داعش نقطة تقاطع أميركية «إسرائيلية» سعودية تركية وإذا وصل خطره إلى لبنان فأول الضحايا سيكون الاعتدال السني الغرب هو المسؤول عن النكبات التي أصابت مسيحيي الشرق والمحور الممتد من سورية إلى موسكو هو الذي يحميهم
يشكل داعش نقطة تقاطع أميركية «إسرائيلية» سعودية تركية، و«إسرائيل» تستثمر على المستجد العراقي أبعد مدى استراتيجياً، في حين أن من مصلحة اللبنانيين تحييد بلدهم عن الإرهاب، فمشروع داعش لن يوفر أحداً وإذا ما وصل إلى لبنان فان الاعتدال السني سيكون الضحية الأولى. على أنه من الواضح أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية أصبح مرتبطاً بالملف الإقليمي، وإذا لم تنته التسوية بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية الإيرانية وينطلق الحوار بين السعودية وإيران فإن الملف اللبناني لن يرى حلولاً.
في مقابل ذلك لم يعد خافياً حجم مسؤولية الدول الغربية عن النكبات والكوارث التي تعرض لها مسيحيو الشرق منذ احتلال القوات الأميركية الغربية للعراق، وتبين أن من يوفر الحماية للمسيحيين هو المحور الممتد من سورية إلى موسكو، على أن ما يجري في المنطقة من صراعات يشكل الفرصة الذهبية «لإسرائيل» التي تشعر بالراحة في ظل تشتت العرب وغرقهم في حروب داخلية تهدد بتفتيت مجتمعاتهم. فالمنطقة بحالة إعادة تركيب وترتيب لخرائطها وإعلان الخلافة الاسلامية من قبل داعش خلط الأوراق في المنطقة والعالم، ومع ذلك فان الولايات المتحدة لم تأخذ القرار بعد بضرب داهش فهي تفكر حالياً في كيفية الاستفادة من الوضع الجديد لتحقيق مشروعها بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم وجعل الأكراد قوة حليفة لـ «إسرائيل».
في هذا الوقت لا تزال تركيا أردوغان تتولى قيادة غرفة العمليات العربية والإقليمية والعالمية لتوفير الدعم لداعش والمسلحين في كل من سورية والعراق، في حين المعركة في سورية تبقى مفتوحة إلى أن يتم تحقيق النصر وحسم السيطرة على حلب.
ولذلك فإن المطلوب اليوم التنسيق بين أطراف محور المقاومة مع العراق لمواجهة مخطط داعش والانتقال إلى الهجوم في التصدي له.
غير أن خطر داعش لا يطاول سورية والعراق فقط فها هو وصل إلى الأردن بعد أن تمدد ووصل إلى الحدود من الجهة العراقية وهو يحضر للقيام بعمليات تفجير واغتيالات في الأردن ويسعى بحسب معلومات مسؤولين أميركيين سابقين إلى استقطاب مقاتلين سوريين من مخيمات النازحين في الأردن وتأسيس قاعدة في هذه المخيمات.
وعلى رغم ذلك فإن مشروع الهيمنة الأميركي في المنطقة بدأ بالتراجع بالتوازي مع ظهور قوى دولية وإقليمية جديدة وهو ما يدفع الديبلوماسية الأميركية هذه الأيام إلى محاولة الاستفادة من الأحداث الحاصلة في العراق لإعادة تعويم مشروع هيمنتها والحد من تراجعه.