ابراهيم: لا يجوز أن تبقى الدولة قائمة على الهيكليات الأمنية

زار المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الرابطة المارونية والمجلس العام الماروني، وكان في استقباله كلّ من رئيس الرابطة سمير أبي اللمع ونائب رئيس المجلس المحامي إميل مخلوف ممثلاً رئيسه الوزير السابق وديع الخازن الموجود خارج البلاد، في حضور أعضاء المجلسين التنفيذيين للرابطة والمجلس.

وبعد جولة قصيرة على مقري الرابطة المارونية والمجلس العام الماروني، عقد لقاء حواري مع ابراهيم في قاعة المحاضرات، استهله عضو المجلس التنفيذي مقرر لجنة الاعلام في الرابطة أنطوان قسطنطين، مشيداً برؤية اللواء ابراهيم «للدور المسيحي، وخصوصاً الماروني في الوطن».

وتحدث أبي اللمع منوهاً بنجاح المدير العام للأمن العام «في تحرير جنودنا من الأسر، وبخفر وبتواضع المؤمنين، بلسماً للجراح وأمثولة وطنية تحتذى».

وألقى مخلوف كلمة الخازن، فأشاد بابراهيم الذي «يتحلى بخلقية عالية في التعامل مع ملفات شائكة للغاية وهو الذي تمكن في فترة وجيزة من أن يحقق إنجازات حافلة بالمآثر باكتشاف خلايا إرهابية وفي الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين في أعزاز وإطلاق راهبات معلولا، وأخيراً إنجازه الكبير بتحرير الأسرى العسكريين لدى جبهة النصرة ليتابع رصّ الجهود في ملف الأسرى لدى داعش».

وبعد أن شكر للرابطة والمجلس حفاوة الاستقبال، تحدث ابراهيم عن زيارته إلى حاضرة الفاتيكان، شارحاً تحضيراتها والحفاوة التي وجدها في الحاضرة والترحيب الخاص بالوفد اللبناني خلال القداس الذي أقيم تذكاراً وتكريماً للحرس السويسري في حضور ألفي شخصية من كلّ أنحاء العالم.

وقال: «لقد وضعت قداسة البابا في حقيقة الوضع اللبناني لافتاً انتباهه إلى أنّ لبنان هو آخر معقل لمسيحيي الشرق ورئيسه هو الرئيس المسيحي الوحيد في هذه المنطقة من العالم، وإنّ استمرار الشغور في سدة الرئاسة يشكل خطراً على لبنان الرسالة ويهدد الوجود المسيحي بأخطار محققة، والمطلوب مساعدتنا على انتخاب رئيس جديد للجمهورية. فأجابني قداسته أنه تحدث مع الرئيس باراك أوباما في الأمر ولم يترك مناسبة إلا وسعى إلى ذلك، لكنّ المشكلة أنّ المسيحيين غير مُوحَّدين».

أضاف: «طلبت من قداسة البابا الدعوة إلى مؤتمر لمسيحيي الشرق يعقد في الفاتيكان لبحث وضع هؤلاء في ظلّ التطورات الخطيرة التي تعصف بالمنطقة، وضرورة الحفاظ على وجودهم لأنّ السيد المسيح هو من هذه الأرض، وليس من روما ولا باريس ولا واشنطن».

ورداً على سؤال حول الانتخابات الرئاسية، قال ابراهيم: «إن شاء الله تكون بركة قداسة البابا قد انسحبت على المساعي الجارية لانتخاب الرئيس، وسواء نجحت هذه المساعي أم لم تنجح، فإنها ستستمر، وإنّ القطار أصبح على سكة الحلّ ولا يجوز أن تبقى الدولة قائمة على الهيكليات الأمنية، بل يجب أن ينتظم عقد مؤسساتها بانتخاب الرئيس».

وعن تحرير العسكريين المختطفين لدى «جبهة النصرة»، قال: «هذا الموضوع أخذ لغطاً كبيراً، ولكنّ القرار بالموضوع كان قراراً سياسياً وأنا التزمت به وفاوضت تحت هذا السقف».

بعد ذلك، دار حوار حول التعاون بين الأمن العام والمؤسسات المارونية في شأن طلبات التجنيس واستعادة الجنسية، فأكد ابراهيم «جاهزية الأمن العام لمواكبة هذا الملف وفق ما تسمح به القوانين المرعية بهدف تسريع إنجاز المعاملات والبتِّ بها، وذلك بمرونة وانفتاح».

وفي نهاية اللقاء، أولم أبي اللمع على شرف ابراهيم ومنحه درع الرابطة تكريماً له.

من جهة أخرى، زار اللواء ابراهيم نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان في منزله، وتمّ البحث في ما آلت إليه الاتصالات في قضية العسكريين المختطفين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي، في حضور المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان والمفتي الشيخ عباس زغيب ومدير عام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى نزيه جمول.

وأثنى قبلان على جهود اللواء إبراهيم قائلاً: «نحن معك في متابعة هذه القضية وفي كلّ ما تقوم به وتبذله من أجل إنهاء هذا الملف الوطني والإنساني، ووضع حدّ لهذه المأساة».

وتوجه بالتقدير والشكر إلى كلّ من شارك وساهم بعملية الإفراج عن العسكريين الذين كانوا مختطفين لدى «جبهة النصرة»، وخاصة اللواء إبراهيم معتبراً أنّها «إنجاز وطني يستحق منا كلّ دعم وتأييد ومباركة».

وقال قبلان: «هذا البلد بلدنا، ونحن جميعاً مسلمين ومسيحيين، مسؤولين وقيادات وزعامات ومرجعيات، مسؤولون عنه، وعلينا واجب الحفاظ عليه بكل ما نملك ونستطيع، كما علينا أن نتنازل لبعضنا البعض كي ننقذ لبنان ونبقيه وطن التآخي والمحبة والتشارك بين الجميع».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى