لقاء تضامني حاشد مع «المنار» وكلمات شدّدت: سياسة كمّ الأفواه لا تجدي مع المقاومين

تضامناً مع قناة «المنار» في مواجهة القرارات الاستنسابية التي تحمل في طياتها أهدافاً وغايات معروفة، غصّت قاعة «الأمباسادور» في فندق «كورال بيتش» في بيروت بالسياسيين والإعلاميين والحقوقيين، وشخصيات حزبية واجتماعية وروحية، ليعربوا عن رفضهم استباحة الحرية الإعلامية في لبنان وشجبهم قرار إدارة «عربسات» حجب بثّ القناة عبر قمرها الصناعي.

فرحات

افتتح اللقاء التضامني بكلمة لمدير عام قناة «المنار» ابراهيم فرحات أوضح فيها أنّ «هناك سوء نية مبيتة لدى شركة «عربسات» لفرض قرارها بحجب قناة المنار عن البث»، موضحاً أنّ أخطر ما قامت به هذه الشركة «هو استباحة السيادة اللبنانية عبر نقل إشارتها من جورة البلوط إلى الأردن، وإيقاف بثّ قناة المنار».

وإذ شدّد فرحات على أنّ «المرجعية المختصة في حال مخالفة أي قناة لبنانية لأي بند من العقد هي المجلس الوطني للإعلام»، أكّد أنّ «المنار ثابتة وإرادتها قوية ولم يسكتها العدوان الإسرائيلي عام 2006 ولن يسكتها أي قرار تعسُّفي من أي جهة كانت وستبقى تبثّ عبر أقمار صناعية مختلفة».

الحص

وألقى الدكتور رفعت بدوي كلمة الرئيس سليم الحص، داعياً إلى «الحفاظ على رسالة الإعلام النقية ونقل الحقيقة كما هي وممارسة حرية التعبير بتقبل الرأي والرأي الآخر»، لافتاً إلى «أنّ حرية الإعلام والكلمة من المسلمات التي لا يجوز المساس بها وأنّ حجب أي وسيلة لاختلاف في الرأي أو اختلاف عقائدي هو أمر معيب»، معتبراً أنّ «سياسة كم الأفواه لم تعد تجدي نفعاً في عصر الفضاء المفتوح وتطور وسائل التواصل الذي حول العالم إلى قرية صغيرة».

ورأى بدوي أنّ «محاولة حجب المنار التي اتخذت من فلسطين بوصلة وقضية مركزية لن يكتب لها النجاح، لأنها اتخذت على عاتقها نصرة الشعب الفلسطيني ولأنها دعمت وظهرّت الانتفاضة ضدّ الاحتلال الصهيوني».

جريج

وألقى مدير عام وزارة الإعلام حسان فلحة كلمة وزير الإعلام رمزي جريج، مؤكّداً «تضامن الوزارة مع الإعلام اللبناني عامة والمنار خاصة، ولا سيما أنّ الحرية الإعلامية وحرية التعبير أسس فرادة لبنان وسنن وجوده وتمسكنا بالسيادة وصونها لأنه أساس رفعة لبنان كبلد انتصر على إسرائيل بأعلامه قبل سلاحه وكانت المنار شريكاً أساسياً في الانتصار».

ولفت فلحة إلى أنّ «المفارقة أنه عندما بدأ عدوان تموز عام 2006 بدأ بالاعتداء على قناة المنار وآخر يوم انتهى بقصف قناة المنار، وهذا بحدّ ذاته فخر للمنار وللإعلام اللبناني، وبغض النظر عن المنار الحرية الإعلامية ينصها القانون الذي يكفله الدستور والذي يؤكد حرية التعبير والرأي والوصول إلى المعلومات».

الفرزلي

واعتبر نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، من جهته، «أنّ حجب شركة عربسات» لبث قناتي الميادين والمنار في هذا الوقت بالذات يستهدف بشكل مباشر ورئيسي مواكبة المنار والميادين للانتفاضة الفلسطينية وبالتالي إنه مطلب إسرائيلي ينفذ على يد عرب سات لكي يحول دون دفع الانتفاضة إلى الأمام»، مشيراً إلى أنّ «التضامن مع المنار ليس تضامناً مع أنفسنا بل تضامن مع فلسطين المحتلة رفضاً للكيان الغاصب».

فتحعلي

ثم تحدث السفير الإيراني في لبنان محمد فتحعلي، معتبراً «أنّ القرار الجائر والظالم الذي اتخذته عربسات بحق قناة المنار وقناة الميادين التي نوجه إليها التحية ولكل إعلام يتخذ الصدق والحقيقة والموضوعية والمحبة نهجاً والتزاماً يفضح العقل المتخلف الذي يتحكم بإدارة عربسات ومن ورائهم الذين لا يتورعون عن إبادة الأطفال والنساء والشيوخ، تماماً كما ارتكب العدو الصهيوني أفظع الجرائم والمجازر في فلسطين ولبنان».

وأضاف: «إنّ المنار التي قدمت شهداء في سبيل الكلمة الطيبة ستبقى قناة للحق وللحقيقة، والحق يعلو ولا يعلى عليه وكذلك قناة المقاومة تعلو ولا يعلى عليها وستبقى قناة لأحرار العالم».

علي عبد الكريم

وقال السفير السوري علي عبد الكريم علي: «أراني أتقدم من هذه القناة بالتهنئة قبل التضامن، لأنّ الصلابة ونجاح القناة في مؤازرة المقاومين في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي والتكفيري هو الذي جعل أعداء هذا المحور، محور الحق والسيادة والكرامة، أن يصابوا بالذعر فيلجأوا إلى هذا الموقف، بالإسكات بالقوة التي فشلوا في مواجهتها عسكرياً، وهم اليوم يفتشون أيضاً في إسكاتها عبر الكلمة والصورة».

وأضاف: «أهنئ قناة المنار وقناة الميادين وكلّ القنوات وكلّ الأقلام وكلّ الصحف التي تقف الموقف المدافع عن السيادة والكرامة والحرية وقدسية الأرض التي تجسد قناة المنار وتجسد المقاومة الثورة الأنصع التي تستحق منا أن نفاخر بها وأن نتضامن معها وأن نهنئها».

جريصاتي

وقال الوزير السابق سليم جريصاتي: «إنه حفل تضامن مع أنفسنا ومسلماتنا وثوابتنا الوطنية ومبادىء طائفنا الذي ارتضيناه جميعاً ميثاقاً ودستوراً لنا لا نتجاوزه مهما اشتدت الملمات. نقول إنّ الأمر سيادي وحصري بالدولة اللبنانية، ذلك أنّ مقدمة دستورنا، المستقاة حرفياً من مبادئ اتفاق الطائف، أرست الأركان الثابتة لنظامنا السياسي، ومنها الركن القائم على احترام الحريات العامة، وفي طليعتها حرية الرأي والمعتقد».

بشور

ولفت عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي معن بشور إلى أنّ «هذا اللقاء التضامني الحميم مع قناة عاشت مع أمتها أيامها الحلوة والمرة معاً، أيام التحرير ومواجهة العدوان وبطولات المجاهدين، وأيام القلق والاحتراب والتضليل الذي ينطوي على تحريض، والتحريض المحمول على أسنة التضليل، ينعقد في العاشر من كانون الأول ، يوم الإعلان العالمي لحقوق الانسان الذي شارك لبنان في صياغته منذ 57 عاماً والذي يقول في مادته 19 لكلّ شخص الحق في حرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء من دون أي تدخل واستقاء الأنباء والأفكار، وتلقيها وإذاعتها بأي وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية».

محفوظ

وأكد رئيس المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ «أنّ حجب عربسات للمنار هو اعتداء على السيادة اللبنانية».

سلمان

ثم كانت كلمات لممثلي وسائل الإعلام المختلفة، فتحدّث رئيس مجلس إدارة صحيفة «السفير» طلال سلمان فأشار إلى «أنّ مملكة الصمت والذهب تحاول شراء الصمت بالذهب، لكن الذهب لا ينفع مع المقاومين»، مشدّداً على «أنّ زمن الصمت انتهى، والمنار باقية ونورها سيشعّ في كلّ المنطقة العربية والإسلامية وأميركا اللاتينية».

أيوب

ولفت رئيس تحرير صحيفة «الديار» شارل أيوب، إلى أنه «لا يمكن إلا أن نقف مع المنار لأنها قادرة على كسر المرآة الأسطورية للاحتلال الإسرائيلي»، مضيفاً: «لا يحقّ لأصحاب الخيار الصهيوني مطالبتنا بالاستسلام وتقويم أسلوبنا»، معتبراً «أنّ المنار حققت التوازن بين الحق والحقيقة».

قصير

ورأى رئيس المجلس الأعلى لاتحاد الإذاعات والقنوات الإسلامية عبد الله قصير «أنّ هذا القرار هو استكمال للنهج الإسرائيلي الأميركي في محاربة المنار الذي بدأ عام 2003 في فرنسا بدعوى إسرائيلية قضائية هناك واستكمل في 2004 بتصنيف المنار على لائحة الإرهاب الاميركية وإنزالها عن الأقمار الأوروبية والأميركية واستكمال لعدوان 2006 عليها عندما دمرت مبانيها وأعمدة إرسالها الطائرات الإسرائيلية الحربية، وأخيراً قرار الكونغرس الأميركي معاقبة كلّ من يقدم لها أي نوع من الخدمات».

المؤسسة اللبنانية للإرسال

وألقت لارا زلعوم كلمة رئيس مجلس إدارة المؤسسة اللبنانية للإرسال «أل بي سي» بيار الضاهر، لافتةً إلى أننا «نقف اليوم متضامنين مع أنفسنا وحريتنا».

الديلمي

وأكد المدير العام لقناة «المسيرة» اليمنية ابراهيم الديلمي أنه «لن يستطيع أحد من طغاة العرب أن يطفئ نور المنار أو يسكت صوتها الهدار بالحقّ والمصداقية، ومهما فعلوا، ستبقى المنار الشعلة التي لا تنطفىء».

نقيب المحرّرين

وختاماً، تحدث نقيب المحرِّرين الياس عون الذي شدّد على «أنّ إدارة عربسات أقدمت على إجراء غير مهني وغير قانوني بحجب قناتي المنار والميادين».

الوفاء للمقاومة: ستبقى حاضنة لآمال وتطلعات شعوبنا الحية

وفي سياق متصل، توالت المواقف المتضامنة مع المنار ضدّ قرار حجبها من قبل «عربسات»، ورأت كتلة الوفاء للمقاومة في القرار «اعتداءً سياسياً كيدياً أقدم عليه أصحاب الخيارات المفلسة والبائسة في عالمنا العربي، تعبيراً عن ضيق أفق لديهم واجتراراً منهم لإجراءات المستبدين عبر التاريخ الذين لفظتهم الشعوب وتجاوزتهم الأحداث والتطورات».

وأكدت الكتلة، في بيان بعد اجتماعها أمس، «أنّ قناة المنار التي تمثل صوت وصورة ونبض المقاومين الشرفاء الذين هزموا العدو الإسرائيلي وأيقظوا روح الممانعة والرفض لمشاريع الإذعان والخضوع لمخططاته ستبقى صَّداحةً ومشرقةً ومتألقةً، تلتزم منطق الحق وخيار التحرير والمقاومة وهدف تحقيق العدالة والكرامة، كما أنها ستبقى الحاضنة لآمال وتطلعات شعوبنا الحية وكلّ الشعوب الرافضة للظلم والاستبداد ولسياسات التمييز والابتزاز».

وسجلت إدانتها الصارخة «لهذا القرار وللنظام السعودي الذي يقف وراءه، معربة عن تضامنها الكامل مع قناة المنار وكلّ وسائل الإعلام لحفظ حقوقها والنهوض بمهمّاتها النبيلة في نشر الوعي وكشف الحقائق وإظهار الوقائع والأحداث بكلّ جرأة ونزاهة ومصداقية»، ودعت الدولة اللبنانية «إلى التحرك والمتابعة لحماية سيادتها وحقوقها القانونية والإعلامية والمحافظة على دور كلّ المؤسسات الإعلامية والتضامن مع حقها وحريتها».

الصمد

واستنكر النائب السابق جهاد الصمد، في بيان، «حجب شركة عربسات لخدمات البث الفضائي لقناة المنار على قمرها الصناعي»، معتبراً أنّ ذلك «يشكل إساءة لحرية الإعلام في الوطن العربي، وأنّ فسخ عقود القنوات الفضائية المتعاقدة مع الشركة من جانب واحد، لأسباب متعلقة بالمواقف السياسية والاختلاف في وجهات النظر، يسيء إلى الحريات عامة وإلى حرية الإعلام خاصة، ويمنع وجود أي تنوع في الأفكار والرؤى».

ورأى الصمد أنّ قناة المنار «لم تخالف القانون، وأنّ وزير الإعلام رمزي جريج كان واضحاً في هذا الإطار، عندما أشار إلى أن لا مأخذ على أداء قناة المنار، وهي تبدي وجهة نظرها بحرية وتحت سقف القانون، وأنّ الإعلام اللبناني هو في حمى الدستور أولاً، ومن ثم في حمى من يطبق الدستور، وأنّ الموضوع غير سياسي، إنما يتعلق بالسيادة اللبنانية على المحطات التي رخص لها في لبنان وتخضع للقوانين اللبنانية».

ودعا الصمد شركة عربسات إلى «التراجع عن قرارها، وعن قرارها السابق الذي أوقفت عبره قناة الميادين، كونه موجهاً ضدّ الإعلام الهادف والمسؤول، ويتعارض مع الحريات الإعلامية وكلّ الاتفاقيات والمواثيق المعمول بها على الصعيد الإعلامي، عربياً ودولياً».

«المرابطون»

واكد عضو الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون محمد خالد في تصريح خلال مشاركته في اللقاء التضامني أنّ «المنار» من أوائل القنوات الفضائية قيمة في ما يتعلق بالدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس الشريف.

واعتبر خالد أنّ حجم الضرر الذي يمكن أن يحدثه قرار عربسات ليس له أي قيمة لأنّ الكلمة التي تقال عبر منبر «المنار» الإعلامي المقاوم، تنتقل بالتواتر وبالعدوى لتصل إلى أقاصي العالم، مهما حاولوا كتم هذا الصوت الحرّ.

وقفات تضامنية في المحافظات السورية

من جهة أخرى، شهدت المحافظات السورية تضامناً واسعاً مع قناة المنار، ففي السويداء، نفذ أهالي المحافظة بحضور ممثلين عن كافة الشرائح المجتمعية، وقفة تضامنية أمام مجلس المحافظة في المدينة، رافعين شعارات عبروا من خلالها عن وقوفهم إلى جانب صوت الحق في قناة المنار.

وفي الحسكة، عبر أهالي المحافظة في وقفات مماثلة وفي أماكن عديدة من الحسكة، عن تضامنهم مع المنار ورفضهم للسياسة المتبعة في «عربسات» ضدّ قنوات الإعلام المقاوم، ومحاولات كم الأفواه عن الحقيقة.

وفي حلب شمال سورية، نظمت جامعة حلب وقفة تضامنية مع قناة «المنار»، احتجاجاً على القرار الجائر لإدارة قمر «عربسات»، برعاية وحضور الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي المهندس هلال هلال ومدير جامعة حلب، وشارك في الوقفة التضامنية كلّ من الاتحاد الوطني لطلبة سورية واتحاد الطلاب العرب وأعضاء من مجلس الشعب وفعاليات شعبية من أبناء مدينة حلب.

وتمت خلال الوقفة تلاوة بيان اتحاد الطلاب العرب والذي تضمن احتجاجاً واستنكاراً ورفضاً لقرار «عربسات»، باعتباره «مخالفاً لكلّ الأخلاقيات المهنية من قبل الشركة تجاه قنوات المقاومة، ويصبّ في مصلحة أعداء الأمة من صهاينة وتكفيريين».

وفي الختام، قدم هلال درع وفاء لـ»المنار» تسلمه مراسل القناة في حلب حسام العلي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى