اليمن والطلقة الحاسمة في الحرب عشية المفاوضات… إصابة سعودية قاسية تركيا تتموضع عراقياً وتهرب من المواجهة مع روسيا… وكيري إلى موسكو
كتب المحرر السياسي
عشية بدء المفاوضات في جنيف، وقبيل وصول الوفد الممثل للحوثيين إلى جنيف مغادراً مسقط، كانت السعودية تعلن مقتل قائد قواتها الخاصة، ودولة الإمارات العربية المتحدة تعلن مقتل قائد القاعدة المركزية وغرفة عمليات قوات التحالف في اليمن، والحوثيون والجيش اليمني يعلنون مقتل أكثر من مئة وخمسين من قوات التحالف بصاروخ باليستي محكم التوجيه أصاب القاعدة المركزية لقوات التحالف قرب باب المندب.
الطلقة الحاسمة في الحرب جاءت لتقول إنّ الجهوزية لدى الجيش اليمني والحوثيين لا تزال في أحسن حال، وإنّ انهيار وقف النار وفشل المفاوضات سيعنيان الانتقال إلى مرحلة نوعية أعلن عنها سابقاً السيد عبد الملك الحوثي وستكون من عيار ما جرى في قاعدة التحالف.
الطلقة الحاسمة جاءت أيضاً، بينما المراهنات السعودية على المزيد من العمليات الحربية قد اختبرت ولم تنتج شيئاً، بل بالعكس رتبت اضطراباً في وضع الحدود السعودية اليمنية قد يتحوّل توغلاً وثباتاً في محافظات نجران وجيزان وعسير اليمنية المحتلة من السعودية.
مع مؤشرات دخول اليمن مسار التفاوض والتهدئة تمهيداً لمخاض سيكون شاقاً وصعباً قبل بلوغ الحلّ السياسي، لكنه يبدو مساراً حتمياً لا بديل له، كانت تركيا تتخلى عن لغة التصعيد وترتضي تموضعاً انتقالياً لقواتها التي توغّلت في العراق، فتسحبها من قرب الموصل إلى مدينة دهوك الحدودية، وتعرض وصول وزيري خارجيتها ودفاعها إلى بغداد لتفاوض هادئ تأمل أن ينتهي بحلّ وسط، بينما العراق حازم وحاسم أنه لا يريد أن يرى أيّ تواجد عسكري تركي في أراضيه يتعدّى المستشارين والمدرّبين في قلب معسكرات عراقية، أسوة بالخبراء الأميركيين والإيرانيين، وكذلك كانت تركيا تخفض من لهجتها العالية في مقاربة النزاع مع روسيا فتعلن بلسان رئيسها رجب أردوغان رغبتها بتخطي الأزمة ودياً مع روسيا.
التموضع التركي السعودي على ضفاف البحث عن التسويات، ترافق مع موقف أميركي أعلنه وزير الخارجية جون كيري بعد التواصل مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وخرج بالتوافق على عدم اعتماد أي لائحة لتصنيف التنظيمات الإرهابية والمعارضة السياسية سواء الصادرة من الرياض أو سواها، باعتبار إعداد اللائحتين من اختصاص الدول المشاركة في مسار فيينا مجتمعة.
يصل كيري إلى موسكو للبحث المفصّل في الوضع السوري، وفي قلبه الموقفان التركي والسعودي، وتطورات الوضع العسكري ومسار العملية السياسية واللوائح الخاصة بالوفد المعارض والتنظيمات الإرهابية، وموسكو مهتمة بإضافة «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» و«جيش الفتح» إلى لائحة التنظيمات الإرهابية، وإنهاء ما خرج به مؤتمر الرياض.
لبنان الذي تتجاذبه رياح التسويات والمواجهات، رتّب أموره على الانتظار، حيث تستعدّ كل جبهة لاسترداد تماسكها بعد عاصفة التسوية الرئاسية، التي كسبت منها قوى الثامن من آذار تثبيت ترشيح ثنائي من صفوفها هما العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية، بينما تصدّع حلف الرابع عشر من آذار، وسيعود إلى التصدّع أكثر عندما يتمّ السير بأحد مرشحي الثامن من آذار، وفيما يحاول الرئيس سعد الحريري إعادة ترتيب وضع حلفائه على قبول التسوية الرئاسية مع فرنجية باعتبارها الخيار الواقعي الوحيد، يقوم فرنجية بزيارة دمشق كما قالت مصادر مطلعة ويلتقي الرئيس السوري بشار الأسد بعدما التقاه النائب طلال أرسلان، لمواصلة حلفاء سورية والمقاومة تثبيت خياراتهم الإقليمية كعنوان حاكم لكلّ التسويات من جهة، ولترصيد رؤية المرحلة المقبلة وكيفية تثمير المتغيّرات لمراكمة المزيد من المكاسب لبلوغ تسوية تضمن السلة المتكاملة التي تحدّث عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
فرنجية في دمشق
لن تكون جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الثالثة والثلاثون ثابتة غداً الأربعاء، إذ إن مصيرها سيكون كمصير جلساتها الـ32 السابقة والتي ستنتهي بتأجيل جديد إلى موعد من المتوقع أن يحدده رئيس المجلس النيابي مطلع العام المقبل، بخاصة أن البلاد تدخل بعد جلسة الحوار الوطني في 21 من الشهر الجاري عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة اللذين يحلّان هذا العام أيضاً من دون أي تطور يُذكر من شأنه أن يُنهي الفراغ في سدة الرئاسة الأولى.
في غضون ذلك، تترقب الأوساط السياسية الزيارة التي سيقوم بها رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية إلى دمشق في الساعات المقبلة. وإذا كان الملف الرئاسي اللبناني وضعه الرئيس الأسد برمّته في يد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، فإن الزيارة بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـ«البناء» هي تتويج للقاء فرنجية بالسيد نصر الله والجنرال ميشال عون، بخاصة أن اللقاءين أكدا وحدة هذا الفريق، وأن ما حصل في الملف الرئاسي وما قيل عن ترشيح الرئيس سعد الحريري لفرنجية ومن مواقف تلت ذلك كل هذا الصخب تمّت معالجته ولم يترك أية آثار عند فريق 8 آذار و«التيار الوطني الحر»، ولفتت المصادر إلى «أن الرجلين سيبحثان في المرحلة المقبلة على ضوء انتصارات محور المقاومة مجتمعاً وكيفية استثمار هذه الانتصارات.
«القوات»: البرنامج أولاً
أما على جبهة فريق 14 آذار فتجري محاولات ترميم للعلاقة التي انكسرت بين تيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية، وبخاصة بعد الاتصال الأخير الذي أجراه رئيس حزب القوات سمير جعجع بالرئيس سعد الحريري والذي كان سيئاً للغاية. ولفتت مصادر في تيار المستقبل لـ«البناء» إلى «اختلاف في وجهات النظر بين الحريري وجعجع حيال الترشيح»، مستغربة «تعاطي حزب القوات السلبي مع طرح الحريري في مقابل عجز القوى المسيحية على الاتفاق على مرشح بديل».
وأكد النائب جورج عدوان «أن كل شخص يتم طرح اسمه كمرشح لرئاسة الجمهورية عليه إبراز مشروعه الذي يحدّد فيه رأيه حيال قضايا عديدة منها الحل في سورية، تكوين السلطة، النظام البرلماني الأكثري الأقلوي»، موضحاً «أنه على ضوء هذا البرنامج سنحدّد موقفنا من المرشح بغض النظر عن الشخص بحد ذاته».
الحوار الثنائي.. الخميس
إلى ذلك تعقد الجلسة الثانية والعشرون للحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل» مساء الخميس في عين التينة، لاستكمال البحث في ما انتهت إليه الجلسة السابقة التي عُقدت عقب طرح الرئيس سعد الحريري للتسوية الرئاسية.
ملف ترحيل النفايات في نهاياته!!
على صعيد ملف النفايات يبدو أن خيار الترحيل إلى الخارج بات الحل النهائي للأزمة بعد وصول الخيارات الأخرى إلى طريق مسدود. ومن المتوقع أن يعقد مجلس الوزراء جلسة لبحث الملف الأسبوع الطالع أو مطلع الأسبوع المقبل بانتظار استكمال درس خيار الترحيل.
وفي السياق، ترأس رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في السراي الحكومي، اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة الملف، وأشار وزير الزراعة أكرم شهيب بعد الاجتماع إلى أنه «بعد تعطيل خطة مطامر النفايات، كان لا بد من الذهاب إلى موضوع الترحيل بشكل جدي وعملي وعلمي وبما يتلاءم مع مصلحة الخزينة اللبنانية وقدرات الدولة اللبنانية من خلال البنى التحتية التي تسمح بعملية الترحيل».
وأضاف شهيب: «نتابع بشكل حثيث موضوع ملف ترحيل النفايات الذي أصبح في نهاياته، وبحثنا مع وزارتي المالية والداخلية ومع مجلس الإنماء والإعمار عن مصادر التمويل وستقوم الوزارات المعنية بردود خلال 48 ساعة المقبلة وسيكون هناك اجتماع عند الخامسة من عصر يوم غد لعرض الموضوع على مجلس الوزراء».
وأكد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«البناء» أن «الانتهاء من ملف النفايات ينتظر بعض الأجوبة النهائية على بعض المسائل لا سيما القانونية والمالية والتقنية وعلى أثره سيعقد مجلس الوزراء جلسة لبحث الموضوع في نهاية الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل». ولفتت مصادر وزارية لـ«البناء» إلى «أن 3 شركات من أصل ست تقدمت للمنافسة على خطة ترحيل النفايات تنطبق عليها المواصفات اللازمة»، مشيرة إلى «أن شروط الترحيل معقدة»، و«لا صحة لما يُشاع أن الأمور وصلت إلى خواتيمها».
طلعت ريحتكم إلى الشارع مجدداً
إلى ذلك تعاود حملة طلعت ريحتكم تحركاتها يوم غد، وتنفذ وقفة رمزية عند الحادية عشرة من قبل ظهر غد الأربعاء أمام وزارة العدل، والخميس أمام وزارتي الاتصالات والمالية، والسبت عند الثالثة بعد الظهر في رياض الصلح، مؤكدة «أن أولوياتها الآن المطالبة بحل أزمة النفايات، ودعوة الحكومة إلى عقد جلسة لإقرار قانون الانتخاب على قاعدة النسبية».
وفيما تُطلق النسخة الثانية من خطة لبنان للاستجابة لأزمة النازحين من السراي الخميس المقبل، في رعاية الرئيس تمام سلام وحضوره. أعلن نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون اللاجئين والهجرة سايمون هينشاو بعد لقائه وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب عن المؤتمر الذي سيُعقد في بريطانيا في شباط المقبل من أجل تأمين الدعم الدولي للمنطقة وللبنان في شأن النازحين.
وفي سياق متصل تقدّم وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أمس، في اجتماعات الدورة الخامسة والثلاثين والدورة الموضوعية الخامسة لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في شرم الشيخ، باقتراح يقضي بإنشاء صندوق عربي لاحتواء الآثار الاجتماعية والاقتصادية لأزمة النزوح السوري تحت اسم الصندوق العربي لاحتواء أزمة النازحين السوريين. وتمت إحالة المشروع الذي أقر بالإجماع، إلى الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب لوضع الآلية اللازمة لتنفيذه. على أن يعرض على المجلس التنفيذي لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي سيعقد في شهر تشرين الأول سنة 2016.