الراعي: دعوت الأقطاب الموارنة الأربعة إلى اجتماع في بكركي وأنتظر الجواب
دعا البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي «جميع الكتل السياسية إلى أخذ المبادرة الرئاسية بجدية، وخصوصاً أنّ وراء هذه المبادرة دولاً خارجية»، معتبراً أنّ «على القوى السياسية والمسيحية الاجتماع على طاولة والتشاور للخروج بقرار وطني داخلي بالشخص الذي يريدون ترشيحه لموقع الرئاسة».
وشدّد الراعي في حديث تلفزيوني أمس، على ضرورة «الجلوس إلى طاولة واحدة ودراسة الأمور بجدية وأخذ قرار شامل ومسؤول وواع يشمل كل اللبنانيين».
وكشف أنه دعا «الأقطاب الموارنة الأربعة إلى اجتماع في بكركي وأنه لا يزال في انتظار الجواب».
وقد واصل البطريرك الراعي زيارته الرعوية إلى أبرشية اللاذقية المارونية في سورية والتي تستمر يومين، لترسيم المطران جوزف طوبجي راعياً جديداً لأبرشية حلب المارونية.
وكانت الحشود استقبلت البطريرك الراعي من مفرق دير عمار حيث أقام أهالي بلدة حريقص استقبالاً تقدمهم المونسنيور نبيه الترس، وصولاً إلى الحدود اللبنانية ـ السورية حيث كان راعي أبرشية اللاذقية المطران أنطوان شبير وراعيها السابق المطران الياس سليمان ومحافظ اللاذقية على رأس المستقبلين، وصولاً إلى المطرانية المارونية في طرطوس حيث تقدم بطريرك الروم الأورثوذكس يوحنا العاشر المستقبلين إلى جانب حشد من الأساقفة والمشايخ وممثلين عن مختلف الطوائف.
ولدى وصول البطريرك الراعي إلى مدخل كاتدرائية سيدة البشارة، ألقى راعي الأبرشية المطران أنطوان شبير كلمة ترحيب، ثم كانت كلمة للبطريرك يوحنا العاشر قال فيها: «نحن كمسيحيين في هذه البلاد وفي لبنان وهذه المنطقة نسعى معاً كمواطنين مع إخوتنا المسلمين أن نشهد دوماً للحقّ لأننا أبناء الحق ومستقبلنا واحد، ومهما قست علينا الأيام فلن تفرقنا عن بعضنا».
ثم تحدث الراعي قائلاً: «نحن نصلي باستمرار من أجل أن تقف الحرب في سورية والعراق وفلسطين واليمن، فلا يجوز أن تصبح أرض الشرق التي وطئتها أقدام المسيح أرض الحديد والنار. وأمل «أن يعمّ السلام من جديد هذه المنطقة ليعود كلّ مهجر ونازح إلى بيته وأرضه».
بعد ذلك، رأس البطريرك الراعي قداساً احتفالياً في الكاتدرائية، في حضور البطريرك يوحنا الأول والسفير البابوي المطران ماريو زيناري ولفيف من الأساقفة والكهنة والمشايخ ومحافظ اللاذقية صفوان أبو سعدى وسفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي ابن طرطوس وحشد من المؤمنين.
وبعد الإنجيل المقدس، ألقى الراعي عظة قال فيها: «يسعدني جداً أن نكون اليوم معكم في طرطوس العزيزة لكي نعلن لكم في أرض سورية وفي أرض هذا المشرق أننا كلنا أسرة تتألم من الحرب الدائرة في سورية والعراق واليمن وفلسطين. نحن أتينا نصلي معكم، لكي يمسّ إله الرحمة قلوب أمراء الحروب الذين يرغمون الشعوب على الحرب، والذين لا يخططون إلا لدمار الأمم والدول، يخططون لكيفية القتل والتهجير والدمار. والبابا فرنسيس وصف هذه الحرب بأنها تجارة أسلحة».
وتوجه الكاردينال الراعي إلى البطريرك يوحنا العاشر بالقول: «نعيش اليوم مع غبطتكم ومع كلّ الكنائس الشقيقة، ومع أهل كل منطقتنا المشرقية، القلق والهموم ولكن نعيشها برجاء لأننا نؤمن إيماناً ثابتاً بأنّ سيد التاريخ هو الله وأنه لا بدّ أن يتدخل ليعلن الحقيقة ويحلّ السلام والعدالة بين الشعوب».