الأوهام الأردوغانية وبالٌ على المنطقة برمّتها

سلّطت الصحف الغربية في معظمها على ما تقوم به تركيا من خطوات خطيرة، وذلك في ما يخصّ مساعدة «داعش» ببيع النفط المنهوب من سورية والعراق، أو التوغّل الذي قامت به قوات عسكرية تركية في العراق مؤخراً، أو في ما يتعلّق بالأحلام الإمبراطورية الأردوغانية، التي لا تعدو كونها أضغاث أوهام.

صحيفة «غارديان» البريطانية نشرت مقالاً للكاتب نورمان ستون قال فيه إن سياسة تركيا الخارجية أضحت أكثر جرأة، إلا أن مواجهة موسكو قد تكون خطأ جسيماً. وأشار إلى أن توقعات أردوغان بسقوط الأسد، دفعته إلى عدم القيام بأي خطوة لإيقاف الحرب التي بدأت في سورية، كما أنه فتح أبواب بلاده لاستقبال أكثر من مليون سوري تدفقوا عبر الحدود. وقال ستون إن أردوغان يجلس في قصره ويرى أنه تقع على عاتقه إعادة أمجاد الأمبراطورية العثمانية. وأن روسيا لم تكن إلا مجرد ضجيج في الشمال لا يذكر في القرن السادس عشر أي عندما كانت هذه الامبراطورية في ذروتها، إلا أنه عندما يتحداها اليوم، فإن نتائج ذلك ستكون كارثية.

إلى ذلك، تطرّقت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى موضوع غزو القوات التركية الأراضي العراقية، مشيرة إلى أن حكومة بغداد اعتبرت هذا انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وطالبت بسحب القوات التركية فوراً. مشيرة إلى أنّ بلدة بعشيقة، التي أنشأت فيها القوات العسكرية التركية قاعدة عسكرية، ليست ضمن حدود إقليم كردستان إلا ان الأكراد يطالبون بها، مع العلم أن سكانها إيزيديون ومسيحيون وعرب سنّة. وأن انشاء هذه القاعدة في هذه المنطقة يعني إنشاء قاعدة أمامية للاتصال بـ«داعش» الذي يحتل الموصل منذ حزيران 2014. استناداً إلى هذا، تتساءل السلطات العراقية عن الهدف الحقيقي للسلطات التركية. لأن من المحتمل أن تصبح هذه القوات حاجزاً بين القوات العراقية ومسلّحي «داعش» عند بداية عملية تحرير الموصل، أي انها تصبح طرفاً في هذه المعركة يعرقل تنفيذ العملية.

«غارديان»: أحلام أردوغان الامبراطورية خطيرة على بلاده

قال الكاتب نورمان ستون في صحيفة «غارديان» البريطانية إن سياسة تركيا الخارجية أضحت أكثر جرأة، إلا أن مواجهة موسكو قد تكون خطأ جسيماً.

وأضاف الكاتب أن عدوانية السياسة التركية الخارجية تعتبر أمراً جديداً، وذلك يعود إلى عام 1996 في دافوس، عندما أهان الرئيس رجب طيب أردوغان نظيره «الإسرائيلي» شيمون بيريز وخاطبه بكلمة «أنت» واتهمه بارتكاب أعمال وحشية في غزة.

وأوضح ستون أن هذا الموقف لاقى أصداء إيجابية في تعديل الدستور في تركيا وكذلك في الدول العربية.

وأردف كاتب المقال أن «أردوغان حاول إجراء تغييرات في سورية، إلا أنه انزعج عندما لم يستجب الرئيس السوري بشار الأسد لطلبه بإجراء إصلاحات في بلاده»، مضيفاً أن هذه الإصلاحات التي أرادها أردوغان شبيهة بديمقراطية أردوغان الاسلامية.

وأشار الكاتب إلى أن توقعات أردوغان بسقوط الأسد، دفعته إلى عدم القيام بأي خطوة لإيقاف الحرب التي بدأت في سورية، كما أنه فتح أبواب بلاده لاستقبال أكثر من مليون سوري تدفقوا عبر الحدود. وقال ستون إن أردوغان يجلس في قصره ويرى أنه يقع على عاتقه إعادة أمجاد الأمبراطورية العثمانية. وأن روسيا لم تكن إلا مجرد ضجيج في الشمال لا يذكر في القرن السادس عشر أي عندما كانت هذه الامبراطورية في ذروتها، إلا أنه عندما يتحداها اليوم، فإن نتائج ذلك ستكون كارثية.

وختم المقال بالقول: في كسرٍ للتقاليد التركية، فإن السياسية التركية الخارجية نسيت أن صفارات الموت لا تأتي فقط من الغرب، بل من الشرق: ايران وسورية، وهو الجيش الذي استطاع الوصول إلى اسطنبول مرتين في القرن التاسع عشر.

«كوميرسانت»: القوات التركية تغزو العراق

تطرّقت صحيفة «كوميرسانت» الروسية إلى موضوع غزو القوات التركية الأراضي العراقية، مشيرة إلى أن حكومة بغداد اعتبرت هذا انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق وطالبت بسحب القوات التركية فوراً.

