قمّة العشرين كشفت الداعمين للإرهاب وأردوغان يفقد أعصابه

ناديا شحادة

فقدَ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعصابه بعد التدخل العسكري الروسي في سورية لمحاربة التنظيمات الإرهابية التي تورط في دعمها،

وما يعكس ذلك تصريحاته التي بات يطلقها وبالذات بعد الأحداث الأخيرة التي عصفت بالعلاقة التركية الروسية، نتيجة إسقاط الطائرة الروسية التي قامت بها تركيا كردة فعل بعد فضح بوتين أمر أردوغان وسواه من ممولي الإرهاب وداعميه.

وكان أردوغان اشتاط غضباً ووصل به التهور إلى إسقاط القاذفة الروسية في الأجواء السورية غير آبه بالتداعيات، حيث أعاد المراقبون خطوة أردوغان المستميتة هذه إلى إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الملأ في قمة العشرين مؤخراً، أنه سيسلّم الحضور في ختام الجلسة بيانات وأرقاماً موثقة تثبت الدول والأشخاص المتورطين في تمويل التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في سورية، ليدرك أردوغان أنه دخل مأزقاً لن يخرج منه وانكشف ما كان يخفيه.

وزادت في الآونة الأخيرة الاتهامات الدولية والمحلية لأنقرة بتسهيل مرور المسلحين من أراضيها وانكشاف تورطها في دعمها الجماعات الإرهابية، حيث أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في بيانها في 27 تشرين الثاني أن تركيا تقدّم دعماً للتنظيمات الإرهابية بالأسلحة والذخيرة مقابل حصولها على النفط والآثار المسروقَين من سورية والعراق، وجاء كلام الرئيس بشار الأسد الذي انضم إلى الجدل المثار حول إسقاط تركيا للقاذفة الروسية في الأراضي الروسية، مؤكداً في حديث مع التلفزيون التشيكي في الثاني من الشهر الحالي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يدعم الإرهابيين في سورية، وفقد أعصابه بعد التدخل الروسي وتغيّر الوضع على الأرض لمصلحة الدولة السورية.

ويؤكد المراقبون أن مخاوف أردوغان وهستيريته ازدادت بعد الرد الروسي على إسقاط الطائرة، حيث صعّدت موسكو لهجتها ضد أنقرة ووصفت تصرّف سلاح الجوي التركي بأنه جنون وسط مؤشرات إلى ربط المسار السياسي في سورية بتقدم العمليات العسكرية، وأعلنت موسكو في 25 تشرين الثاني أنها قامت بنشر صواريخ اس -400 في حميميم ومثلها على سفنها المرابطة عند اللاذقية، كما أكدت الأركان الروسية إسقاط أي هدف يعيق تحرك طائراتها شمال سورية، لتصبح تلك المنطقة منطقة عازلة في وجه تركيا تحرسها الصواريخ والطائرات الروسية جواً وقوات الجيش السوري وعناصر المقاومة براً، لتتلقى بذلك تركيا أردوغان الصفعة تلو الأخرى نتيجة تهور الأخير وتعمّقه في الأزمة السورية وكشف مدى تورطه في دعم الإرهاب يوما تلو الآخر.

فبعد أن كشف بوتين عن تورط السلطات التركية مع داعش بتهريب النفط المسروق من سورية، تحدّى الرئيس التركي يوم 29 تشرين الثاني نظيره الروسي حول شراء تركيا النفط من تنظيم داعش، مؤكداً انه سوف يستقيل إذا اثبت بوتين ذلك، ولكن سرعان ما جاء الإثبات الروسي عن صحة كلام موسكو بالوثائق والدلائل التي لا تقبل الشك والتأويل، حيث نشرت وزارة الدفاع الروسية صوراً تثبت تهريب النفط بكميات هائلة من مناطق سيطرة داعش في سورية إلى تركيا، مقابل توريدات الأسلحة والذخيرة، وأكد أناتولي انطونوف نائب وزير الدفاع الروسي في مؤتمر صحافي أن القيادة التركية العليا والرئيس أردوغان متورطان شخصياً في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي وتهريبه إلى أراضي تركيا، مشيراً إلى أن نجل أردوغان يترأس إحدى اكبر شركات الطاقة في البلاد في ما تمّ تعيين صهره مؤخراً في منصب وزير الطاقة .

فأردوغان الذي قدمت حكومة بلاده سابقاً ملاجئ للمسلحين الإرهابيين الذين كانوا يحاربون في شمال القوقاز، حسب تأكيدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 3 كانون الأول أمام الجمعية الفيدرالية الروسية، مضيفا أنه على ما يبدو فإن النخبة الحاكمة في تركيا فقدت عقلها، وأردوغان يعتبر نفسه سلطاناً عثمانياً وسعى من خلال إسقاط القاذفة الروسية إلى خلط أوراق المسار السياسي في سورية وجعل مصير اجتماعات فيينا مجهولاً ولصرف نظر الدول الكبرى عن هدفها الرئيسي المتمثل في القضاء على داعش والمجموعات المسلحة الأخرى وحل الأزمة السورية بأسرع وقت ممكن أن يُنهي مرحلة سفك الدماء على نحو يحافظ على الدولة السورية ووحدتها وهذا ما أكده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث قال إن إسقاط القاذفة الروسية قد يكون محاولة لضرب التسوية السياسية في سورية، مضيفاً من الصعب إلغاء الانطباع بأن أحداً ما أراد ضرب عملية التسوية السياسية التي بدأت في إطار مجموعة دعم سورية الدولية ومساعدة الإسلاميين في السيطرة على سورية والمنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى