عطالله: موحَّدون في الهدف والمصير نفسيهما
بدعوة من إدارة جامعة فلسطين الأهلية والدكتور حسن عياش، شارك مطران سبسطية وسائر الديار المقدّسة المطران عطالله حنا والكاتب الصحافي راسم عبيدات والدكتور ناجح بكيرات مدير مؤسسة الأقصى للتراث في ندوة على مسرح الجامعة الأهلية بعنوان: «القدس بين التهويد والأسرلة»، وذلك بحضور ممثلين عن وزارة الثقافة والعلاقات العامة للجامعة وعدد من أساتذة الجامعة وحشد من طلبة الجامعة.
استهلت الندوة بكلمة ترحيبية من رئيس الجامعة الدكتور عوني الخطيب، حيث رحب بالضيوف، مثمّناً دورهم الوطني والسياسي والديني تجاه قضية القدس والمقدّسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، وفي المقدّمة منها المسجد الأقصى، وأشار الى أنّ هؤلاء يشكلون رموزاً وقادة على مستوى الوطن وليس القدس.
وكذلك تولى تعريف الندوة الدكتور حسن عياش الذي أبدع في كلماته عن القدس والمقدسيين، ودعا الى دعم ومساندة المقدسيين من أجل تعزيز صمودهم وثباتهم، وشدّد على أنّ قضية القدس يجب أن تبقى قضية العرب والمسلمين الأولى.
قسّمت الندوة الى ثلاثة محاور حيث كان أول المتحدّثين الكاتب الصحافي راسم عبيدات عن المحور السياسي، فأكد أنّ الغزوة الصهيونية لفلسطين بدأت ما قبل وعد بلفور، حيث في مؤتمر بازل بسويسرا، المؤتمر الصهيوني الذي عُقد في الأول آب 1897، كان أول قراراته العمل على إقامة وطن قومي لليهودي في فلسطين، والمشروع الصهيوني يقوم على مرتكزين أساسيين هما تهويد الأرض واحتلال الوعي، وعملية احتلال الوعي هي الأخطر.
وقال عبيدات إنّ الاحتلال يشنّ حرباً شاملة على المقدسيين في كلّ جوانب ومناحي حياتهم، وبما يمسّ تفاصيل حياتهم اليومية، وهو يسعى جاهداً إلى فرض سيطرته الكاملة على القدس وكسر إرادة المقدسيين وتطويعهم عبر سياسات التهويد والأسرلة، حيث التطهير العرقي من خلال «تغوّل» و«توحش» الاستيطان والعقوبات الجماعية من هدم لمنازل الشهداء والأسرى والتهديد بسحب هويات واقامات عائلاتهم وتشريد أطفالهم وزوجاتهم وأسرهم، والتهديد كذلك بإبعادهم الى خارج مدينة القدس، والاعتقالات الإدارية والإبعاد
عن القدس والأسرى وسنّ وتشريع قوانين عنصرية تجيز اعتقال أطفال من جيل 12 عاماً ومحاكمتهم، وكذلك تشديد العقوبات على راشقي الحجارة وملقي الزجاجات الحارقة لتصل الى عشرين سنة والتصريح بالإعدامات الميدانية، وكذلك الضرائب بأشكالها المختلفة وغيرها من الإجراءات الإذلالية والقمعية والتي تصنّف كعقوبات جماعية وانتقامية وثأرية مثل الحواجز والمكعّبات الاسمنتية التي قطعت أوصال القرى والبلدات المقدسية، يضاف إلى ذلك احتجاز جثامين الشهداء.
أما المطران عطالله حنا فقد أكد أنّ شعبنا في مدينة القدس بمسلميه ومسيحيه موحد ومجتمع على نفس الهدف والمصير، وأنّ الاحتلال في الاستهداف لا يفرّق بين مقدسي وآخر على خلفية الانتماء الديني، وقال إنّ قضية القدس هي قضية كلّ أبناء أمتنا وإذا لم نستطع أن نستعيدها الآن فعلينا أن نترك ذلك للأجيال الآتية، هذه الأجيال التي نرى بأنها لم تحقق حلم بن غوريون وغيره من قادة الحركة الصهيونية بالنسيان بمجرد موت كبارهم.
وتساءل حول العصابات الإرهابية والتكفيرية التي تقوم بالقتل والتدمير والتهجير في العالم العربي، هل لها علاقة بالدين أو الوطن؟ مجيباً على أنها تخدم أجندات ومشاريع مشبوهة ولا تمت إلى الدين بصلة، ودعا الى أوسع التفاف جماهيري وشعبي حول القدس والمقدسيين، والى إقامة المزيد من الندوات في الجامعات والمدارس من أجل توعية شبابنا وطلبتنا إزاء المخاطر التي تتعرّض لها القدس.
أما الدكتور ناجح بكيرات مدير مؤسسة الأقصى للتراث، فقد تحدّث عن الانتهاكات الصهيونية بحق المقدسات المسيحية والإسلامية، وعدّد هذه الانتهاكات بحق المقدسات الإسلامية والتي تزيد عن 2017 انتهاكاً هذا العام و39 انتهاكاً بحق المقدسات المسيحية والى استمرار مسلسل الاقتحامات والحفريات أسفل وحول المسجد الأقصى وإقامة الكنس والمباني التوراتية حوله من أجل تغيّر طابع المشهد العربي الإسلامي للمدينة… وأضاف بكيرات أنّ المقدسيين يتولّون بإرادتهم وصمودهم الدفاع عن مدينتهم ومقدساتهم، وبأنّ المستوى السياسي «الإسرائيلي» يدعم عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى ولم يعر الاتفاقيات التي تنصّ على منع استمرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى أيّ اهتمام، ودعا الى توعية وتبصير شبابنا وطلبتنا بقضية الأقصى والقدس.
وفي النهاية أجاب المتحدّثون على اسئلة الطلبة والحضور. وبعد ذلك رافق الدكتور حسن عياش وجريس أبو غنام مدير العلاقات العامة في الجامعة وعدد من الطلبة لزيارة بيت الشهيد معتز الزواهرة من أجل تهنئة شقيقة غسان الذي كان أحد الأسرى الإداريين الذين شاركوا في الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجاً على التمديد الإداري المستمرّ بحقهم، حيث أشادوا بصمود عائلة الزواهرة وتضحياتها كعائلة وأسرة مناضلة.