تحذير من التراخي أو التساهل في ملاحقة قادة المسلحين واعتقالهم ومحاسبة من يهاجم الجيش ويشكك بدوره
حسن حردان
لليوم الثاني على التوالي استمر الجيش اللبناني في تنفيذ الخطة الأمنية، ودخلت وحداته إلى منطقة باب التبانة، بعد أن كانت، أول من أمس، قد دخلت إلى جبل محسن، من دون أن يعثر على أي من قادة المحاور المطلوبين الذين تواروا عن الأنظار بعد أن روعوا أهالي مدينة طرابلس وأذاقوهم الويلات واعتدوا على أمنهم واستقرارهم وقتلوا وجرحوا المئات وألحقوا بمصالحهم خسائر جسيمة.
وتوقفت مصادر سياسية عند استمرار بعض الرموز السلفية، التي شكلت غطاء لهذه الجماعات المسلحة وقادتها، في التشكيك بدور الجيش ومحاولة التحريض عليه واتهامه بعدم الحيادية.
ورأت هذه المصادر ان هذه الرموز، المستترة بثوب ديني، متضررة من تنفيذ الخطة الأمنية، فهي لا يهمها أمن واستقرار أهالي طرابلس، بقدر ما يهمها حماية الجماعات المسلحة وقادتها حتى يستمروا في إثارة الفتنة تنفيذاً لمخططات ومشاريع خارجية.
وأكدت المصادر أن الرد على المتضررين من فرض الأمن والاستقرار وتحرير طرابلس من هيمنة وسطوة المسلحين إنما يكون بمواصلة تنفيذ الخطة الأمنية بحزم وباعتقال جميع المطلوبين من قادة المحاور وغيرهم ممن ارتكبوا الجرائم بحق المواطنين.
وحذرت المصادر من أن أي تراخٍ أو تساهل في ذلك سيكون له انعكاسات سلبية في المستقبل تضعف من هيبة الدولة والجيش في حماية الأمن والاستقرار وفرض سلطة الدولة.
وأكدت المصادر ضرورة الاستفادة من التأييد الشعبي والوطني الذي واكب تنفيذ الخطة الأمنية، والذي عبّر عنه بالمواقف الرسمية والنيابية والحزبية، كما عبّر عنه شعبياً بترحيب وابتهاج أهالي طرابلس بالتخلص من تسلط المسلحين على حياتهم، وهو ما عبّرت عنه المسيرة الشعبية التي انطلقت من التبانة إلى جبل محسن والترحاب الذي لاقته.
سير الخطة في يومها الثاني
ودخلت وحدات الجيش فجرا إلى شارع سورية الذي يفصل بين باب التبانة وجبل محسن، كما انتشرت على أوتوستراد طرابلس الدولي من جهة باب التبانة، وأقامت حواجز ونقاط تفتيش بحثاً عن مطلوبين. وأزالت الدشم والمتاريس قرب المسجد الناصري.
وأعلن بيان لقيادة الجيش أن الجيش «استكمل صباح اليوم أمس ، انتشاره في مدينة طرابلس والذي شمل أحياء: البازار، باب التبانة، سوق الخضار وشارع سورية».
وأضاف البيان: «تقوم وحدات الجيش بدهم منازل المطلوبين للعدالة، وتعمل على إزالة الدشم والمتاريس التي أقيمت في الأحياء المذكورة».
وذكرت المصادر الأمنية ان القوى الأمنية أوقفت 20 شخصاً اليوم أمس في التبانة بإطار الخطة الأمنية. وأشارت إلى أن النائب محمد كبارة والشيخ سالم الرافعي والشيخ رائد حليحل والشيخ خالد السيد قاموا بجولة ميدانية في شوارع التبانة لمتابعة الخطة.
وكانت المروحيات الاستطلاعية حلقت ليلاً في سماء طرابلس، فيما قامت حواجز الجيش في مختلف أنحاء المدينة بتفتيش السيارات والتدقيق في هويات المارة.
كما واصلت وحدات الجيش عمليات الدهم في المناطق التي دخلت إليها أول من أمس. وأعلنت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه أنه «إلحاقاً لبيانها السابق، استكملت وحدات الجيش تنفيذ الخطة الأمنية، وقامت بعلميات دهم وتفتيش في كل من جبل محسن، مشاريع الحريري، البقار، النعماني، حي التنك، الأميركان، باب الحديد، الأسواق الداخلية، الريفا، القبة وباب الرمل.
وتم توقيف 14 مطلوباً وضبط كمية من الأسلحة والأعتدة العسكرية المختلفة، كما تم إزالة العديد من الدشم والتحصينات. وتستكمل وحدات الجيش إجراءاتها وتدابيرها الأمنية».
وفي عكار، أقامت وحدات الجيش حواجز أمنية ثابتة، لا سيما في منطقة العبدة المدخل الجنوبي لمحافظة عكار وعلى مختلف مفارق الطرق للبلدات الرئيسية وتقاطعاتها، وذلك في إطار الخطة الأمنية التي تنفذ في طرابلس ومناطق الشمال عموماً.
كما سيّر الجيش دوريات راجلة ومؤللة في مختلف القرى والبلدات العكارية، لا سيما الحدودية منها، مشدداً المراقبة على كل المعابر غير الشرعية التي كان الجيش قد اقفلها على طول الحدود الشمالية، من العريضة وحتى نقطة النبي بري على امتداد الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير، مروراً بمنطقتي وادي خالد وجبل أكروم.
البقاع
واصلت الجماعات الإرهابية المسلحة اعتداءاتها على البلدات البقاعية وأطلقت بعد ظهر أمس ثلاثة صواريخ على الأحياء السكنية في اللبوة على الأحياء السكنية في اللبوة. وأعلن في وقت لاحق ما يسمى «لواء أحرار السنة» على موقعه في تويتر مسؤوليته عن القصف الصاروخي الذي استهدف البلدة.
وعلى الأثر أقدم أهالي اللبوة على قطع طريق عام اللبوة المؤدية إلى عرسال ومنعوا مرور السيارات في الاتجاهين، احتجاجا على القصف الصاروخي الذي طال البلدة، وناشدوا الجيش التحرك لمنع الأضرار بالآمنين في البلدة.
لكن سرعان ما أعيد فتح الطريق بعد تدخل فاعاليات ووجهاء البلدة الذين طالبوا الجيش بالتدخل لمنع التعديات عليهم.
من ناحية أخرى أفادت معلومات عن العثور على جثة سليمان عبدالله الحجيري، مصابة بطلق ناري داخل سيارته من نوع مرسيدس على طريق الجمانة في عرسال.
مسيرة من التبانة إلى جبل محسن
اثر دخول وحدات الجيش اللبناني منطقة باب التبانة سارع الأهالي إلى استقباله بالترحاب وبادروا إلى تنظيم مسيرة انطلقت، بمؤازرة الجيش، باتجاه جبل محسن، وجالت في طلعة الشيخ عمران – الحارة الجديدة – نزلة العمري التي أزال الجيش الدشم منها وأعاد فتحها بعد إقفال دام أكثر من أربع سنوات، خلال 20 جولة عنف عبثية في المدينة. وأفيد أن أهالي جبل محسن قابلوها بالترحاب ونثر الورود والرز عليها وإطلاق الزغاريد.