قالت زبيدة
بتذكّر من زمان، لمّا كانوا يسألوني: إنتي من وين؟ كنت إرفع أنفي لفوق… لفوق كتير… وجاوب: أنا من سورية!
مؤخراً، أحدهم بشغلي لاحظ صورة العلم عالتلفون، وحب يستفسر علم أيّ بلد؟ قلتله: سورية.
سألني: وإنتي من هالبلد أصلك؟
لا شعورياً، لأوّل مرّة، وقفت للحظة وسكتت، وما رفعت أنفي، كان لحظتها مزيج من كتير مشاعر.
بعد ما كنّا البلد الممانع، المحصّن واللي كانت أميركا ما تشوف منّه إلّا الشهادات العالية، صار اسمنا مرتبط بحرب أهلية، تقطيع الرؤوس، ومئات الآلاف من اللاجئين والخيم، والمساعدات الإنسانية ومؤتمرات السلام. وصارت سمانا ممرّ جوّي!
قلتله: أنا من سورية القديمة اللي إنت ما بتعرفها، مو سورية الجديدة اللي عم يحكولك هلاء عنها.
وسنعود… انتظرونا!