هجرة الأدمغة من «إسرائيل» تهدّد التفوّق البشري والفارق النوعي يتقلّص

يقارب الباحث كمال مساعد لموضوع هجرة الأدمغة من «إسرائيل» وانعكاس ذلك على قدراتها العلمية والعسكرية، لا سيما أن «إسرائيل» تواجه بحسب ما يقول رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء هرتسي هيليفي التحديات الاستراتيجية السبع.

إضافةً إلى إشارته المتعلقة بعزوف «الإسرائيليين» عن الخدمة في الجيش «الإسرائيلي» وتفضيل انتقالهم إلى الولايات المتحدة ودول شرق آسيا.

لقد أشار الباحث إلى هاجس التقدم النوعي العلمي لدى إيران عند «الإسرائيليين» وما يثيره ذلك من شكوك تولّدت لديهم حول قدرتهم على البقاء في الوقع المتقدّم علمياً في المنطقة.

كمال مساعد

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أزمة ما اسمّته هروب الأدمغة من الجيش «الإسرائيلي»، بعدما بات واضحاً أن الضباط النوعيين الذين رأى فيهم قادتهم العسكريون أنهم يمكنهم البقاء في الجيش، بدأوا يهربون، وأصبح هذا الخطر يهدّد التفوّق البشري الذي كان منذ الأزل سرّ قوة الجيش «الإسرائيلي». وتوقفت الصحيفة عند الظرف الذي يجرى فيه هذا الهروب، كونه يأتي في ظل الحرب التكنولوجية والعلمية مع الجمهورية الإسلامية في إيران، كما عبّر رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء هرتسي هليفي، الذي أقرّ بأن إيران «تجسر الفجوات»، وفي هذه الأثناء كشفت صحيفة «هآرتس» النقاب عن محاضرة لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» الجنرال هرتسي هاليفي، اعترف فيها أن إيران و»إسرائيل» تعيشان حرباً تكنولوجية، وأن الفارق النوعي بينهما «يتقلص». وإن المواجهة الجارية مع إيران. في السنوات العشر المقبلة؟ حيث نحن نخوض حرباً مع إيران، على خلفية حرب تكنولوجية مع إيران. ومهندسونا يحاربون المهندسين الإيرانيين اليوم. وهذا متواصل، وسيغدو أشد جوهرية.

هجرة الأدمغة والحرب التكنولوجية

وأشار هاليفي إلى أن المعركة التكنولوجية بين «إسرائيل» وإيران «هي معركة على الاستخبارات، ووسائل القتال التي يملكها كل طرف، وعلى القدرات العسكرية عموماً»، مقدماً تقديراً متشائماً بشأن الجهة التي تميل إليها الكفة في هذه الحرب التكنولوجية.

مشيراً إلى أن الانتماء «الصهيوني» لم يعد كافياً للإبقاء على الضباط الذين يحتاجون إلى المال ، وينظرون إلى الجهات التي تعرض رواتب عالية وشروط عمل أفضل.

ونقلت صحيفة «يديعوت» عن شعبة القوى البشرية معطيات تفيد بأنه بين عامي 20112014 -، ارتفع عدد رجال الخدمة الدائمة النوعيين الذين خدموا في منظومة التكنولوجيا وقرروا ترك الجيش بمبادرة منهم، بل إن المعطيات تشير إلى تضاعف عددهم. وفي التفاصيل، فإنه في عام 2011 قرر 13.2 في المئة من الضباط برتبة عقيد والجنود حتى رتبة رقيب، عدم تمديد خدمتهم في شعبة التكنولوجيا. وبعد أربع سنوات، في 2015، ارتفعت هذه النسبة إلى 34.4 في المئة. ولفتت الصحيفة إلى أن الحديث يدور عن أفضل القوى البشرية في الجيش التي تخدم في وحدات التكنولوجيا في الاستخبارات، كذلك في وحدة 8200، وسلاح الرصد ومركز الحواسيب ومنظومة المعلومات.

ورأت الصحيفة أن هذا التقرير يعكس ما لا يقل عن قنبلة استراتيجية موقوتة داخل الجيش، خصوصاً أنه يتحول إلى جيش متوسط، على الأقل من ناحية القوى البشرية. وأضافت أنه في ضوء التصور بأنه ستُحسم الحرب المقبلة في ساحة المعركة التكنولوجية، بشكل لا يقل عن ساحة الحرب الاعتيادية، فإن هذا التقرير يجب أن يثير قلق كل مواطن «إسرائيلي». ونقلت «يديعوت» عن رئيس لواء النخبة في شعبة القوى البشرية، العميد ميخال بن موبحار: «نحن موجودون في إحدى النقاط الصعبة، لأن المقصود ليس رجال خدمة دائمة اعتياديين، بل تتحدث المعطيات فقط عن رجال الخدمة الذين وصفوا بالنوعيين، والذين طلب قادتهم منهم البقاء في الخدمة».

أما عن أسباب هروب الأدمغة النوعية من الجيش، فقد ذكرت «يديعوت» أن ذلك يعود إلى شروط الخدمة والأجر المتدني مقارنة بالرواتب في القطاع الخاص، والذي يعرض رواتب مغرية وإمكانيات ترقية عالية. وبلغ مستوى التسرب من الجيش، كما نقل أحد الجنود، أنه من بين 50 جندياً أنهوا دورة للضباط التكنولوجيين، لم يتبق في الخدمة الدائمة إلا اثنان. ولفتت «يديعوت أحرونوت» إلى أن ذلك يأتي كجزء من المسار التصاعدي للاستقالة من الجيش، السائد منذ سنوات، من دون أن يُعمل شيء لوقفه.

وتشير الإحصائيات إلى أن نصف الذين يخدمون حالياً لا ينوون البقاء في الوحدة، خاصة بعد انتقال شعبة الاستخبارات العسكرية إلى الجنوب. وفي ظل هذا الوضع، يسود الانطباع أنه لن يكون هناك مفرّ من تغيير طريقة التفكير. ففي عصر «السايبر»، ولا يمكن للجيش الاكتفاء بالجيدين أو الجيدين جداً، بل يحتاج إلى الممتازين، لكن هؤلاء يهربون بجموعهم.

ورأت «يديعوت» أن التطور التكنولوجي أنتج ضائقة حقيقية للقوى البشرية في الجيش، لأن الاحتياجات ازدادت، ليس في مجال «السايبر» فقط، بل في كل المنظومات العسكرية. حيث بات حتى تفعيل دبابة «ميركافاه – 4» وقيادتها بحاجة إلى تقني، وليس مجرد محارب ، وفي سبيل محاربة ظاهرة هرب الأدمغة المهنية والتكنولوجية، يجب على الجيش الانتقال إلى طراز آخر في مجال إدارة الرواتب واقتراح عقود عمل شخصية على التقنيين الممتازين، بحيث تعكس التقدير لهؤلاء التقنيين، حتى وإن لم يصل الراتب إلى مستوى رواتب السوق الخاص. ويسود التقدير أنه في سبيل صدّ هذا التوجه، ستكون شعبة الاستخبارات وقسم الحواسيب على استعداد للاكتفاء بأقل من 100 عبقري.

سقوط الأسطورة اليهودية

الأسطورة اليهودية القديمة، والصهيونية الحديثة، تنادي إن «إسرائيل» «أرض الميعاد» هي «أرض السمن والعسل». ولكن ما العمل إذا كان الأكاديميون اليهود في «إسرائيل» لا يريدون ذلك، بل الدولارات الكثيرة؟ العمل بسيط وهو الهجرة إلى الولايات المتحدة. وهذه الظاهرة تزداد من سنة إلى أخرى. وتكشف جريدة «يديعوت أحرونوت» إن حوالى خمسة آلاف عالم وأكاديمي بارز من إسرائيل يعيشون في الولايات المتحدة منذ مدة طويلة، وهذا العدد هو نصف العلماء والأكاديميين الكبار «الإسرائيليين». ما الذي يدفع العلماء الذين تعلموا في الجامعات «الإسرائيلية» وخدموا في الجيش وبنوا حياتهم وأقاموا عائلات في «إسرائيل» إلى الهجرة؟ هناك أسباب عدة: السبب الأول أن الدخل الممكن في الولايات المتحدة هو أضعاف الدخل الممكن في «إسرائيل». «في إسرائيل يتقاضى الفرد خمسة آلاف إلى عشرة آلاف شايكل شهرياً 1000- 2000 دولار أما في الولايات المتحدة فهو يقبض 120-150 ألف دولار سنوياً من عمل واحد، وإذا عمل عملاً إضافياً فإن دخله يزيد». هذا ما قاله أحد العلماء «الإسرائيليين» العاملين في الولايات المتحدة. كما أن هنالك دوافع أخرى تدفع العلماء والأكاديميين البارزين في «إسرائيل» للرحيل إلى أميركا: أولاً الحلم الصهيوني أصبح باهتاً وعديم الجذب بالمقارنة مع الدولار الأخضر، وثانياً الوضع الأمني في «إسرائيل» بالغ التوتر، طول الوقت، وعندما يعيش العالم في أمريكا فإن همومه الشخصية هي ما يملأ حياته.

لذا فشلت السياسة الصهيونية في جذب يهود العالم ونصف علماء «إسرائيل» يعيشون في الولايات المتحدة ولا شيء غير هذا، لا خطر الحروب ولا الخدمة العسكرية الاحتياطية ولا كل هذه المشاكل الخانقة وغيرها. ويؤكد عدد من الأكاديميين المهاجرين أن نسبة الطلاب في الجامعات «الإسرائيلية» تضاعفت في السنوات الأخيرة ولكن موازنة التعليم العالي ظلت كما هي، وبالتالي فإن قدرة استيعاب الجامعات لأساتذة جدد وخبراء أبحاث هي محدودة، ولذلك فإن المنافسة على أمكنة عمل جديدة في الأكاديمية «الإسرائيلية» هي منافسة شرسة جداً. ولذلك فإن الأكاديمي قد يواجه معاشاً متواضعاً في أحسن الأحوال، وقد يواجه عدم إيجاد عمل إطلاقاً «إزاء هذا ما الغرابة أن أكاديميين بعد الدكتوراه مباشرة، يخرجون إلى العالم بحثاً عن عمل وبحثاً عن المال الوفير؟».

هناك عدد من الأساتذة الكبار والعلماء «الإسرائيليين» يرون في «هروب الأدمغة» من إسرائيل ظاهرة بالغة الخطورة اقتصادياً وعلمياً. ويكشف أيضاً أبرهام شوحاط وزير المال الأسبق: عندما كانت «إسرائيل» فقيرة لم تبخل بالموازنات للجامعات ورأت في هذا توظيفاً علمياً بعيد المدى، ومصدراً من مصادر القوة النوعية العسكرية. للأسف الآن تقل الموازنة من سنة إلى أخرى، ويقل مجال العمل والدولة تتكلم باستمرار حول الحاجة إلى تغيير الوضع، والوضع لا يتغير. وهناك ملاحظة بالغة الأهمية كشفها عدد من أساتذة الجامعات، وهي أن العلماء الشباب يهاجرون في البداية فعلاً، لسنوات عدة، ولكن عندما يصلون ويعملون ويربحون ويقيمون العلاقات، فإنهم أكثر فأكثر يتمسكون بالبقاء في الولايات المتحدة.. بينما «قلوبهم في إسرائيل»! لكن البروفسور اسحق افلويغ: يشير إلى إن عدد الأساتذة في السلك الأكاديمي هو كما كان قبل 25 سنة، بينما عدد الطلاب تضاعف أو ازداد ثلاث مرات. وهذا يعني أيضاً نقصاً في جودة التعليم ونقصاً في العناية الفردية للأستاذ بالطلاب. وللمدى البعيد، فإن هناك خطراً حقيقياً أن تنخفض نوعية التعليم الأكاديمي في إسرائيل. كما أن ظاهرة هروب العلماء من «إسرائيل» إلى الولايات المتحدة ترافقها ظاهرة ليست أقل خطورة، وهي تفكير شركات عالمية كبرى لها فروع في «إسرائيل» في نقل فروعها هذه إلى الصين والهند وغيرها من الدول الآسيوية الشرقية، حيث كلفة الإنتاج أقل من كلفة الإنتاج في «إسرائيل». إن «إسرائيل» التي تريد أن تكون دولة عظمى صناعية وعلمية ترى في «هجرة الأدمغة» منها إلى أميركا خطراً حقيقياً، ومن شأن هذا الخطر أن يتفاقم، وهناك علماء يهود «إسرائيليون» في الولايات المتحدة يجذبون أصدقاءهم للحاق بهم. والقضية الثانية أن «إسرائيل» لا تريد أن تخسر قوى بشرية متعلمة بشكل متميز وشابة، فهذا هو دليل فشل السياسة الصهيونية التقليدية التي تريد جذب يهود العالم للهجرة إلى «إسرائيل» وليس الهجرة منها إلى الخارج. كذلك فإن هجرة العقول العلمية الكبيرة الى الخارج هي «خسارة نوعية» لـ»إسرائيل»، سواء بالمعنى الاقتصادي أو بالمعنى العسكري والاستراتيجي.

المحافظة على الفجوة التكنولوجيّة

تبلور في الجيش «الإسرائيلي»، وبصورة أساسية كعبرة من حرب يوم الغفران، أن التميّز التكنولوجي هو عامل مصيري في القدرة على ردع العدو والتغلّب عليه عند الحاجة. تجسّدت الأمور بالصورة الأوضح في تنمية وتطوير عاملي التفوق الجوي والتفوق الاستخباري، وفي التقاء العاملين في ساحة القتال الذي تُرمى فيه ذخيرة دقيقة على أهداف، يحسم تدميرها في الميدان، والتفوق في هذه المجالات، تحول إلى حجر الزاوية في الأمن القومي «الإسرائيلي». الفجوة التكنولوجية بين «إسرائيل» وأعدائها مهددة في دوائر كثيرة. فأعداؤنا، يتَحدّون في مجال الدفاع والهجوم، وفي التفوق الجوي للجيش «الإسرائيلي» وفي السلاح الدقيق وفي التفوق الاستخباري. قسم من القدرات التي كانت محصورة بنا، أصبحت هي في متناول أيدي الأعداء. وحالياً، يعمل أعداؤنا على تهديد ثروات أمنية «إسرائيلية»، وتقلص قدراتنا الهجومية والدفاعية، وذلك من خلال صواريخ دقيقة، سلاح مضاد للدروع من أجيال متطورة، حوسبة متقدمة ورصد عبر الأقمار الاصطناعية، منظومات «جي بي أس»، طائرات من دون طيّار، وطائرات صغيرة من دون طيّار. مع هذا، ورغم أن العدو أصبح مجهزاً أفضل من الماضي، إلا أنه لا يزال بعيداً عن قدرات الجيش «الإسرائيلي»، والتحدّي أمامنا هو في المحافظة على الفجوة. ضمن ذلك، يمكن الحديث عن موضوع مرتبط بالفجوة التكنولوجية، وهو البعد «السيبيري» cybernetic ، إذ باستطاعة العدو تطوير منظومات قيادة وتحكّم، تخزين ومشاركة حجم هائل من المعلومات، تشفير معلومات وحماية منظوماته بسهولة، بينما كان الأمر قبل سنوات عدة غير ممكن بالنسبة إليه.

المسألة لا تقتصر فقط على معلومات مخزنة في شبكات الحاسوب، كل التحكم بمنظومات حياتنا هو عبر الحواسيب. ففي نيسان 2007، هوجمت مواقع حكومية، ومصارف وصحف في أستونيا، ووجهت أستونيا أصبع الاتهام إلى روسيا، لكن حتى اليوم لم يتأكّد نهائياً من وقف خلف الهجوم. في الحرب في جورجيا، اتهم المواطنون الروس بمهاجمة شبكات تحكم محليّة خلال الحرب في صيف 2008. والحادثة الأخيرة في هذه اللائحة الجزئية، هي مهاجمة شبكات حواسيب في أميركا وكوريا الجنوبية، وقد اتهمت استخبارات كوريا الجنوبية جارتها كوريا الشمالية بالهجوم، وحتى اليوم لم يجر التأكد من الادّعاء. دعونا نترك هجمات الماضي، وننظر إلى المستقبل، حلّلوا بأنفسكم حجم الضرر الذي يمكن أن يحدثه مخترق حاسوب ماهر في حال نجاحه في التسلل إلى منظومات الرقابة المحوسبة لشركات بنى تحتية، مواصلات واتصالات في «إسرائيل» . عندما نبحث اليوم بصورة صحيحة عن مواجهة البعد السيبيري، يعتقد الكثيرون أن الدفاع يجب أن يكون في مكان واحد، مع قدرة على الجمع والهجوم.

أمّا التحديات الاستراتيجية التي تواجه «إسرائيل»، وأرصد في هذا المجال سبعة تحديات، وهي:

تحدي تحوّل إيران إلى دولة نووية.

تحدي التعاون والتعلم في المحور الراديكالي.

تحدي ساحة القتال الهجينة التي تواجهنا.

تحدي الكيانين الفلسطينيين.

تحدّي المحافظة على الشرعية.

تحدّي التنسيق مع حلفائنا.

تحدي المحافظة على الفجوة التكنولوجية.

وفي السياق عينه كشف التلفزيون «الإسرائيلي» استناداً الى معطيات نشرها الجيش «الإسرائيلي»، أن أكثر من ثلث المرشحين لا يتجندون لجيش الاحتلال، كما حصل تراجع في نسبة الحافزية للتجند في الوحدات القتالية، بنسبة 9 في المئة. وبحسب المعطيات التي أوردتها القناة، أكثر من ربع الشباب 26,3 في المئة و42,6 في المئة من النساء لم يتجندوا. وأضافت أن الاتجاه السائد الآن قد يؤدي الى أن تبلغ نسبة عدم التجند في الجيش في العام الحالي 2015، نحو 43,8 في المئة من المرشحين للخدمة. وفي عام 2020، ستبلغ نحو 35,8 في المئة. ولفتت القناة بالمقارنة مع عام 1990، الى أن نسبة الذين لم يتجندوا في الجيش كانت 25,3 في المئة، وأوضحت القناة أيضاً أن السبب الأكثر انتشاراً لعدم التجند وسط الشباب يعود ليس فقط الى عقائده الدينية الحريدية، وهم يشكلون نحو 14 في المئة، من مجمل المرشحين للخدمة في الجيش. وبالمقارنة مع عام 2008، كانت نسبة الذي تخلفوا في حينه، تحت نفس المبررات، 8,7 في المئة فقط. ويذكر أن مسألة تجنيد الحريديم في الجيش شكلت إحدى أهم التحديات التي واجهتها الحكومة، تحت عنوان المساواة في عبء التجنيد. كما أن نسبة 35,9 في المئة من النساء لا يرتدين الزي العسكري، لأسباب دينية، لكن استطلاعاً للرأي كشف عن ان 86 في المئة من اللواتي شاركن في الخدمة العسكرية، أكدن أن الخدمة لم تغير هويتهن الدينية.

غير أن أزمة الاحتياط في «إسرائيل» سترغمها على إعادة تقويم قدرة الجيش البعيدة المدى على الدفاع عن البلد. فمن دون قوة احتياط كبيرة لتهدئة المناطق الفلسطينية ، وفي حال وقوع حرب إقليمية أخرى، سيكون على «إسرائيل» تعديل قواتها المسلحة وبالتالي تعديل الاستراتيجية الدفاعية، بما في ذلك اتخاذ خطوات لدعم قوة خدمة فعلية أكبر.

استخلاص العبر

ويحاول الجيش «الإسرائيلي» استخلاص العبر من حروبه من خلال العمل على تجاوز ما يسميه «إخفاقات»، في المرات المقبلة. فقد ورد في بحث جديد صادر عن مركز بيغن – السادات للدراسات الاستراتيجية ، أن خطة الجيش «الإسرائيلي» الجديدة للسنوات المقبلة تشير إلى أن الجيش «الإسرائيلي» أعاد تنظيم أولوياته للعقد المقبل، وتشمل الأولويات العسكرية تحقيق التفوق في مجال الاستخبارات، وأنظمة الدفاع النشطة، والحرب الإلكترونية، وأنظمة حماية الحدود، في حين أن أهمية وأولوية القوات البرية انخفضت جداً، بحسب البحث الذي أعده المتخصص في الشؤون الأمنية، عامير ربابورت.

باحث في الشؤون الاستراتيجية

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى