شركات انترنت أميركية كبرى في خدمة «دعاية»… «داعش»!

في الوقت الذي تسعى فيه الدول الغربية إلى تعزيز جهود التصدي لـ«داعش» وخاصة إلى دعايته على الانترنت، تعمل شركات خدمات كبرى أميركية على وضع خدماتها وحلولها التي تسمح لـ«داعش» ولغيره من التنظيمات بتفادي التضييقات والحجب والمنع، وفق ما كشف تقرير لصحيفة «لوموند الفرنسية».

وقالت الصحيفة إن الجزء الأكبر من نجاح «داعش» في التعبئة والتجنيد يمرّ عبر الانترنت والمواقع المتطرفة المؤيدة للتنظيم، بفضل «الدعم» والتساهل الكبير من قبل كبار مزودي الخدمات خاصة في الولايات المتحدة مثل كلاود فلاير وانترنت ارشيف دوت اورغ.

وتُعتبر الشركة الأولى من أكبر الشركات العاملة انطلاقاً من سان فرانسيسكو على توفير خدمات المحتوى لأكثر من مليوني موقع على الانترنت، وتوفر حلول الشركة درعاً مثالياً للمتطرفين بفضل تقنياتها وخدماتها بما يسمح للمواقع الإرهابية بالتصدي مثلاً للهجمات المكثفة التي تهدف إلى تعطيلها وشلّها.

وقالت الصحيفة إن 24 موقعاً متطرفاً على الأقل في أوروبا وفي فرنسا مثل تاكفا خبر وشهامات أو خلافة دوت كوم أو إصدارات وغيرها من المواقع التي تصدر مجلات «داعش» مثلاً بأكثر من لغة، تعتمد جميعها على تقنيات وخدمات كلاود فلاير، رغم المطالبات الدولية بمنع هذه الخدمة، التي تسمح لـ«داعش» بنشر «إنتاج مكاتبه الإعلامية المختلفة» بسهولة ويُسر مثل إصدارات دار الحياة الشهيرة التي تنتج مجلة دابق مثلاً أو دار الإسلام أو الفيديوات التي ينتجها التنظيم.

وتدافع «كلاود فلاير» حسب «لوموند» عن نفسها، بتأكيد مجانية خدماتها للجميع، وأنها لا تجني أرباحاً من استعمالها سواءً كان ذلك من قبل «داعش» أو غير ذلك، وتشدد على أنها لم تخالف لا القانون ولا الدستور، ولم تطلب منها أي جهة حكومية حتى اليوم سحب منتجاتها المجانية أو منعها.

وإلى جانب الشركة المذكورة، تعتبر شركة ارشيف «دوت أورغ»، أكبر مساعد لـ«داعش»، بفضل ما توفره من خدمات مناسبة لنشر فيديوهات داعش.

وكشفت الصحيفة أن «داعش» يعتمد بشكل حصري تقريباً على أرشيف دوت أروغ، لنشر مواده من أفلام ومجلات ونشريات مختلفة، بفضل ما توفره هذه المكتبة الرقمية من إمكانات بث وتخزين ونشر واسعة، تشمل ملايين العناوين والكتب والإصدارات والأفلام.

وعلى غرار المؤسسات الأخرى، ورغم أنها ليست كذلك فعلاً، إلا أن أرشيف دوت أورغ، تدافع عن نفسها بحماية حرية التعبير، ورفض الرقابة وحذف المواد المسيئة أو العنيفة، لذلك يعمل داعش على بث إنتاجه عبر قنوات هذه المنظمة غير الربحية، مقتنعاً أن حذفها أو إلغاءها سيتطلب وقتاً طويلاً وإجراءات قانونية طويلة ومعقدة تستمر أشهراً وربما سنوات.

ولتوضيح ذلك تقول الصحيفة إن مكتبة أرشيف دوت أورغ، تزخر إلى اليوم، بأفلام نشرها التنظيم عن «عيد الفطر في الرقة» مثلاً، أو «سنة بعد بداية الضربات الجوية الغربية» بل ويمكن اليوم أيضاً الحصول على أفلام للقاعدة أول من لجأ إلى خدمات أرشيف دوت أورغ، وزعيمه أسامة بن لادن.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى