الشوير

أقامت مديرية ضهور الشوير التابعة لمنفذية المتن الشمالي في الحزب السوري الاجتماعي احتفالاً في ضهور الشوير مطعم ضهور بلازا بمناسبة العيد الـ83 لتأسيس الحزب، حضره الوزير والنائب السابق بشاره مرهج، جرجس جرداق ممثلاً الوزير الياس بو صعب، رئيس بلدية الشوير عين السنديانة حبيب مجاعص، الأب إميل مجاعص وفاعليات.

كما حضر الاحتفال ناموس مكتب رئاسة الحزب رنده بعقليني، المندوب السياسي لجبل لبنان الشمالي نجيب خنيصر، منفذ عام المتن الشمالي سمعان الخراط وأعضاء هيئة المنفذية، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهله رياشي، مدير مديرية الشوير نبيل أبو سمرا وعدد من المسؤولين وجمع من القوميين والمواطنين.

التعريف

عرّفت الاحتفال ميّا صادر فقالت: السادس عشر من تشرين الثاني 1932 ليس تاريخ تأسيس حزب عادي بل تاريخ انطلاق حزب العزّ والكرامة الذي غيّر وجه التاريخ من أجل أن تكون لنا حياة حرّة جميلة، فكانت ولادة دائرة نور النهضة في وسط ظلام قرونٍ من الانحطاط، يشعّ بزوبعةٍ حمراء تحطّم القبح والباطل وكلّ معتدٍ طامعٍ وطاغٍ محررّةً الأرض، جامعةً الشعب في مذهب القومية الاجتماعية السامية، افراداً متساوين في المجتمع الواحد.

كلمة المديرية

وألقى كلمة المديرية جميل أبي خير، فتلا نصاً شعرياً وجدانياً تحدّث فيه عن الهلال الخصيب، مهد الشرائع، علّم الحرف للعالم كله، وكان مهد الحضارة، ولكن أمتنا عانت من مطامع الغزاة فخاضت الحروب، لكن الاستعمار مزقها كيانات، فوهنت وضعفت، ثم جاء سعاده بفكره الجامع، وأسّس حزباً لتوحيد الأمة، وإبعاد الفساد عن المجتمع، وسار على دربه القوميون يقدّمون كل ما تطلبه أمتهم حتى الدماء التي تجري في عروقهم، وهم مستمرّون على درب الصراع حتى تحقيق النصر الأكيد.

كما ألقى الشاعر يوسف السبعلي قصيدة من وحي المناسبة.

وألقى الوزير والنائب السابق بشارة مرهج كلمة معبّرة عن النهضة وباعثها أنطون سعاده نصّها الكامل في زاوية خاصة من هذه الصفحة .

رئيس البلدية

ثم القى رئيس بلدية بلدية الشوير عين السنديانة حبيب مجاعص كلمة قال فيها: ثمانية عقود ونيّف، وفي السادس عشر من تشرين الثاني بالذات، كان لهذا التاريخ معنى بانبعاث المفاهيم الإنسانية والمصيرية في حياة المواطن والوطن، حيث كان للمؤسّس الزعيم أنطون سعاده رؤية مختلفة لتصويب الأمور ووضع الأسس في إطارها الصحيح لبناء مجتمع حضاري قويم وإنسان صالح، تغيّر مصير هذه المنطقة نحو الأمثل والافضل. وفي الحقيقة كنّا قد تفادينا جميعاً كلّ ما نتخبّط فيه اليوم من طائفية وعرقية ومذهبية وانقسامات جلبت الويل لكلّ شعوب منطقتنا، وهدمت كلّ كياناتنا من العراق إلى الشام إلى فلسطين إلى لبنان، ووصلت إلى معظم الأقطار العربية من تونس إلى ليبيا إلى اليمن… والقطار سائر نحو مناطق وأوطان أخرى. ونأمل أن يعي شعبنا هذه الأخطار التي تتهدّده والتي تنال من وجوده وتهجّر أبناءه إلى بقاع الدنيا. وعسى أن يكون موعدنا في 16 تشرين الثاني عام 2016 وتكون كلّ هذه المصائب والويلات قد اندثرت إلى غير رجعة.

وختم مجاعص قائلاً: الشوير تفتخر وتعتز بأنّ انطلاقة الوعي ومفاهيمه قد انطلقت من أحضانها قبل 83 عاماً وشعّ النور من هضابها وتلالها على أن تكتمل المسيرة حسب تلك التعاليم التي كانت الأساس والبنيان الصالح لهذه الانطلاقة والمسيرة، وتبقى عبرة للأجيال التي لم تولد بعد.

الأب مجاعص

كما ألقى الأب إميل مجاعص كلمة قيّمة، أشار فيها إلى أنّ سعاده أظهر في كتابه شروح في العقيدة 1938 قيمة الحقيقة في الوجود، إذ يقول: «إنّ الحقيقة قيمة فكرية تحصل في العقل أو الضمير بواسطة المعرفة فقط» ولم يكتف بذلك، بل قال: «إنّ الحقيقة وجود ومعرفة، وإنّ المعرفة ضرورية لقيام الحقيقة، وانّ الوجود غير العاقل في ذاته لا يكفي لتكوين قيمة الحقيقة، ويتابع لا يمكننا أن نتصوّر وجوداً بلا معرفة، فلا يمكننا أن نقول إنّ أيّ وجود مفترض غير مدرك بالمعرفة، قيمة الحقيقة. لأنّ الحقيقة قيمة إنسانية نفسية، والإنسان وحده الذي يميّز بين الحقيقة والباطل.» وانّ «الحق والخير والجمال من حيث هي قيم مطلقة هي قيم للمجتمع، ولا وجود لها في الواقع، وفي العالم الإنساني إلا حيث ينتفي تنوّع النظر او تنوّع المصالح وتصادمها بين المجتمعات الإنسانية كما بين فئات المجتمع الواحد. ولما لم تكن هذه القيم مادية، فلا يمكن أن يكون لها تحديد واحد او مفهوم واحد في العالم. فلا إجماع على مدلول هذه القيم ومفهومها بصورة كلية مطلقة في العالم الإنساني»

