تركيا تحرّك الشركس في القوقاز وروسيا تحذّر من الحرب
يوسف المصري
تعيش العلاقات الروسية ـ التركية أجواء حافة الحرب، وذلك على خلفية تناقض توجهاتهما بخصوص الأزمة السورية وإصرار موسكو على ضرب الإرهاب المستوطن بين ثناياها، في مقابل استمرار أنقرة بالاستثمار في هذه الأزمة من خلال تغذية الإرهاب في سورية.
وخلال الأيام الأخيرة وصلت إلى محافل سياسية في بيروت تقارير منسوبة إلى مصادر دبلوماسية وجميعها تبدي خشيتها من انزلاق الصراع التركي الروسي إلى صدامات عسكرية. وأبرز النقاط التي تركز عليها هذه التقارير هي التالية:
أولاً: تلاحظ موسكو أنّ تركيا تستمرّ في دعم الإرهاب في سورية، رغم تعهدات قطعتها للمشاركين في لقاءات فيينا بأنها ستتخذ إجراءات تحول دون استعمال داعش حدودها البرية مع سورية، رغم أن أنقرة اعتبرت في هذه اللقاءات أن مسؤوليتها عن وقف ارتحال الإرهاب عبر العالم إلى سورية ليست فردية، بل تشترك بها دول أوروبية، التي عليها من جانبها إيقاف عمليات هجرة الجهاديين عبر مطاراتها إلى تركيا، ومن ثم إلى سورية.
ثانياً: تلاحظ موسكو أن أنقرة قاربت خلال الأسبوعين الماضيين تجاوز الخطوط الحمر في خلافها مع روسيا، وذلك من خلال اكتشاف الأمن الروسي أن المخابرات التركية بدأت في الآونة الأخيرة بممارسة نشاط تخريبي في القوقاز يتمثل بمحاولات تحريض الشركس في تلك المنطقة، على القيام بعمليات عدائية ضد روسيا، وأخذ هذه المنطقة إلى حالة فوضى بوجه موسكو.
من جانبها روسيا تعتبر هذه الممارسات التركية أكثر من خطرة وأنها ستكون كافية في ما لو استمرت لأن تبادر روسيا لتصعيد موقفها بشكل عملي ضد تركيا.
ثالثاً: تنظر روسيا بخطورة إلى التدخل التركي العسكري في العراق، وخاصة محاولة أنقرة إظهار أن هذا التدخل هو موازٍ لتدخل روسيا في سورية، علماً أنّ التدخل التركي هو اعتداء على سيادة العراق، لأنه غير مشفوع بطلب من حكومتها الشرعية، فيما التدخل الروسي جاء استجابة لطلب من حكومة دمشق الشرعية.
وبنظر موسكو أنّ التدخل التركي في العراق يريد خلط أوراق التسوية السياسية العتيدة في سورية، وهو مرشح لأن يتوسع باتجاه السيطرة على كركوك مما يخلق أزمة كردية – تركية تريد أنقرة أن تجعل منها نقطة جذب للاهتمام الدولي يصرف نظره عن توجهه لمقاتلة الإرهاب في سورية.
رابعاً: ترى موسكو بحسب هذه التقارير، أن كلاً من تركيا وقطر لا تزالان بحسب المعلومات الأمنية تمارسان دعماً قوياً للإرهاب في سورية. وتنوي موسكو توجيه رسالة بهذا المعنى إلى الدوحة.
خامساً: وهي أخطر نقطة أوردتها التقارير الآنفة، ومضمونها أنّ أنقرة تحاول تغيير قواعد الاشتباك في كلّ من العراق وسورية. فهي تصرّ على عدم الاعتذار عن إسقاط الطائرة الروسية. ومن جهة ثانية تصرّ على خلق وقائع في شمال سورية تعتقد أنها تساعد مطلبها في خلق منطقة آمنة هناك. ومن جهة ثالثة ترسل قوة برية لتتوغل في العراق. كما أنها تُمارس عمليات زرع فتن قومية في الحديقة القوقازية الخلفية لروسيا. وفي حال استمرّ السلوك التركي التصعيدي على حاله، فإنّ هذا سيزيد من التصعيد الإقليمي في المنطقة ما يجعلها تقترب من لحظة اندلاع الحرب.