موسكو لواشنطن: لا «أخيار» و«أشرار» بين الإرهابيين

أكدت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الروسي ونظيره الأميركي جون كيري أكدا ضرورة اعتماد قوائم موحدة بأسماء الجماعات الإرهابية التي تجب مكافحتها.

وأضافت الوزارة أمس أن الوزيرين شددا خلال اتصال هاتفي، على ضرورة تنفيذ الاتفاقات السابقة منذ 14 تشرين الثاني الماضي، قبل عقد اجتماعات جديدة لمجموعة «دعم سورية» الدولية، في إشارة إلى الاتفاقات المبنية على مقترحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لتشكيل وفد المعارضة السورية للقاء وفد الحكومة السورية.

كما تم تأكيد كذلك أهمية المحافظة على مبادئ مجموعة «دعم سورية» الدولية وتسهيل مشاركة جميع أعضائها.

وأعربت الخارجية الروسية عن أسفها لكون واشنطن غير مستعدة لإقامة تنسيق شامل مع العسكريين الروس في محاربة «داعش»، داعية إياها إلى الكف عن تقسيم الإرهابيين إلى «أخيار» و«أشرار».

وأوضحت الوزارة في بيان أمس تعليقاً على تصريحات لبعض المسؤولين الأميركيين حول زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى موسكو الثلاثاء «للأسف الشديد، حتى بعد الهجوم الإرهابي على طائرة الركاب الروسية في سيناء يوم 31 تشرين الأول، لم تبد الولايات المتحدة استعداداً لإقامة تنسيق متكامل معنا في محاربة «داعش».

وأعادت الوزارة إلى الأذهان أن وزارتي الدفاع في البلدين وقعتا مذكرة تفاهم حول ضمان أمن تحليقات الطيران الحربي في الأجواء السورية، لكن واشنطن التي أخذت على عاتقها المسؤولة عن تصرفات طائرات التحالف الدولي برمته، فشلت في الوفاء بمسؤوليتها هذه في ما يخص حادثة إسقاط قاذفة «سو- 24» الروسية من قبل سلاح الجو التركي.

وأكدت الوزارة أن الجانب الروسي مستعد للتعاون البناء مع واشنطن، لكن مثل هذا التعاون ممكن فقط على أساس مبادئ التكافؤ والاحترام المتبادل. وجاء في البيان أن موسكو لدى تحديد المجالات للتعاون مع الأميركيين، تسترشد بمصالحها حصرياً، بما في ذلك مهام تعزيز الأمن الروسي والدولي.

وشددت الوزارة على أن موسكو تنطلق من هذا المبدأ بالذات لدى التعامل مع الأزمة السورية، في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن حشد التأييد لمقارباتها التي لا تتوافق في بعض الأحيان مع القانون الدولي.

وأعربت موسكو عن أملها في أن يقدم وزير الخارجية الأميركي خلال زيارته إلى موسكو التوضيحات الضرورية حول المواقف الأميركية من الأزمة السورية، وشددت قائلة: «إننا سنواصل إصرارنا في المستقبل على ضرورة أن تراجع الإدارة الأميركية سياستها التي تعتمد على السعي إلى تقسيم الإرهابيين إلى «أشرار و«أخيار».

واستغربت الخارجية من تصريحات المسؤولين الأميركيين عن «عزلة روسيا» في الساحة الدولية، وذلك في الوقت الذي يقوم فيه جون كيري بثاني زيارة إلى روسيا خلال 7 أشهر. وكشفت أن الزيارة الجديدة، مثل الزيارة الأخيرة التي قام بها كيري في أيار الماضي، تأتي تلبية لطلب ملح من الجانب الأميركي.

وفي السياق، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان، عدم وجود خلاف بين إيران وروسيا حول سورية، مشيراً إلى أن البلدين يدعمان الجيش السوري بجدية في محاربة الإرهاب.

وأضاف عبد اللهيان أن المستشارين العسكريين الإيرانيين يواصلون إجراءاتهم في محاربة الإرهاب من دون توقف، وإجراءات موسكو في محاربة الإرهاب بسورية تجرى بالتنسيق مع الحكومة السورية وتقيّم بأنها إيجابية.

الى ذلك، قال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحافي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن المجموعة الجوية الروسية العاملة في سورية تدعم بعض التشكيلات التابعة للجيش الحر في عملياتها الهجومية ضد «داعش» وغيره من التنظيمات المتطرفة في الأراضي السورية، فعلاً.

وقال بيسكوف رداً على سؤال من الصحافيين «لا يمكنني أن أضيف شيئاً إلى ما قاله اليوم الجنرال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية في هذا الموضوع».

من جهة أخرى، ذكرت هيئة الأركان العامة في القوات المسلحة الروسية أن أكثر من 5 آلاف مقاتل من «الجيش الحر» يحاربون الإرهاب بجانب الجيش الحكومي، مؤكدة أن سلاح الجو الروسي يدعم هؤلاء بشتى الوسائل.

وقال الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس هيئة الأركان أمس «يزداد عدد أفراد مثل هذه الوحدات المنضوية تحت لواء الجيش الحر باستمرار. ولدعم هؤلاء يشن سلاح الجو الروسي يومياً 30-40 غارة. كما تُقدم لهم مساعدات بالأسلحة والذخيرة والعتاد».

وأوضح الجنرال الروسي أن وحدات «الجيش الحر» التي تحارب «داعش» بالتعاون مع القوات الحكومية، تتقدم حالياً في محافظات حمص وحماة وحلب والرقة، معتبراً أن الدعم الروسي المذكور يساهم في توحيد جهود القوات الحكومة ووحدات المعارضة المسلحة لإلحاق الهزيمة بالإرهاب.

وشدد غيراسيموف على أن مجموعة الطائرات الروسية التي تعمل في سورية تلبية لدعوة حكومة البلاد الشعرية، توجه ضرباتها فقط إلى مواقع الإرهابيين، بما في ذلك مراكز قيادة ومناطق تمركز عصابات ومخازن ذخيرة وقواعد تدريب تابعة لـ«داعش»، مؤكداً أن الوزارة مستعدة لإقامة اتصالات مع أي دولة بشأن القضية السورية.

في غضون ذلك، أكد العميد حسام العواك، رئيس هيئة الاستخبارات التابعة لـ«الجيش الحر» أمس أن التنظيم مستعد لتقديم المعلومات عن مواقع «داعش» للقوات الروسية.

وقال العواك إنه «تتوفر لدى الجيش السوري الحر معلومات الدقيقة عن مواقع مسلحي «داعش»، بالإضافة إلى الوثائق والصور، التي من الممكن أن يقدمها للقوات الروسية لتصبح ضرباتها على التنظيم أكثر فعالية»، مشيراً إلى أن «الحر» يريد حقاً التعاون مع روسيا في محاربة «داعش» شريطة توجيه القوات الروسية ضرباتها ضد مقاتلي التنظيم فقط.

وأضاف العواك أنه ليست هناك أي اتصالات مباشرة حالياً بين الجيش والقوات الروسية، معرباً عن أمله في إقامتها في المستقبل القريب.

ميدانياً، تمكنت وحدات المشاة التابعة للجيش السوري وقواته الرديفة من إحكام السيطرة على بلدة «مرج السلطان» الاستراتيجية ومطارها العسكري، التي تقع في الغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق.

وقال مصدر ميداني: «إن وحدات الجيش السوري وقواته الرديفة، تمكنت من بسط السيطرة على بلدة مرج السلطان والمزارع والأراضي المحيطة بها، بعد عملية دقيقة استمرت لحوالى أسبوعين، لتتمكن العناصر التابعة للجيش السوري من فرض سيطرتها وتحقيق أهداف الحملة».

وأكد المصدر أن السيطرة على البلدة تأتي في سياق التقدم الواضح للجيش السوري والتوغل في مناطق الغوطة الشرقية المتصلة بشكل مباشر مع معاقل المسلحين من «جبهة النصرة» و«جيش الإسلام» في مناطق جوبر ودوما وزملكا وعين ترما.

وأضاف المصدر أن عناصر الجيش رصدوا عشرات المكالمات، تتحدث عن خيانات وتخاذل بين صفوف الإرهابيين بانتماءاتهم كافة، وانسحابات بالجملة من المواقع التي كانوا يتحصنون بها.

مضيفاً بأن الخلافات الأساسية كانت حاصلة بين عناصر «جيش الإسلام» و«جبهة النصرة»، الذين لم يستجيبوا لمؤازرة بعضهم في الجبهات المشتعلة بمناطق الغوطة الشرقية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى