صفقة أردوغان والبرزاني!؟
نظام مارديني
دخلت أزمة جديدة على الملف العراقي المزدحم أساساً بجملة من الأزمات، وهي أزمة ليست بعيدة عن مجريات الأحداث في المنطقة… هي توغل تركيا بعِدّتها وعديدها إلى عمق الشمال العراقي في خطوة مفاجئة ومثيرة ودافعة للتساؤلات.
ومَن يتعقّب قليلاً ما ينضح من تصريحات لـ «جنرالات» السلطنة عن غزو القوات التركية للأراضي العراقية، سوف يكتشف حجم الخواء والتواطؤ، والعجز في أفضل الأحوال بمواجهة حزمة المصائر الجهنمية التي تنتظر بلاد الأناضول في مقبل الأيام عند نهاية هذا المسلسل الطويل من الخيبات المدجّجة بالقهقهات العثمانية. وقد تساءلت مجلة نيوزويك الأميركية، عما إذا كانت لعبة أردوغان المزدوجة مع «داعش» شارفت على نهايتها؟
فالغزو التركي تمّ تأييده من إقليم كردستان وبعض الشخصيات العراقية الخائنة التي كانت وراء تسليم الموصل لـ «داعش» والفرار إلى أربيل كأثيل النجيفي الذي أعلن ترحيبه بأي قوة «سنية» سواء أكانت «من تركيا أو تابعة للدول العربية يقصد السعودية ، لكي تشارك مع التحالف الدولي في معركة الموصل». وكشف النجيفي «عن معلومات جديدة بخصوص زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني إلى الخليج، وبحث معركة الموصل، مبيناً أنه ستحصل تطورات جديدة خلال مدة 20 يوماً المقبلة»، مؤكداً أن لـ «للبرزاني دوراً فعالاً وكبيراً». وينقل الموقع الكردي «روداو» عن مصادر عليمة أن «البرزاني تسلّم 8 مليارات دولار من السعودية لإنجاح خططها في العراق». فهل «سقط» البرزاني في هذه اللعبة الخطيرة؟ وقد نقلت صحيفة «حرييت» التركية المعارضة، بأن التحركات العسكرية التركية في محافظة نينوى تأتي ضمن اتفاق بين أربيل وأنقرة على منح تركيا قاعدة عسكرية دائمة في منطقة بعشيقة، حيث تمّ توقيع الاتفاق بين كل من البرزاني ووزير الخارجية التركي السابق، فريدون سينيرلي أوغلو، خلال زيارة قام بها أوغلو إلى أربيل في الرابع من تشرين الثاني الماضي. والمثير أن حركة البرزاني الخطيرة هذه تهدّد «الجسم» الكردي العراقي الذي يعاني من اهتزازات بنيوية، ولم تتأخر حركة التغيير كَوران بقيادة نيشروان مصطفى بإمهال البرزاني 48 ساعة لتوضيح الهدف الأساسي للوجود التركي في ناحية بعشيقة الواقعة شمال العراق، مهددة في الوقت ذاته بالاستعانة في إيران لحماية السليمانية. مشيرة إلى أن الحرب الأهلية بين أبناء المكوّن الكردي واقفة على حافة الهاوية. في حين رأى المحلل السياسي الكردي ابراهيم شتلو حول الأهداف الرئيسية وراء دخول القوات التركية ناحية بعشيقة بالقول إن «الهدف هو تسهيل انسحاب مسلحي داعش ـ بأقل الخسائر – من المناطق التي سيشنّ عليها الجيش العراقي هجومه الذي طال انتظاره».
السؤال هنا هل تأتي تلك التحركات التركية السعودية المريبة في إطار ردة فعل المحور التركي وأصدقائه المناهض للمحور الروسي؟
جواباً على هذا التساؤل، أن الغاية من ظهور «داعش» هو تقطيع أوصال المحور الإيراني – السوري برياً، بما فيه العراق. وهكذا لا بد من خلق حالة فيه متمايزة عنهما. وبما أن العد التنازلي لـ «داعش» بدأ وأخذ داعموها يتخلّصون من تبعاتها، فلا بد إذاً، من إيجاد بديل يؤدي تلك المهمة نفسها. البديل هنا هو «إقليم سني» يشكل حاجزاً مانعاً بين إيران وسورية، وتسيطر عليه قوات حفظ سلام عربية أو إقليمية أو دولية.