كييف مستعدة لمشاورات في شأن التسوية «في أي مكان مقبول»

أعلن مسؤول أوكراني رفيع أن كييف مستعدة لمواصلة المشاورات حول تسوية النزاع المسلح في جنوب شرقي البلاد. وفي لقاء مع السلك الدبلوماسي في كييف يوم أمس قال نائب رئيس الديوان الرئاسي الأوكراني فاليري تشالي: «نحن على استعداد لمواصلة المشاورات بمشاركة مجموعة الاتصال في أي مكان مقبول، للبحث عن سبل الحل السلمي».

وأكد تشالي تمسك الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو بالتسوية السلمية للأزمة في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك. وقال إن رئيس الدولة يمكن أن يعود إلى عدم استخدام القوة في المنطقة ما إن يتم تنفيذ الشروط الرئيسية التي أعلنها المجلس الأوروبي 27 حزيران الماضي، وهي: وقف إطلاق النار من كلا الجانبين، بسط السيطرة على حدود أوكرانيا مع روسيا تحت مراقبة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الإفراج عن جميع الرهائن وإجراء مشاورات ذات مضمون من دون شروط مسبقة. جاء ذلك في وقت طالبت موسكو السلطات الأوكرانية الكف عن قصف المدن الآمنة جنوب شرقي البلاد والعودة إلى وقف إطلاق النار.

وقال بيان صادر عن الخارجية الروسية يوم أمس: «نطالب بإصرار السلطات الأوكرانية، إذا ما كانت لا تزال قادرة على التقييم العقلاني لنتائج السياسة الإجرامية التي تقوم بها، بالكف عن ضرب المدن والقرى الآمنة في دولتها والعودة إلى وقف إطلاق النار للحفاظ على حياة الناس». وأشار البيان إلى أن «حل المشاكل السياسية في أوكرانيا عبر إبادة مواطني البلاد لا يتطابق مع أعراف المجتمع الأوروبي المتحضر الذي تسعى إليه كييف».

وفي سياق متصل، ذكرت حكومة مقاطعة روستوف الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ينوي لفت انتباه وسائل الإعلام الأجنبية إلى قضية اللاجئين من أوكرانيا، كما أشار بيان صادر عن حكومة المقاطعة بعد لقاء لافروف أمس مع محافظ المقاطعة فاسيلي غولوبيف.

وأعرب الوزير الروسي خلال اللقاء عن أسفه لقلة اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية بوضع اللاجئين من أوكرانيا في روسيا، في حين قال محافظ المقاطعة إن السلطات المحلية تدرس حالياً إمكان استمرار إقامة اللاجئين الأوكرانيين في فصل الشتاء بهذه المقاطعة.

يذكر أن نحو 21 ألف لاجئ، بينهم 8 آلاف طفل، يقيمون حالياً في مقاطعة روستوف بجنوب روسيا، في وقت أكد رئيس المجلس الأعلى في القرم فلاديمير كونستانتينوف أن قرابة 500 لاجئ أوكراني يصلون إلى القرم يومياً آتين من جنوب شرقي أوكرانيا.

وأضاف كونستانتينوف يوم أمس أن الوضع بسبب اللاجئين مازال صعباً، موضحاً أن اللاجئين ينقلون إلى مدن عدة في روسيا. مؤكداً: «طبعاً نحن سنستقبل اللاجئين. ويجب مساعدتهم».

من جانبه أوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الطوارئ الروسية ألكسندر دروبيشيفسكي أن قرابة 18 ألف لاجئ يعيشون في أماكن الإقامة الموقتة في الأقاليم الروسية، وأضاف أن عدد «مراكز الإقامة الموقتة اليوم وصل إلى 252 حيث يسكن 17.8 ألف إنسان».

جاء ذلك في وقت أصدرت محكمة في موسكو يوم أمس مذكرة اعتقال غيابية بحق حاكم مقاطعة دنيبروبيتروفسك في أوكرانيا الملياردير إيغور كولومويسكي، حيث فتحت قضية جنائية بحق وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف وكولومويسكي في روسيا بتهمة القتل واستعمال أساليب ممنوعة في الحروب ووضعا على لائحة المطلوبين دولياً.

وقال مصدر في مجلس الأمن الوطني الأوكراني إن كولومويسكي بالذات كان المعارض الرئيسي لوقف إطلاق النار وإجراء أي اتصالات مع قوات الدفاع الشعبي شرق أوكرانيا. وقد أعلن كولومويسكي بشكل علني أنه لن ينصاع للأوامر وأن قواته ستقضي على «الانفصاليين»، بحسب تعبيره.

ويعتبر كولومويسكي من أغنى الأشخاص في أوكرانيا إذ تقدر ثروته بـ1.8 مليار دولار، وهو يمول عدداً من التشكيلات المسلحة المشاركة في العملية العسكرية جنوب شرقي أوكرانيا.

واعتبر رئيس لجنة التحقيق التابعة للنيابة العامة الروسية فلاديمير ماركين أن الملياردير كولومويسكي وراء مقتل المصور الصحافي للقناة الأولى الروسية أناتولي كليان، وقال: «اليوم شيعنا المصور أناتولي كليان الذي قتل برصاص العسكريين الأوكرانيين. الجميع يدرك أن كولومويسكي شخصياً وراء مقتله»، مؤكداً أنه سيُحاسب على جميع الجرائم التي اقترفها بحق الصحافيين الروسيين والمواطنين في أوديسا ودونباس، مشيراً إلى «أن أيدي كولومويسكي ملطخة بالدماء على رغم أنه شخصياً لم يضغط على الزناد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى