بوتين لن يسمح بعراق آخر ـ أردوغان للرئاسة الخلفية ـ ساركوزي إلى السجن ـ عودة بندر
كتب المحرر السياسي
بينما مجموع ما تشهده الساحة الدولية والإقليمية يعلن بدء الترتيبات الكبرى للخرائط النهائية للأحجام والأدوار، حيث السعودية تستعيد بندر بن سلطان مفاوضاً ما يعني موقعها المحفوظ في المعادلات الجديدة، كما في معادلة الطائف اللبناني التي كان بندر فيها حامل الرسائل والمفاوض، بدلاً من المحارب وصانع الانتصارات، وتركيا تخلع أردوغان نحو الخلف كمرشح رئاسي يحفظ له تاريخه من دون مشروعه، ما يعني فشل تركيا في احتلال مقعد الشريك في التسويات، بعد فشلها في احتلال مقعد الزعامة في المنطقة بمشروعها العثماني، وفرنسا تضع رئيسها القوي نيكولا ساركوزي في السجن ما يبشر بركود طويل في السياسة، يكبر حجم «داعش» وتتنمّر وتنقل أسلحتها الثقيلة من غنائم معاركها في العراق وتستعرضها في الرقة، وتتوعّد بالخلافة الجديدة كلّ من لا يعلن البيعة للخليفة أبي بكر البغدادي، والمقصود بالأولوية، القاعدة والنقشبندية في العراق والجبهة الإسلامية وجبهة النصرة في سورية، حيث بدأت التصفيات الجماعية لكلّ من أعلنه التنظيم مرتداً أفراداً وجماعات، بينما العملية السياسية في العراق متعثرة من دون طريق مسدود، لكن التأجيل يتلو التأجيل، في فراغ مقيم لا يشبهه إلا الفراغ اللبناني المنتظر مثله على جمر التطورات الأمنية لحظة التفاهم السعودي – الإيراني، التي تطلق صفارة الإقلاع للمرحلة الجديدة بعدما صار واضحاً أنّ زمن «داعش» تخطى ما يمكن للسعودية أن تتحمّل أو تتعايش معه، على رغم كلّ صلات القربى في المنشأ والولادة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضع أوكرانيا خارج نقاط تقاطع خطوط العرض والطول التي تطاول «داعش»، فيعلن عدم السماح بتحويل أوكرانيا ليبيا أخرى أو عراقاً آخر.
لبنان ينشغل دائماً وسط المتغيّرات بملهاة، ويصوّب أغلب سياسيّيه عكس اتجاه الهدف، فبينما الأجهزة الأمنية تواصل تعبها وجهدها وسعيها إلى اكتشاف المزيد من المخطط وتكشف عن المزيد من الخطوط والخيوط، السياسة التي يتبوأ فيها ظلّ السعودية اللبناني تيار المستقبل، يفعل ما تفعله المملكة لكن على قياسه.
في المملكة لا يزال الإعلام والسياسة يرى الخطر في حكم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، ويرى «داعش» تحت السيطرة كعارض جانبي لثورة شعبية، ينهمك تيار المستقبل في تنظيم الحملات على موقف العماد ميشال عون ومبادرته الأخيرة بالدعوة إلى انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة طالما استعصى على المجلس النيابي إنتاج رئيس يلبّي تطلعات المسيحيين لرئيس يمثل غالبيتهم، أسوة بسائر الرؤساء بين طوائفهم، فانطلقت صفارة التوجيه للتصويب على العماد عون ليصير سبب الأزمة اللبنانية في أكثر من عشرين تصريحاً نيابيّاً ووزاريّاً، بينما تفرّغ مشايخ المستقبل للتهوين من خطر «داعش» وتصويرها مجرّد ظاهرة إعلامية.
الاستنفار الأمني مستمر
أما داخلياً، فعلى رغم الإرباك الذي أصاب فريق 14 آذار ومن يؤيد سياسته مباشرة أو غير مباشرة على خلفية المبادرة التي أطلقها رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون لحل أزمة رئاسة الجمهورية، فقد استمر الاستنفار الشامل للأجهزة الأمنية لترصد تحرك الخلايا الإرهابية. وما تحيكه في الغرف السوداء لضرب الاستقرار والتعدي على حياة الآمنين، في ظل تداول معلومات عن تحضيرات لمجموعات متطرفة للقيام بأعمال إرهابية تطاول القوى الأمنية ومراكز عامة، وتحسباً لذلك جرى إلغاء الإفطارات الرمضانية التي كانت تقام عادة في مناسبة رمضان.
وفيما عزز الجيش اللبناني إجراءاته الأمنية في منطقة البقاع الشمالي، من خلال اتخاذ تدابير مشددة وإجراءات احترازية جديدة على حواجزه بعدما كان أوقف خلال الأيام الأخيرة 20 سورياً دخلوا الأراضي اللبنانية خلسة وبأختام أمن عام مزورة وبطاقة هوية مزورة أيضاً.
الإرهاب يستهدف الجيش في طرابلس
وكانت دورية من الجيش نجت بأعجوبة من انفجار عبوة فجر أول من أمس وُضعت على الطريق العام في محلة باب الرمل ـ طرابلس وأعلنت قيادة الجيش أن انفجار العبوة التي تزن 800 غرام من المواد المتفجرة وموصولة مع علبة تحتوي كرات حديدية لم يسفر عن إصابات في الأرواح. والواضح أن العبوة كانت تستهدف إصابة أكبر عدد ممكن من عناصر الدورية التي اعتادت أن تنصب حاجزاً في المنطقة المستهدفة إلا أنها انفجرت بعد مرور الدورية في المكان. كما ألقى مسلحون ليل أول من أمس قنبلة باتجاه نقطة للجيش اللبناني في حي البقار في طرابلس.
الإرهابي زريقات يجدد تهديداته
وبالتوازي مع هذه الأجواء الأمنية، عاود الإرهابي المدعو سراج الدين زريقات المتحدث باسم ما يسمى «كتائب عبدالله عزام» الإرهابية إطلاق تهديداته ضد حزب الله، متوعداً بمزيد من العمليات الإجرامية ومزيد من القتل والإرهاب. موجهاً سلسلة أكاذيب ضد الحزب تتعلق بسورية واغتيال شخصيات لبنانية.
بري يُجري استشارات حول الانتخابات
على الصعيد السياسي، علمت «البناء» أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري سيباشر في الأيام القيلة المقبلة استشارات مع الكتل والنواب تتمحور حول الاستحقاق الرئاسي والانتخابات النيابية في ظل المراوحة القائمة والوضع المقلق.
وسيكون مصير الجلسة المخصصة لانتخاب الرئيس اليوم كسابقاتها في ضوء عدم بروز أي معطيات إيجابية، ونقل زوار الرئيس بري عنه، أننا لا نستطيع البقاء مربوطي الأيدي أمام الاستحقاق الرئاسي أو تجاوزه للانتخابات النيابية، مشدداً مرة أخرى على أولوية هذا الاستحقاق.
وعلمت «البناء» أن هذه الجولة الجديدة من استشارات الرئيس بري تأتي في ظل تعذر وعدم إمكان حصول حوار بسبب الوضع الأمني الخطير والدقيق ولم يستبعد الرئيس بري إمكان التوافق على قانون انتخاب قبل دعوة الهيئات الناخبة إذا ما توافرت عناصر التوافق.
وحول مبادرة عون قال: لا نستطيع تنفيذها اليوم لأنه لا يوجد عقد عادي لمجلس النواب. لكنه قال إنه يجب النظر إلى ما طرحه العماد عون انطلاقاً من موقعه المسيحي كأكبر كتلة مسيحية وتمثيل شعبي سياسي، وأضاف: ما قام به العماد عون يطبق عليه وصف إيلي الفرزلي بأنه وضع حجراً كبيراً في المياه الراكدة.
المستقبل تعلن رفضها للمبادرة
وأعلنت كتلة المستقبلة بعد اجتماعها أمس برئاسة السنيورة رفضها غير المباشر لاقتراح العماد عون بخصوص حل أزمة رئاسة الجمهورية. وقالت في بيانها رداً على اقتراح عون: «إن التعديلات الدستورية لا سيما في المواضيع الأساسية بحاجة لأجواء هادئة بعيدة عن التوتر، وأضافت: «إن أي اقتراح لتعديل المواثيق بحاجة لنقاش وطني بظروف ملائمة». ورأت أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يتقدم على أي مهمة أخرى للانتهاء من الشغور في موقع الرئاسة الأولى».
إضراب واعتصام للموظفين لإقرار السلسلة
أما في الشأن الحياتي، فبعد انتهاء إجراء الامتحانات الرسمية وترقب عشرات آلاف الطلاب نتائج امتحاناتهم لتقرير مستقبلهم، لا يبدو أن البعض في المسؤولية يعنيه مصير عشرات آلاف الطلاب وحقوق أكثر من نصف مليون لبناني وعلى رأسهم رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الذي أدار «الأذن الطرشاء» لمشاكل اللبنانيين وهمومهم وهو ما يبدو واضحاً من تجاهل إقرار سلسلة الرتب والرواتب التي لم تعد تحتمل التأخير في وقت نفذ الموظفون في الإدارات والوزارات إضرابهم في اليوم الأول من أمس وهو سيستمر اليوم للمطالبة بإقرار السلسلة.
وخلال الاعتصام الذي نفذه الموظفون بمشاركة هيئة التنسيق النقابية أمام وزارة المال ـ مبنى الـT.V.A أكد رئيس الهيئة حنا غريب أن المسألة لم تعد مسألة سلسلة رتب بل انكشفت كل المواقف السياسية والفضيحة الكبرى أننا نواجه مشروعاً على مستوى الدولة وهو تصفية ما تبقى من دولة الرعاية الاجتماعية». وقال: «إنهم يريدون نسف السلسلة من أساسها وضرب نظام التقاعد فيما نحن نخوض معركة وجود».
ملف الجامعة اللبنانية أبرز بنود مجلس الوزراء
إلى ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسة يوم غد الخميس هي الأولى المخصصة لجدول الأعمال بعد الاتفاق على آلية عمل الحكومة. ويدرس المجلس في جلسته جدول الأعمال المؤلف من 100 بند أبرزها ما يتعلق بتعيين عمداء الجامعة اللبنانية وملف تفرّغ الأساتذة المتعاقدين، وأشارت مصادر وزارية إلى أن وزراء تيار المستقبل لم يعطوا جواباً نهائياً بخصوص تأييد ملف التفرغ. وأوضحت أن وزراء المستقبل طلبوا إدخال تعديلات على لائحة المتعاقدين المقترحين للتفرغ بما يعطيهم حصة أساسية في اللائحة، لكن المصادر رجحت إقرار هذا الملف، خصوصاً أن الاتصالات مستمرة لإنهاء بعض الاعتراضات عليه.