وأضاء الأب مجاعص على ما استشرفه سعاده عام 1932، أيّ قبل 83 سنة، وهو ما بات يراه كثيرون اليوم وإنْ متأخرين، لجهة المخاطر التي تتهدّد بلادنا، منهياً كلمته بتحية لروح الرجل العظيم أنطون سعاده الذي أتمّ رسالته وختمها بدمه، إنه القامة النبيلة، الإنسان المتنوّر، المبحر والمستشرف للتاريخ، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً.

كلمة المنفذية

والقى كلمة منفذية المتن الشمالي ناظر الإذاعة والاعلام فيها هشام الخوري حنا فرأى أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي حوّل الجمود إلى فعل حياة، حياة أمة عريقة ضاربة جذورها إلى ما قبل التاريخ الجلي… حزب سعاده الذي أراد من خلال تأسيسه أن يكون حركة نهضوية فاعلة لإحياء الحياة في أمة قسّمها الاستعمار، فوضع خطة منظمة لمواجهة «سايكس بيكو» و»وعد بلفور» المشؤوم والحركة الصهيونية، بهدف تحقيق سيادة الأمة السورية واستقلالها، فأعلن في المبدأ الأساسي الأول أنّ «سورية للسوريين وسورية أمة تامة».

ولتحقيق ذلك دعا أبناء الأمة للانضمام إلى الحزب، فلبّت نفوس صادقة واعية مؤمنة بنهضة بلادها، تبذل الغالي والنفيس، تقدّم الدماء من أجل السيادة والحرية والاستقلال والكرامة والحياة. وكانت تلك الدماء منارة لأمل النهوض والتحرّر في هذه الأمة، من فلسطين التي ما زالت حتى اليوم المسألة الأساس، إلى العراق الذي أراده الاستعمار الأميركي الصهيوني عراقاً طيّعاً خاضعاً لقراراته، بإضعافه وتفكيك مؤسساته ووحدته الاجتماعية كي لا يشكل مصدر قوة للأمة مستقبلاً، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، واليوم يكملون مشروع إسقاط العراق وإخراجه من المعادلة بتقسيمه وتفتيته اثنياً وطائفياً وعرقياً وإغراقه في بحر من الإرهاب بالقتل والذبح والتدمير، وهذا الإرهاب هو نفسه الذي يجتاح الشام اليوم، ويضرب لبنان، وقد ارتدّ على صنّاعه ومموّليه الذين يريدون الموت لأمتنا، ويعملون لحماية أمن «إسرائيل» وحماية مصالحهم بالسيطرة على النفط والغاز والمياه، وتدمير بلادنا والقضاء على حضارتنا، وإخفاء التاريخ لصياغة تاريخ جديد تكون فيه «إسرائيل» الكيان الأقوى، وفي الوقت نفسه تتمكّن تركيا المتربّصة بشمال سورية أن تحقق حلمها، لكنهم اخطأوا في حساباتهم فبات هذا الإرهاب يقتات من لحمهم ودمهم.

أما نحن فقد رفضنا هذا المشروع الإرهابي التدميري الاستعماري الجديد، لأننا نرفض أن نكون لقمة سائغة بين أنيابه، وواجهناه كما واجهنا الاحتلال الفرنسي البريطاني والاحتلال اليهودي لفلسطين ومشروع تقسيم لبنان وتفتيته، وقدّمنا الشهداء والشهيدات الذين نحيّي أرواحهم الطاهرة وبطولاتهم المشرّفة، ومنهم الاستشهادية البطلة سناء محيدلي التي روت بدمائها تراب الوطن، ومن غدر الزمان أن تتعرّض بعض الأبواق المأجورة والأقلام المرتهنة للسفارات إلى قدسية شهادتها، إنّ مأساة الحرية الكبرى هي أقلام العبودية في معارك الشرف. فتحية للشهداء وتحية لك يا سناء.

ورأى الخوري حنا أنّ لبنان المعطلة مؤسّساته الدستورية المأزوم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً، الغارق في بحر نفاياته التي تفوح منها رائحة الصفقات المشبوهة، لا حلّ لمشاكله إلا بتغيير هذا النظام الطائفي عبر قانون انتخابي عصري يعتمد لبنان دائرة واحدة على قاعدة النسبية خارج القيد الطائفي، وبانتخاب رئيس مؤمن بخيارات لبنان وثوابته وبأنّ لبنان قويّ بشعبه وجيشه ومقاومته… وليس بضعفه.

وختم كلمته بتوجيه التحية إلى شهداء الأمة وشهداء حزبنا الذين يستشهدون في مواجهة الاستعمار الإرهابي المتصهين، كما حيا نسور الزوبعة في رياض الشام وجباههم تقبّل عيون الصباح، يكتبون تاريخ أمتنا بالمجد والعز والفخار.

بعد الاحتفال تمّت زراعة بعض غرسات الصنوبر في شارع الشهيدة سناء محيدلي، كما وضعت أكاليل الزهر على نصب الشهداء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى