«الصحافة الإسرائيلية»: «الإسرائيليون» خصوصاً والعالم بشكل عام… ينافقون في تعاملهم مع العنف

حفلت الصحافة «الإسرائيلية» بالتحليلات والتعليقات على حدث خطف المستوطنين الصهاينة وقتلهم ورد الفعل «الإسرائيلي» إزاءه. فرأت أن الانفعال ليس حلاً والمطلوب تقوية الفلسطينيين البراغماتيين، منتقدة سياسة التمييز «الإسرائيلية» بالتعامل مع العنف حيث لا يتأثر أحد أو يحتج لدى مقتل أو خطف فلسطيني، فالعنف الفلسطيني يقابل بالتنديد ويعاقب منفذوه ومن لم ينفذه أشد العقاب على رغم أنه رد فعل طبيعي في أساسه، أما العنف «الإسرائيلي» سواء من الجيش أو المستوطنين فلا يكاد الإعلام «الإسرائيلي» يتحدث عنه.

«هآرتس»: ماذا عن خطف الفلسطينيين.؟

يرى الجمهور الفلسطيني أن خطف المستوطنين الثلاثة وقتلهم يأتي في سياق العنف، الذي تتحمل «إسرائيل» المسؤولية الأولى عنه. في حين لا أحد في «إسرائيل» يتأثر أو يحتج لدى مقتل أو خطف فلسطيني، إذ تحظى ممارسات الجيش «الإسرائيلي» بحق الفلسطينيين بالتأييد على رغم الأضرار التي تلحقها بآلاف العائلات الفلسطينية.

ويرى الفلسطينيون أن «الإسرائيليين» خصوصاً والعالم بشكل عام، ينافقون في تعاملهم مع العنف. فالعنف الفلسطيني يقابل بالتنديد ويعاقَب منفذوه ومن لم ينفذه أشد العقاب، على رغم أنه رد فعل طبيعي في أساسه. أما العنف «الإسرائيلي» الثابت سواء من قبل الجيش أو المستوطنين فلا يكاد الإعلام «الإسرائيلي» يتحدث عنه،ولا يثير اهتمام «الإسرائيليين» ولا يثير عندهم مشاعر العطف. فضحايا العنف «الإسرائيليون» الذين يقلّ عددهم عن عدد الفلسطينيين، يحظون بالتعاطف في «إسرائيل» والعالم. في حين أن الضحايا الفلسطينيين الكثيرين، يكونون في أحسن الحالات.

ظن فلسطينيون كثيرون أنه لم تكن هناك عملية خطف، إلى أن اكتشفت جثث القتلى الثلاثة. فقد كانوا يعتقدون أن اختلاق عملية الخطف هدفه إفشال حكومة الوفاق الوطنية الفلسطينية وإلغاء إنجازات صفقة شاليط. واستنتج الفلسطينيون أيضاً أن الخطف أفاد حكومة بنيامين نتنياهو التي حُشرت في الزاوية من الناحية الدبلوماسية، في ضوء الرفض الأوروبي والأميركي لمعارضتها لحكومة الوفاق الفلسطينية.

«إسرائيل اليوم»: الانفعال ليس حلاً

بقلم: يوسي بيلين

يرى بعض في «إسرائيل» أن الاحتلال ليس هو المسؤول عن انتشار ثقافة الموت في الشرق الأوسط، بدليل أن أحداث قتل تحصل في أماكن أخرى أيضاً. وبحسب هؤلاء، فنحن جميعاً مستوطنون، حتى سكان تل أبيب. ولهذا فليست هذه هي المشكلة، وبالتالي لا يجوز لنا في هذه اللحظات أن ننفعل وعلينا سحق رأس الأفعى.

لا شك في أن قتل المستوطنين الثلاثة يثير القشعريرة ويفجر الغضب، لكنه لا يخفف من حدة الانفعال والحماس. فالانفعال ليس صحيحاً على أي حال، لأنه ليس حلاً، ولا بد من تنفيس الغضب، والمنفعلون لا يحتاجون لذرائع لأفعالهم.

يوجد بين الفلسطينيين من يرون حقاً أن «إسرائيل» مستوطنة كبيرة، ولا يفرقون بين جانبي الخط الأخضر. ويوجد بينهم من يُسلّمون بالسيادة «الإسرائيلية» رغماً عنهم، لكنهم لا يُسلّمون بوجود المستوطنات اليهودية وراء الخط الأخضر، وهؤلاء هم الأكثرية. لكن الأهم من ذلك، أن العالم كله يُفرّق بين «إسرائيل» صاحبة السيادة وبين سيطرتها على الأراضي المحتلة. ولهذا فإن إنهاء السيطرة على أكثر المناطق، سيحررنا من عبء سياسي يجثم على صدرنا منذ يوبيل تقريباً، ويلزمنا بدفع ثمن باهظ.

يعدنا البعض بالعيش على حدّ السيف، ويقولون إن هذا هو الحل الوحيد لمن يريد مواصلة العيش في «إسرائيل». لكن المحيطين بنا بشر، ولا يمكن أن ننسب إليهم قدراً من القسوة أكبر من ذاك الذي عند أصدقائنا الألمان أو البولنديين أو الأوكرانيين أو اليوغسلافيين في الماضي. ومن صالح ألمانيا بعد الكارثة لا يستطيع أن يقول إنه لا يمكن التوصل إلى حل مع العرب.

السياسة الصحيحة الآن هي أن نعمل على تقوية الفلسطينيين البراغماتيين، وأن ننضم إليهم وأن نُسهل عليهم وأن نعمل معهم في مواجهة غير المستعدين للاعتراف بنا، والذين يعتقدون أن العنف ضد «الإسرائيليين»، هو الحل.

قتل المستوطنين الثلاثة يثير الخوف لدى كل إنسان، لكن لا يجوز أن نسمح لأنفسنا بالتخلي عن الجهد للوصول إلى حياة سوية في هذه المنطقة، ولا يجوز أن نورث أبناءنا رؤيا العيش على السيف إلى الأبد.

«يديعوت»: مناورة سياسية وتهديد عسكري

بقلم: إسرائيل زيف

لا حاجة لأن تفرض حكومة بنيامين نتنياهو، مزيداً من العقوبات التكتيكية العسكرية على السلطة الفلسطينية وحماس، بل يمكنها وينبغي لها أن تتوجه نحو الساحة السياسية الداخلية والخارجية، والعمل على نزع سلاح حماس، وإشراك الدول الغربية ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية في هذه الخطوة.

التهديد بعملية عسكرية واسعة أمر صحيح، ومثله أيضاً إعلان «إسرائيل» إباحة دم القيادة العسكرية وقسم من القيادة السياسية لحماس، كجزء من دفع الثمن على ما قامت به. لكن العالم الغربي، الذي يرى أمام ناظريه «داعش» يكبر إلى حجوم ضخمة، لا يحتاج إلى الإقناع بسبب تعريض منظمة مشابهة مثل حماس الاستقرار الإقليمي للخطر، وضرورة القضاء عليها.

في مثل هذه العملية، ستنشأ نتيجتان محتملتان: الأولى، نجاح يؤدي إلى تسريع نزع سلاح حماس. ومثل هذه الخطوة كفيلة بأن تؤدي إلى تغيير استراتيجي في ميزان القوى حيال حماس. وحتى لو لم يتحقق الإنجاز فإن طلباً «إسرائيلياً» كهذا سيزيد أزمة المنظمة. والنتيجة الثانية، هي توفير الشرعية الدولية للعمل بيد من حديد حيال حماس عندما يتطلب الأمر.

هكذا تكسب «إسرائيل» النقاط، ولا تنجر إلى تصعيد تكتيكي هدفه تحقيق إنجازات محدودة وعدم شرعية دولية.

معاريف : حملة ترهات

بقلم: رون كوفمان

يستغل السياسيون «الإسرائيليون» الحزن، لتحقيق أجندات شخصية استفزازية، على حساب الحزن الوطني. فوزير الخارجية افيغدور ليبرمان، معني بحملة واسعة النطاق مثل «السور الواقي» في 2002. بينما طالب الوزير جلعاد أردان بإعلان مشاريع بناء في الخليل، وإغلاق التلفزيون الفلسطيني، لتطالب عضو الكنيست آييلت شكيد، بالضم الفوري لغوش عصيون. بينما يدعو زئيف الكين إلى البناء في الخليل وفي كريات أربع. وإلى كل هؤلاء، انضم قادة المستوطنين الذين استغلوا قتل المستوطنين الثلاثة لتحقيق أجندة قتالية، وكأننا انتصرنا حقاً في الحروب والحملات منذ حزيران 1967.

سلامة الجمهور تحتاج لمعرفته وفهمه للوضع المتفجر في الضفة وفي القطاع. فالسماح لكل السياسيين بالتصعيد وإشعال المنطقة بالهراء، هو انعدام فظيع للمسؤولية.

كيف تعاملت «إسرائيل» مع إعلان تشكيل حكومة وفاق فلسطينية؟ أولم نكن ندعي أن محمود عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني كله؟ إذن صحيح الآن أنه يمثل كل الفلسطينيين، خيراً كان أم شراً. لكن ساستنا هم من تسبب بهذا الوضع، ربما لأنهم يعتقدون أنهم يديرون العالم. ولكن العالم لا يعرفهم، ولا يعترف بهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى