الصحافة الأميركية: الدعم الروسي ـ الإيراني العسكري للعراق يمثّل توبيخاً لواشنطن
قال مسؤولون من الحكومة العراقية: «إن خبراء روسيين وصلوا العراق لمساعدة الجيش ومده بـ12 طائرة مقاتلة لدعمه في مواجهاته ضد العناصر «الجهادية» المتطرفة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام «داعش»».
واعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: «أن التحرك الروسي يمثل توبيخاً ضمنياً للولايات المتحدة، التي يعتقد العراقيون أنها كانت بطيئة جداً في دعمهم بمقاتلات F-16 وطائرات هيلكوبتر هجومية، على رغم أن واشنطن تقوم حالياً بالعمل على توفير الطائرات».
وقال أنور حمى أمين قائد القوة الجوية العراقية: «في غضون ثلاثة أو أربعة أيام سوف تكون الطائرات الروسية في الخدمة لدعم قوات العراق في معركتها ضد المتطرفين»، مشيراً إلى «وصول خمس طائرات SU-25، مساء السبت واثنتين الأحد».
وأضافت الصحيفة: «تعد هذه أول تقارير بشأن المساعدات الروسية العسكرية للعراق، على رغم أن اللواء أمين قال إنهم خبراء وليسوا مستشارين» مشيرة إلى قول: «مسؤولين أميركيين بناء على تقارير استخبارية، إن إيران تقوم بإرسال طائرات استطلاع للعراق، فضلاً عن تزويد الحكومة بمعدات ودعم عسكري». وأكد أمين في تصريحات هاتفية للصحيفة: «حصول العراق على الطائرات الروسية SU-25 التي استخدمها الجيش العراقي على نطاق واسع خلال الحرب مع إيران في الثمانينات، ثم توقف عن استخدامها منذ عام 2002 أو قبل ذلك». وأوضح قائد القوة الجوية العراقية: «لدينا طيارون ذوو خبرة طويلة في هذه الطائرات وبالطبع نستفيد من مساعدة الأصدقاء الروس والخبراء الذين أتوا مع الطائرات لتشغيلها. هذا سوف يساعدنا بقوة في معاقبة الإرهابيين في غضون الأيام المقبلة».
ومن جهة أخرى، أشارت الصحيفة إلى تقارير غير مؤكدة بأن «إيران أبدت استعدادها لإعادة بعض الطائرات الحربية العراقية التي نقلها صدام حسين إليها عام 1991 هرباً من الدمار الأميركي. وتشمل هذه الطائرات 24 مقاتلة فرنسية F-1 ميراج و80 طائرة روسية».
قالت صحيفة «ديلي بيست» الأميركية: «إن صفقة الأسلحة التي عقدتها مصر مع روسيا هذا العام أثارت الغضب في واشنطن». مشيرة إلى «تصاعد النفوذ الروسي في المنطقة والتقارب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسيحيي الشرق الأوسط، الذين باتوا يرون فيه المنقذ في محنتهم، إذ يعانون عنف الجماعات «الجهادية» في العراق وسورية والتهجير من أوطانهم، وسط تجاهل وصمت غربي».
وأضافت الصحيفة في تقرير: «إن التطورات الإقليمية وخيبة الأمل من الغرب، دفعت بعض مسيحيي العراق للتطلع إلى دعم روسيا، إذ بعد عقد من تفجيرات الكنائس وأعمال القتل والتمييز، فإن كثيرين تعبوا وعزموا على الهجرة». وهاجمت الحركة الوطنية الآشورية APM، واتهمتها باستغلال «التوتر بين الغرب وروسيا حول أوكرانيا، إذ سافر رئيسها إلى موسكو لمقابلة مسؤولين روسيين لطلب دعمهم لمسيحيي العراق في مواجهة عنف الجماعات «الجهادية» وضعف حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي».
وأقرت «ديلي بيست»: «إن مسيحيي العراق لديهم بعض المظالم المشروعة، فبعد أن كانوا يعيشون في حماية صدام حسين، وعلى رغم الحكم الاستبدادي، فإنهم تعرضوا لأعمال وحشية مع اندلاع الحرب الأهلية في أعقاب الغزو الأميركي عام 2003 الذي أدى إلى صراع طائفي مرير». ومع ذلك رفضت اتهامات المواطنين المسيحيين لواشنطن «بالفشل في ممارسة واجب الرعاية تجاه الأقلية التي تسبب الغزو الأميركي في تقويض وضعها الآمن». وزعمت: «أن إصرار مسيحيي العراق على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يفعلوا شيئاً تجاه أخطاء الماضي، لا يبدو حقيقياً بشكل كامل».
وقالت الصحيفة الأميركية: «إن مئات آلاف العراقيين استفادوا من قوانين الهجرة المخففة للانتقال إلى أميركا، فقد استقبلت إيبراشية كاليفورنيا ما بين 30 و70 ألف شخص منذ عام 2003، واستقبلت إيبراتشية ميشيغان نحو 120 ألف كلداني وآشوري. ومع ذلك فإن بعض مسيحيي العراق وجهوا انتقادات للسياسة الأميركية في هذا الصدد». ونقلت عن إيمانويل الزيباري مسؤول من كنيسة كلدانية قوله: «بفتح أبوابها، فإن الولايات المتحدة تضعف المسيحيين الذين بقوا في العراق»، مشيراً إلى أن «هذا النهج يؤدي إلى انخفاض أعداد المسيحيين بشكل مطّرد وبالتالي اختفائهم من وطنهم الأصلي». وأضافت الصحيفة مستنكرة: «في الوقت نفسه فإن دفاع بوتين عن الرئيس السوري بشار الأسد، في ذروة الاضطرابات في العراق، ينظر إليه بإعجاب باعتباره التزام من جانب الكرملين بحقوق الأقليات». وعلقت أنه «حتى لو قدم الروسيون المساعدة، فيبقى أن نرى ما إذا كان سيبقى مسيحيون في البلاد للمساعدة».
وأوضحت «ديلي بيست»: «ليس هناك دلائل حاسمة على أن روسيا سوف تخاطر بعلاقاتها مع بلدان المنطقة بأن تلقى بثقلها خلف مسيحيي العراق». مشيرة إلى أن «الحركة الأشورية نفسها ربما لا تسعى إلى ذلك، لكن تحركاتهم تظهر الغضب الهائل بين كثير من المسيحيين الشرقيين من الغرب الذي لا يعبأ بمحنتهم».
ونقلت عن رامي يوسف المهندس قوله: «لا أريد أن أترك بلدي. لا أريد أن يفعل هؤلاء الإرهابيون ببلدي ما لم يستطع أحد فعله. إنهم يدفعوننا نحن الآشوريين خارج وطننا التاريخي، هذا ما يبدو أنه سيلحق بـ1.5 مليون مسيحي فروا من العراق»، واضاف: «هذا خطأ أميركا. الإسلاميون يقتلوننا، لكن هذا لم يكن ليحدث لو لم يقلب الغرب حياتنا رأساً على عقب. ربما نعود إلى وطننا يوماً ما إذا كان لدينا حلفاء مناسبون».
وخلصت مشيرة إلى أن «لم يتضح بعد تأثير علاقة روسيا المتزايدة بمسيحيي الشرق الأوسط في الدينامية الإقليمية»، لكنها لفتت إلى توطيد الكرملين علاقاته ببلدان المنطقة حيث وقع مع مصر عقد دفاع بقيمة 2 مليار دولار في شباط الماضي، ما أثار غضب في واشنطن. وفي العراق طلب رئيس الوزراء نوري المالكي طائرات روسية لضرب داعش بعد رفض إدارة أوباما نداءاته بالتدخل».