«كفاحي» يثير الجدال مجدّداً في ألمانيا

ساد خلاف واسع بين المسؤولين الألمان حول إعادة طبع كتاب «كفاحي»، الذي يعرض لأفكار الزعيم النازي أدولف هتلر، وتحظر ألمانيا نشر هذا الكتاب منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ويعتبر بمثابة تحريض صريح ضد السامية.

تملك ولاية بافاريا حق نشر «كفاحي» منذ عام 1945 نتيجة مصادرة جميع ممتلكات هتلر في أعقاب هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، غير أن حقوق الملكية الفكرية لهذا الكتاب تنتهي أواخر عام 2015، ما يعني أن ملكيته الفكرية ستكون عامة. وتتراوح الاقتراحات المقدمة حيال الكتاب بين استصدار قانون يمنع إعادة طباعته إلى الأبد، وإعادة طباعته مع هامش يوضح الأكاذيب التي احتوى عليها. وترى أنتيه نيفيش لين آرتس، وزيرة داخلية ولاية سكسونيا السفلى، أن الأفضل إعادة طباعة الكتاب معلقاً عليه من قبل علماء معتبرين في هوامش ترد على أكاذيبه، معتبرة وأن إعادة طباعته لن يجذب قراءه إلى النازية بل سيصور أفكار هتلر بكونها منفرة.

تضيف لين أرتس أنها تتفهم انزعاج اليهود حيال إعادة طباعة الكتاب، مردفةً «لكني لا أعتقد أن علينا أن نعتمد قانونا يطبق مرة واحدة لأجل طباعة كتاب».

ثمة نسخة إلكترونية للكتاب يمكن تحميلها بسهولة من شبكة الإنترنت، لكن المسؤولين الألمان كانوا دوماً قلقين حول المعنى الرمزي لإعادة طباعته رسمياً في ألمانيا، إذ وزع منه نحو عشرة ملايين نسخة عام 1943 فحسب.

تهدف ولاية بافاريا إلى منع تداول الكتاب فى المكتبات بعد انتهاء فترة حظر النشر عام 2015، من خلال محاكمة أيّ ناشر يعيد طباعته في ألمانيا، خوفاً من التحريض ضدّ اليهود! لكن الوزيرة نيفيش لين آرتس ترى أن ذلك لن يكون فاعلاً. واعترف متحدث باسم وزارة العدل في ولاية بافاريا بأن الأمر قد يكون غير ممكن، قائلاً: «من الممكن أن تتوافر ظروف تجعل إعادة نشر كتاب «كفاحي»، مذيلاً بردود على أفكاره غير مخالف للقانون». لكن المحكمة وحدها مخوّلة البت في ذلك. والجدير ذكره أن هتلر كتب كتابه في جزءين عندما كان نزيلاً في سجن لاندسبرغ عام 1924 وعبر فيه عن كراهيته لليهود وضمّنه خططاً بشأن الاستيلاء على أوروبا لاحقاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى