تقرير برازيلي يسيء إلى المرأة في لبنان والشرق الأوسط

في خطوة غير مسبوقة في البرازيل التي تضمّ ما لا يقل عن ستة ملايين لبناني ومتحدّر من أصل لبناني، أقدمت إحدى أهم المحطات التلفزيونية، وتدعى «Rede Globo»، على نشر تقرير ضمن أهم برامجها «Fantastico»، تعرّضت فيه بشكل مباشر إلى المجتمع اللبناني ضمن إطار تقرير يتناول وضع المرأة في العالم العربي.

وإذ أخذ لبنان الحصة الأكبر من التقرير في عنوانه الرئيس تُعتبر المرأة ملكية خاصة للرجل في لبنان كما في مضمونه، ذهب التقرير إلى حدّ القول إنّ نساء لبنان يعامَلن كسلعة في يد الرجل ويتعرّضن للضرب والاغتصاب الزوجي ولا يتمتعن بأيّ حقوق، على رغم الصورة المتمدنة التي تظهر فيها المرأة اللبنانية أمام العلن.

التقرير دعا نساء البرازيل إلى عدم الارتباط برجل لبناني لأنهن سيتعرضن لمعاملة سيئة، وزعم أن السفارة البرازيلية في لبنان وجهت تحذيرات لمواطناتها في بلد الأرز لعدم الارتباط برجال لبنانيين لأن الرجال هناك قد يغتصبونهن ويضربونهن ويعاملونهن بقسوة من دون أن ينصفهنّ القانون اللبناني.

التقرير تضمن عدداً من المقابلات القصيرة، إحداها مع قنصل لبنان العام في ساو باولو قبلان فرنجية الذي تحدث بإسهاب عن وضع المرأة اللبنانية ولكن جرى اختصار حديثه الذي دام نصف ساعة إلى 3 ثوان فقط.

وإزاء ذلك، استنكرت اللجنة النسائية في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم أمس، التقرير الذي بثته «شبكة غلوبو» البرازيلية يوم الأحد الفائت.

وأكدت رئيسة اللجنة المحامية إيزابيل فرنجية في بيان أن «هذا التقرير أثار مع الأسف قلق جاليتنا في البرازيل وأميركا الجنوبية وانزعاجها لطريقة مقاربة الموضوع، إذ إن هذا العمل يفتقر إلى المادة الموضوعية واللياقة المهنية وما يجب أن يتحلى به الإعلامي. لقد تطرق هذا الريبورتاج إلى واقع حقوق المرأة في لبنان بطريقة استفزازية لكرامة اللبناني، إذ وصف مجتمعنا بمجتمع القرون الوسطى من حيث التعاطي مع المرأة وحقوقها، متناولاً موضوع القمع الذي تعاني منه المرأة في لبنان بحيث اعتبرها بمثابة ملكية خاصة للرجل الذي يمارس عليها جميع أنواع التعنيف والمذلة مستنداً إلى حالات خاصة واستثنائية ليعمّم فحواها بطريقة لا تمتّ إلى الواقع بِصلة، ضارباً بعرض الحائط صورة مجتمع بغالبيته يشجب أعمال العنف الأسري، وخصوصاً التعنيف ضد المرأة. إننا إذ نرفض المقاربة الأحادية للنصوص الدينية وعلاقتها بالمرأة، والتجاهل المتعمد إلى كون الكتب السماوية المقدسة دانت بشدة العنف ضد المرأة وساوتها في كثير من الآيات مع الرجل، نؤكد أن القانون اللبناني ينصّ على معاقبة مرتكبي هذا الجرم، وهذا أمر مدعوم بقوة من كل الهيئات الدينية والمدنية التي تشرف على أحوال الأسرة وحقوق المرأة».

وقالت: «في لبنان حالات عنف أسري على غرار ما يحصل في مجتمعات الغرب، وهذه الحالات تثار باهتمام دقيق وجاد من كل وسائل الإعلام وتدان من المجتمع بكامله وكل حالة تخضع لمسار العدالة كما هي الحال في البرازيل. ندعو هذه الشبكة المحترمة إلى التدقيق أكثر حول الدور الرائد للمرأة اللبنانية على كل الصعد، إذ إنها بالنسبة إلى مجتمعنا أساس العائلة وركيزتها وتتلقى حقوقها في مجال الصحة والتعليم والعمل، كما المشاركة في النضالات الاجتماعية من منتديات ومؤتمرات ولا يخفى على أحد أن المرأة رائدة في مجالات العمل في الصحافة والسينما والمسرح والأدب والفن والرياضة والدبلوماسية والسياسية».

وختمت: «لذلك، نحن نأسف جداً لمضمون هذا العمل الذي صوّب وحكم الطعنات في صميم كرامة المرأة اللبنانية بدل أن يكون نعمة ومادة داعمة لمسارها، تحول إلى «مسخرة» إعلامية يقلل من شأن شريحة كبيرة من النساء اللواتي يتحلين بقدرات ومقومات باهرة إن كانت ثقافية أو أخلاقية للمطالبة بحقوقها بجدارة وحق ضمن إطار السبل الديمقراطية المتاحة أمامهن ضمن الرعاية القانونية والدستورية من دون معروف المغرضين والمسوقين لكليشات إعلامية هدفها استقطاب أكبر عدد من المشاهدين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى