صحافة عبريّة
ترجمة: غسان محمد
آيزنكوت: الواقع في غزة معقّد وقد يتبدّد الهدوء سريعاً
شارك قائد أركان الجيش «الإسرائيلي» غادي آيزنكوت في إشعال شمعة «عيد الحانوكاه ـ الأنوار» اليهودي في مقر قيادة فرقة غزة في كيبوتس «ريعيم» شرق القطاع، وذلك في ثالث عيد يقضيه في غلاف غزة منذ توليه مهام منصبه بداية السنة الحالية.
ووصف آيزنكوت الوضع إزاء قطاع غزة بالمعقد وغير البعيد عن التصعيد، ولكنه أشاد في الوقت ذاته بحالة الهدوء السائدة منذ انتهاء الحرب الأخيرة قائلاً أنها الفترة الأهدأ منذ 15 سنة.
وتطرّق آيزنكوت إلى إطلاق النار الذي تعرضت له آلية للجيش منذ أيام على حدود القطاع، وقال إن جيشه يقف أمام واقع معقّد، حيث يجري تحدّيه عبر إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه «إسرائيل»، وإن عمليات كهذه قد تنتهي يوماً بضحايا.
وأشار إلى أن إطلاق النار من القطاع باتجاه «إسرائيل» ليس بعيداً عن التصعيد، لافتاً إلى أن شعرة تفصل بين سقوط الصواريخ في مناطق مفتوحة وسقوطها في مناطق مأهولة وتسبّبها بخسائر في الأرواح وبالتالي تصعيد الوضع.
«حماس» ضربت منصّات الغاز «الإسرائيلية» خلال الحرب الأخيرة إنما بصواريخ بدائية
كشف رئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي» يوسي كوهين، وهو أحد المرشحين لرئاسة «الموساد»، النقاب عن أنّه كانت هناك محاولات من تنظيمات إرهابية لضرب منصات الغاز «الإسرائيلية» في البحر الأبيض المتوسط.
وأوضح كوهين، خلال مداخلة قدّمها في لجنة الاقتصاد التابعة لـ«الكنيست الإسرائيلي» أنّ المحاولات جرت خلال الحرب الأخيرة على غزة.
وشدّدّ المسؤول «الإسرائيلي»، حسبما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، على أنّ المحاولات باءت بالفشل لأنّ الصواريخ التي قامت حركة حماس باستخدامها كانت بدائية الصنع. ولكنّه استدرك قائلاً إنّ الأسلحة الموجودة اليوم لدى أعداء «إسرائيل» أضحت متطورةً ومتقدّمة جدّاً، في إشارةٍ واضحة إلى ترسانة حزب الله اللبناني العسكرية. وساق كوهين قائلاً إنّ «إسرائيل» أوجدت منظومات دفاع قوية جداً عن منصات الغاز التابعة لها في البحر المتوسط، وذلك على خلفية ازدياد التهديدات بتوجيه ضربةٍ عسكريةٍ لها بهدف وقف تزويد «إسرائيل» بالغاز. وكشف النقاب عن أنّ «إسرائيل» اقتنت سفناً حربية متطوّرة جداً لمواجهة هذه التهديدات الخطيرة، لافتاً إلى أنّ سلاح البحرية «الإسرائيلي» صار مستعداً لكلّ طارئ في ما يتعلّق بمنصات الغاز في المتوسط.
وقال كوهين إنّ التنظيمات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط تقوم وبوتيرةٍ عاليةٍ بتحسين قدراتها الهجومية، الأمر الذي يزيد من التهديدات المحدقة بمنصّات الغاز «الإسرائيلية». وأشار إلى أنّ «إسرائيل» توصّلت إلى قناعةٍ تامةٍ بأنّه لا يمكنها الاعتماد على منصة غاز واحدة أو على أنبوب نقل غازٍ واحدٍ، وبالتالي قامت بتطوير عددٍ من منصّات الغاز والأنابيب لكي لا تصل إلى وضعٍ يقطع فيها الغاز عن مواطنيها. يشار في هذه العجالة إلى أنّ سلاح البحرية «الإسرائيلي»، بما في ذلك وحدة الكوماندوس البحري، أجرى مناورة واسعة لحماية منصات استخراج الغاز البحرية في البحر المتوسط.
وتضمنت المناورة إعادة السيطرة على منصة، بعدما أفلح إرهابيون في اقتحامها والسيطرة عليها، وفق السيناريو الافتراضي، فضلاً عن التصدي لصاروخ استهدف المنصة عن بعد. وبحسب المصادر الأمنية الرفيعة في «تل أبيب»، فإنّ سلاح البحرية ينظر في أمر حماية المنصات البحرية بوصفها بين المنشآت الاستراتيجية الأشدّ حيوية وعرضة للاستهداف في أي حرب مقبلة. وتضمنت المناورة ليس فقط سيطرة مسلحين على المنصة، بل أيضاً أخذهم رهائن.
والمشكلة الأساس في المناورة كانت أنّه محظور على القوات فتح النار خشية اشتعال الغاز. وشدّد ضابط شارك في المناورة على أنّ من سيأتون لاحتلال المنصة ليسوا مخرّبين يعتمرون كوفيات، بل أشخاص يفهمون أنّ الأمر يتعلق بذخر استراتيجي لدولة «إسرائيل».
وأشارت الصحيفة «الإسرائيلية» إلى أن سلاح البحرية كشف النقاب عن سلسلة مناورات واختبارات أجريت مؤخراً في المياه الاقتصادية «الإسرائيلية» بغرض تحسين مواجهة المخاطر المحتملة. إضافة إلى ذلك، عرض سلاح البحرية، بنجاح استخدام رادار متقدم من صنع الصناعات الجوية يسمى «أدير» هائل نشر مطلع السنة وصار محمولاً على إحدى سفن سلاح البحرية. وأفلح هذا الرادار في اكتشاف صاروخ «أيوب» وهو قريب من النوع الذي يمكن أن يطلق على منصات الغاز وأطلقت باتجاهه صواريخ «باراك» المضادة للصواريخ فأسقطته وهو في الجو. ومعروف أن صاروخ «باراك 8» مصمم على أساس اعتراض صاروخ منطلق من مسافة 70 كيلومتراً. وفي هذه الأثناء تتواصل الجهود لإعلان صواريخ «باراك» هذه كسلاح عملياتي داخل الخدمة.
ويعتقد أنه ستجرى تجربة عملياتية أخرى على هذا الصاروخ قبل نهاية السنة. كذلك نفّذ رجال الكوماندوس البحري من «شييطت 13» قبل شهرين مناورة على أساس سيطرة إرهابيين على إحدى منصات الغاز بهدف تفجيرها. وللمرّة الأولى، أضافت المصادر الأمنية الرفيعة في «تل أبيب»، درّبت الكلية البحرية «الإسرائيلية» وخرّجت هذا الأسبوع ضباطاً بحريين تمرّنوا على المواجهة والقتال في المياه الاقتصادية على بعد مئات الكيلومترات من الشاطئ. وأوضح سلاح البحرية «الإسرائيلي» أنّه أنشأ شعبة خاصة لتركيز أمر حماية المياه الاقتصادية.
وبحسب قائد سلاح البحرية الجنرال رام روتبرغ، فإنّ 50 سفينة تمر كل ساعة في المياه الاقتصادية «الإسرائيلية»، وحقل تمار هو بمساحة مدينة «تل أبيب». وهناك خمس آبار. والاقتصاد معلق تقريباً بشكل شبه تام بالغاز حيث يعتمد 55 في المئة من المصانع عليه. ويمكن للمنصات أن تتعرض للخطر حتى من سورية التي بوسع صواريخها أن تصيب ميناء أسدود. ومعروف أنّ «إسرائيل» أرسلت مؤخراً طواقم إلى ألمانيا بهدف التدرب على الفرقاطات التي ستتولى حماية المنصات البحرية والتي ستصل عام 2019. ولكن حتى ذلك الحين تنظم سفن الصواريخ «الإسرائيلية» الحماية للمنصات البحرية، حيث هناك سفينة واحدة على الأقل دائماً قرب المنصة خشية أن تشكل هدفاً مركزياً.
ويعتبر تطوير صاروخ «باراك» المضاد للصواريخ البحرية جزءاً من محاولة توفير الحماية للمنصات البحرية. وأضافت الصحيفة «الإسرائيلية» أنّه تم التدرب على مجابهة محاولات قد يقوم بها أفراد كوماندوس تابعون لإحدى المنظمات المعادية على إحدى المنصات وكذلك اعتراض صاروخ أرض بحر من النوع الذي يملكه حزب الله وسورية. وتمّ اعتراض الصاروخ بصاروخ مضاد من طراز «باراك 8» الموضوع على سفن الصواريخ «الإسرائيلية».