وجاء في المقال: اتهمت السلطات العراقية القوات المسلحة التركية بغزو أراضيها، وقد اعترفت أنقرة بذلك مشيرة إلى أنّ هذه القوات ستحلّ محلّ القوات التركية المرابطة في شمال العراق منذ سنتين، حيث تقوم بتدريب قوات البيشمركة الكردية وفق الاتفاق الموقع مع قيادة إقليم كردستان.

وكانت السلطات العراقية قد أعلنت أنّ القوات المسلحة التركية يقارب عددها كتيبة دبابات واحدة. وهي عبرت الحدود العراقية مستخدمة الدبابات والمدرعات ووصلت إلى مقربة من مدينة الموصل مركز محافظة نينوى من دون الحصول على سماح من السلطات العراقية. لذلك فإن هذا العمل يعتبر انتهاكاًَ صارخاً لسيادة العراق. كما اعتبر الرئيس العراقي فؤاد معصوم هذه العملية انتهاكاً للقانون الدولي وطالب بسحبها فوراً.

وفق معطيات الجانب العراقي يتراوح عدد القوات التركية بين 130 و150 فرداً تساندها 20 إلى 25 دبابة ومدفعية وترابط قرب مدينة الموصل التي يسيطر عليها «داعش».

ولم تنفِ السلطات التركية هذه المعطيات ولكنها أكدت أنّ هذا ليس غزواً للعراق، بل عملية روتينية لتبديل الوحدات التركية الموجودة في العراق منذ سنتين.

وتؤكد السلطات التركية أن هذه الوحدات موجودة في العراق بالاتفاق مع سلطات إقليم كردستان. وبحسب صحيفة «حرييت» التركية، فإن وزير خارجية تركيا السابق فريدون سينيراوغلو اتفق في بداية تشرين الثاني مع رئيس الاقليم مسعود برزاني على إنشاء قاعدة عسكرية تركية ثابتة في ضواحي بلدة بعشيقة.

هذه البلدة شكلياً ليست ضمن حدود إقليم كردستان إلا ان الأكراد يطالبون بها، مع العلم أن سكانها إيزيديون ومسيحيون وعرب سنّة. وأن انشاء هذه القاعدة في هذه المنطقة يعني إنشاء قاعدة أمامية للاتصال بـ«داعش» الذي يحتل الموصل منذ حزيران 2014. استناداً إلى هذا، تتساءل السلطات العراقية عن الهدف الحقيقي للسلطات التركية. لأن من المحتمل أن تصبح هذه القوات حاجزاً بين القوات العراقية ومسلّحي «داعش» عند بداية عملية تحرير الموصل، أي انها تصبح طرفاً في هذه المعركة يعرقل تنفيذ العملية.

وقد توترت العلاقات بين بغداد وأنقرة. فالرئيس التركي أردوغان الذي يعتبر نفسه مدافعاً عن مصالح السنّة في المنطقة يعتبر الحكومة العراقية «عامل نفوذ» لطهران التي يعتبرها أحد خصومه الرئيسيّين الجيوسياسيين في المنطقة. أما بغداد فتخشى ان تستخدم الأسلحة التي تحصل عليها البيشمركة من تركيا لمحاربة «داعش»، ضد القوات العراقية مستقبلاً، إذا ما قرّرت السلطة المركزية تعزيز موقعها كسلطة مركزية في البلاد تشمل إقليم كردستان أيضاً.

وتحاول السلطات التركية طمأنة بغداد. فقد صرح رئيس حكومتها أحمد داود أوغلو أن قوات بلاده لا تنوي القيام بأي عمليات عسكرية في العراق، ووصف معسكر بعشيقة بأنه «أنشئ لتدريب المتطوعين المحليين على محاربة الإرهابيين».

أما طهران فاستقبلت خبر اجتياز القوات التركية الحدود العراقية بمعارضة شديدة. فاتهم نائب وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان أنقرة بأنها تعمل على تعريض أمن المنطقة للخطر وقال إن هذه الخطوة من جانب الحكومة التركية لن تساعد قطّ في إحراز النصر على الإرهاب، بل ستؤدي إلى الفوضى.

من جانبه قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إن الهدف الوحيد من التدخل العسكري التركي في العراق هو لتبرير النشاط الإرهابي في الموصل. أما واشنطن فنأت بنفسها عمّا تقوم به أنقرة. ولكن «رويتر» تشير إلى أن مصدرين عسكريين في الولايات المتحدة أعلنا أن دخول القوات التركية إلى الاراضي العراقية لا علاقة له بالعمليات التي تقوم بها قوات الائتلاف بقيادة واشنطن في العراق.

«ديلي بيست»: الاستخبارات الأميركية ترى أنّ «داعش» يتكاثر

نشر موقع «ديلي بيست» الإخباري الأميركي تقريراً جاء فيه: على رغم تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما حول احتواء «داعش»، تنبأ خبراء في الاستخبارات الأميركية بزيادة عدد عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي حول العالم.

وقال مسؤولون في البيت الأبيض إن تقريراً جديداً للاستخبارات الأميركية حول «داعش» يتنبأ بأن التنظيم سينتشر في مختلف أنحاء العالم، وسيزداد عدد عناصره ما لم يفقد السيطرة على مناطق واسعة أثناء القتال في سورية والعراق. وبحسب التقرير، فإن هناك شبكة من الجماعات في عشرات دول العالم والتي قد بايعت «داعش» أو تسعى للانضمام إليه. ومع ذلك، أشار أحد المسؤولين إلى أن التقرير لم يأت بأي جديد بالنسبة إلى الإدارة الأميركية.

يذكر أن فريقاً من موظفي وكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي وإدارة الاستخبارات لوزارة الدفاع الأميركية وغيرها من أجهزة الاستخبارات، أعدّ التقرير المذكور بطلب من الإدارة الأميركية قبل هجمات باريس الشهر الماضي، إلا أن السلطات الأميركية لم تعلق رسمياً عليه.

ويتناقض هذا التقرير مع تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي أعلن الشهر الماضي أن قدرات «داعش» لا تتنامي، بحسب رأيه، لأن الولايات المتحدة تمكنت من احتواء التنظيم الإرهابي الذي لم ينجح في تعزيز مواقعه في العراق. ومع ذلك، طلب أوباما بعد إطلاعه على هذا التقرير من وزارة الدفاع والأركان العامة الأميركية طرح سبل جديدة لمكافحة المسلحين. واقترح وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر الأسبوع الماضي إرسال قوات خاصة أميركية إلى العراق لإجراء عمليات ضد المتطرفين هناك، كما أمر كارتر بتشكيل مركز تحليل يضم خبراء من العسكريين والدبلوماسيين وموظفي الاستخبارات للبحث عن سبل جديدة للقضاء على الإرهابيين.

«ديلي ميل»: تفاصيل مثيرة عن عملية تصفية «سفّاح داعش» في الرقة

نشرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية تفاصيل مثيرة حول تصفية محمد اموازي المعروف إعلاميا بـ«سفاح داعش»، بمشاركة مروحيات مراقبة صغيرة يتم التحكم بها عن بعد.

بعد ثلاثة أسابيع من الإعلان عن مقتل محمد إموازي، كشفت صحيفة «ديلي ميل» الأحد الماضي أن فريق مهمات خاصة بريطانياً تسلل إلى محيط مدينة الرقة معقل «داعش» في سورية، وأطلق مروحية يتحكم بها عن بعد وزنها 1 باوند فقط، لتعقب سفاح «داعش» وتحديد موقعه قبل تنفيذ الضربة.

وتضيف الصحيفة أن ثمانية أفراد من القوات الخاصة البريطانية نفّذوا خطة محفوفة المخاطر، واخترقوا معقل «داعش» في الرقة، مستخدمين تقنيات جديدة لتحديد موقع إموازي من خلال حوّامات من دون طيار.

وتشير «ديلي ميل» إلى أن الفريق سار بمركبات خفيفة لمسافة 35 ميلاً إلى الجنوب نحو الرقة، حيث وصلوا إلى نقطة تبعد 5 أميال عن المدينة، حتى لا ينكشف أمرهم.

مساء اليوم التالي، بينما كان باقي أعضاء الفريق يقومون بالمراقبة، قام أحدهم بتجميع أربع مروحيات مصغّرة، كل منها مزوّدة بكاميرا تعمل بالأشعة تحت الحمراء وتتميز بخاصية الرؤية الليلية، وهذه المروحيات كانت مبرمجة سلفاً للطيران إلى مخبأ أموازي الواقع في بناء مكون من ستة طوابق في أحد شوارع الرقة.

عملية المراقبة أتت بثمارها أخيراً، حيث حددت المروحيات مكان إموازي وتم إبلاغ قيادة التحالف الدولي بإحداثيات مكان الهدف، وبعدما استقل «جون» سيارة أمام المبنى قامت طائرات من دون طيار تابعة للتحالف بتنفيذ غارة بحسب معطيات فريق المهمات الخاصة البريطاني وأصابت السيارة بشكل مباشر منهية حياة أشهر ذباح في عالم التنظيمات الإرهابية والذي قطع رأس الرهينتين البريطانيين، آلان هينينغ وديفيد هاينز وغيرهما.

ولد محمد إموازي في الكويت عام 1988 وانتقل مع عائلته إلى بريطانيا عام 1994 عندما كان في سن السادسة، ويعتقد أنه تلقى تعليمه في أكاديمية «كوينين كيناستون كوميونيتي»، شمال لندن، ثم تخرّج لاحقاً من جامعة «وستمنستر» واختص في علم الحاسبات عام 2009.

أثار إموازي انتباه الأجهزة الأمنية ما بين عامي 2009 و2010، عندما بدأ جهاز الاستخبارات البريطاني «MA5»، ووكالات استخبارية أخرى مراقبة المتطرفين الذين يشتبه بصلتهم بمسلحين أجانب انخرطوا في صفوف «حركة الشباب» الصومالية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى