاده عام 1932 هو فكرة وحركة تتناولان حياة الأمة بأسرها، إنه نهضة غير عادية لأمة ممتازة بمواهبها متفوّقة بمقدراتها، غنية بخصائصها.

أضاف: انبثق الحزب السوري القومي الاجتماعي كما ينبثق الفجر من أشدّ ساعات الليل حلكة ليعلن مبدأ جديداً هو مبدأ الإرادة، إرادة شعب حيّ يريد سيادته على نفسه ووطنه ليحقق مثله العليا، إرادة الحياة لأمة حية، مبدأ أنّ المبادئ للشعوب لا الشعوب للمبادئ. مبدأ أنّ كلّ مبدأ لا يخدم سيادة الشعب نفسه ووطنه هو مبدأ فاسد.

ورأى أنّ أمر هذا البلد غريب: طوائفه أحزاب،… ومدارسه دور عبادة، ودور العبادة فيه مراكز تحريض وقسمة وفرقة،.. وجامعاته تخرّج أفواج العاطلين عن العمل ونشطاء الطوائف.

زيتوني

بعد ذلك بدأ زيتوني محاضرته ممهّداً لها بالقول: يوم التأسيس، يومٌ انتفض فيه التاريخ على الزمن. يومٌ تفلّت فيه الفكر وتمرّد على سجّان العقل. كان الحزب بيرقاً، وكانت النهضة خضراً جديداً يصارع التنّين.

وقال: نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي لا نستعيد الزمن، إنما نصنع التاريخ، نعجنه من تراب الأمة، ودماء الشهداء المؤمنين بردّ الوديعة.

وتابع: من صدد الى صفد، ومن كسب الى النقب ومن الأنبار الى عكار المعركة واحدة، والعدو واحد، والجريمة واحدة على الأمة وأبنائها. إنه زمن التنّين الجديد الذي امتصّ دماءنا وحفر عميقاً في قيمنا ومثلنا العليا. وفي الوقت نفسه إنه زمن البطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة الساعية إلى قتل هذا التنين.

ثم بدأ زيتوني محاضرته بعرض تاريخي لأسباب ضياع الهوية القومية من اتفاقية سايكس بيكو التي جاءت على انقاض الرجل العثماني المريض. لافتاً إلى أننا في هذه المرحلة لم نكن أمة جاهزة لتلقف اللحظة التاريخية للتحوّل الحاصل عالمياً، لأسباب عديدة أهمّها ما يتعلق بدور الاستعمار الغربي وتدخله بالمستعمرات العثمانية، بحيث عمل على تدمير القيم والمثل العليا والثقافة المحلية وضرب اللحمة الاجتماعية من خلال خلق التناقضات الاتنية والطائفية والمذهبية والعشائرية، في الوقت نفسه الذي كان فيه الوضع الاقتصادي يشهد ضموراً نتيجة الجشع العثماني وتخريباً بسبب الهجمة البدوية التي اجتاحت بلادنا ودمّرت محاصيلنا ونكّلت بأهلنا قتلاً وتشريداً.

ثم عرّج المحاضر على دوائر الاشتباك المحلية والإقليمية والدولية، بحيث انتجت صراعاً بين الهوية القومية الحقيقية والنزعات القومية الوافدة والمفروضة. وهو ما أسّس لنتائج وخيمة توجته تقسيماً سايكس بيكو على المستويات الجغرافية والسياسية والاقتصادية الاجتماعية والبنيوية الثقافية.

وخلص الى طرح الرؤية التي يقدّمها الحزب استناداً إلى فكر انطون سعاده الذي رسم استراتيجيا المستقبل كردّ على الضياع الحاصل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى