ندوة في «معهد عصام فارس» عن اللاجئين: لإيجاد حل سياسي في سورية وضبط الحدود
نظّم «معهد عصام فارس للسياسات العامة والشؤون الدولية» حلقة نقاشية بعنوان «اللّاجئون السوريون في الغرب» في الجامعة الأميركية في بيروت، ألقى خلالها عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي ومفوضية شؤون اللاجئين في لبنان، الضوء على أزمة اللاجئين التي تواجه دولهم والمنطقة، وكيفية التعامل معها.
حضر الندوة سفير مصر في لبنان محمد بدر الدين زايد، سفير بلجيكا أليكس لينارتس، القائمة بأعمال نائب رئيس البعثة الأسترالية إلى لبنان هيلين هورسينغتون، نائب رئيس البعثة التركية إلى لبنان أوتكو أتاهان، النائب زياد القادري، الوزيران السابقان ريا الحسن وعادل قرطاس، رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، مستشارة وزير الشؤون الاجتماعية هالة الحلو. وعدد من المهتمين والباحثين والصحافيين اللبنانيين والعرب والأجانب.
أدار الحلقة مدير المعهد الدكتور طارق متري، الذي أشار إلى أنّ «معهد عصام فارس يعمل على دراسة أوضاع اللاجئين في لبنان، لكنه مهتمّ أيضاً بهذه المسألة في أوروبا كذلك، لأنّ لبنان يتأثّر بما يجري في أوروبا في ما خصّ مسألة اللاجئين».
لاسن
من جهتها، شدّدت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن على ثلاث نقاط، هي: «مساعدة الاتحاد الاوروبي للبلدان المجاورة لسورية، ومساعدة دول الاتحاد نفسها، بالإضافة إلى تعزيز السيطرة على الحدود».
ولفتتْ إلى أنّه يجب «التركيز أكثر على حلول طويلة الأمد»، مشيرةً إلى أنّ «هذه الأزمة أجبرت دول الاتحاد الأوروبي على التضامن والعمل سويّاً من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوّة لمواجهة هذه الأزمة، والتي لم تصل إليها حتى الآن».
وأشارت إلى أنّ «من بين الإجراءات إعادة توزيع 160 ألف لاجئ داخل دول الاتحاد، بالإضافة إلى التركيز على «المناطق الساخنة» في أوروبا، وتحديداً اليونان وإيطاليا من خلال تسجيل اللاجئين في هذين البلدين، وضمان معاملتهم بشكل لائق».
وشدّدت على ضرورة «العمل على حماية حدودنا الخارجية»، مؤكّدة «أنّنا بحاجة إلى حلّ سياسي للأزمة السورية من أجل حل مشكلة اللاجئين، تحديداً في الشرق الأوسط، حيث أنّ معظمهم سوريون، وقد تهجّروا بسبب النزاع. أملنا أكبر في المؤتمرات القادمة خاصة مؤتمر فيينا».
ماروتي
واعتبر السفير الإيطالي ماسيمو ماروتي، أنّ لبنان «يتحمّل العبء الأكبر من اللاجئين السوريين، وهذا أمر يستحق الاحترام».
وقال: «في العام 2015 زادت الهجرة إلى أوروبا عبر البحر بنسبة 400 »، لافتاً إلى أنّ 192 ألف لاجئ وصلوا إلى الشواطئ الإيطالية وحدها، بينما أنقذت البحرية الإيطالية أعداداً كبيرة منهم».
وأشار إلى أنّ «حوادث غرق اللاجئين في البحر، خصوصاً موت 300 لاجئ غرقاً العام 2013، أدّت إلى تعاطف الإيطاليين مع اللّاجئين».
ليوسيس
من جهته، لفتَ القنصل العام في سفارة اليونان في لبنان ثانوس ليوسيس، إلى أنّ «تركيا تحت ضغط استقبالها لمليوني لاجئ سوري، هي البلد الوحيد الذي يمكن فيه السيطرة على تدفّق اللاجئين والتدقيق بحركتهم قبل خروجهم إلى أوروبا».
هث
وشدّد السفير الألماني في لبنان مارتن هث، على أنّ «أزمة اللاجئين هي أزمة إنسانية»، مشيراً إلى أنّه «ما من حلول نهائية لهذه الأزمة». ووصف ما يحصل بأنه «أكبر تحدٍّ سياسي تواجهه الحكومة الألمانية».
وأشار إلى «تصاعد اليمين المتطرّف في أوروبا، وهذا أمر قد لا تكون ألمانيا بمنأى عنه»، مشدّداً على «ضرورة اعتماد سياسة دمج للّاجئين على جميع الصُّعد، لكن ذلك ليس أمراً سهلاً أو سريعاً، بل يتطلّب العمل عليه لأجيال».
جيرار
وشرحت ممثّلة المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار، بالأرقام «حجم موجة اللجوء إلى أوروبا»، وقارنت ذلك مع «بلد صغير مثل لبنان».
وأشارت إلى أنّ «عدد اللّاجئين في لبنان يوازي نحو ربع السكان، بينما هم يشكّلون 0.2 من عدد سكان أوروبا».