صباحات

صباحات

«اللي بيعرف ليش أردوغان حزين… بيربح أوغلو ببلاش»!

يأتي الضوء تباعاً مع انبلاج الفجر وتقلّب الأرض في فراشها قلقاً كما نتقلّب في فراشنا قلقاً وانتظاراً. والانتظارات تطرد النعاس ولا تكون إلا لبعد المسافة عن الحلم كما بعد الأرض عن الشمس أو القمر. فيطلع الصباح إيذاناً بنهاية الحلم أو بداية حلم جديد… فهل نقول هنيئاً للقلقين على متعة العتمة والضوء والانتظار والشغف وفرح الحلم، أو هنيئاً للمستغرقين في نومهم لا يعيشون قلق أحلامهم ثقة بأنهم أقوياء أو استسلاما لضعفهم؟ الصباح ينهض بالقلق وارتجاف الضوء بعض منه.

لا يشبه تتّبع الوقت الانتظار، لأن أصل الانتظار قلق التوقعات. فحيث النتيجة معلومة كانتظار موعد السفر أو مجيء ساعة الدراسة والدوام يكون تتبعاً للوقت، أما حيث تروح وتجيء التوقعات فيكون الانتظار. وكلما اتسعت مسافة التباين في التوقعات كان الانتظار جديراً بالتسمية. فسيد الانتظار هو اختلاط الغموض مع الأمل… فامزجوا غموض طيب ياسمين الصباح بأمل يصنعه صوت فيروز في صباحاتكم، بانتظار فنجان قهوتكم مع لسعة برد تعلن أننا ندخل شتاء الشام… صباح الخير يا شامنا الجميلة… ننتظر صباحك بالأمل والغموض والسحر حتى يطلع… والصبح صار قريباً.

خلال خمس سنوات، رأينا كيف تحدّى الرئيس السوري الرئيس الأميركي ومعه مئة دولة بفائض مالها وإعلامها وسلاحها واستخباراتها وفتاويها. واليوم سنرى لخمسة أشهر كيف سيتحدّى الرئيس التركي الرئيس الروسي، وسنكتشف. كما أن الفوراق الكبيرة بين الليل والنهار، تعود لشدة بياض النهار وشدة سواد الليل، إن الفوارق الكبيرة هنا ستكشف شدة قوة الرئيس الروسي قياساً بالرئيس الأميركي، وشدّة ضعف الرئيس التركي قياساً بالرئيس السوري… لمتتبعي هذا الصنف… تمتعوا بالمشاهدة، فالجزء المقلق من الفيلم قد انتهى وبدأ الجزء الأشد تشويقاً وسترون عرضاً مشوّقاً زاخراً بالمفاجآت.

روسيا نشرت صواريخ «أس 400» في سورية، وهو ما كان أوباما قد تمنّى على بوتين عدم الإقدام عليه، وذهب نتنياهو إلى موسكو لأجله، وبدأ الجيش السوري نقل قوات إضافية إلى الشمال السوري ومعه وحدات نخبة حزب الله، واستنفر الإيرانيون خبراءهم هناك، وخصّصت روسيا ستين طائرة للجبهة وحدها لا تتحرك إلا كل سرب من اثنتي عشر طائرة، تحت غطاء منظومة «أس 300» من 96 صاروخاً. وعندما يصل الجيش السوري إلى الحدود التركية سيكون على أردوغان انتظار الردّ على الطائرة بصفتها حساب منفصل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى