الحرب الباردة السورية وتغيير مجرى التحالفات الدولية…

علي رضا

مع التقدّم الكبير الذي يحققه التدخل الذي قرّره القيصر الروسي في سورية بالتزامن مع التقدّم الكبير للجيش العربي السوري في عدد من المناطق المهمة، خاصة في أرياف إدلب وحماه وحلب واللاذقية والسويداء ودرعا، والتي دارت فيها عجلة الانتصارات، مع حصيلة القضاء على العشرات من المسلحين، بالإضافة الى فرار أعداد كبيرة منهم إلى خارج الحدود.

هذا ما لم يعجب الولايات المتحدة الأميركية وحلفاءها «صبيانها» من تركيا وقطر والسعودية الذين ادّعوا صداقة الشعب السوري بينما هم أكثرهم سفكاً للدم السوري إعلامياً وتمويلاً للإرهابيين.

هذه التطورات العسكرية والسياسية والدبلوماسية بالتصريحات والحركات ذات التواتر السريع في الكواليس السورية والروسية والإيرانية والأميركية تنذر بحرب باردة جديدة بين الأعداء التقليديين روسيا وأميركا، وخاصة بعد أحداث أوكرانيا والملف النووي الإيراني والآن المسألة السورية.

فبعد استيقاظ الدبّ الروسي من جديد عبر الفيتو المزدوج مع صديقه التنين الصيني تغيّر شكل التحالفات الدولية من قطب مهيمن الى أقطاب عدة متوازنة على ميزان القوى السياسية وقواعد الاشتباك.

فاليوم تعلن روسيا بشكل علني دعمها للقيادة السورية والجيش العربي السوري الذي يقاتل الإرهابيين منذ نحو خمس سنوات ونصف على كامل التراب السوري من الشمال الى الجنوب ومن الشرق والغرب وذلك برسم تحالف دولي رباعي ضدّ العدو الحقيقي الذي ابتكرته الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها من «داعش» و»النصرة» وغيرها.

أي أنّ روسيا والصين وإيران وسورية، ومعهم العراق، يقفون في خندق واحد يواجهون جذور الإرهاب ويضربون معاقله في الرقة وحلب ودير الزور وحمص، على عكس الحلف الآخر الداعم الأكبر للإرهاب وأدواته…

السؤال هنا… هل سنشهد حرباً ساخنة بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً بعد تصريحات أوباما التي تحدّثت عن عدم وجود أيّ تقارب بين واشنطن وموسكو في القضية السورية؟

هذا إذا ما دلّ على شيء فإنه يدلّ إما على عدم جدية واشنطن في الحرب من جهة، أو أنّ الأزمة السورية التي أيقظت هذه الحرب سوف توازن القوى الإقليمية العالمية من جديد بالجهة الأخرى.

باختصار إنّ هذه الحرب التي وصلت الى عامها الخامس قد أفشلت هذا المخطط الكبير في تقسيم المنطقة، وترسيم الحدود الجديدة على نمط «سايكس بيكو» لكن بحلة جديدة تحت تسمية الربيع العربي ، والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء على أيدي المتأسلمين الذين استغلوا الدين لتنفيذ أجندات صهيو ـ أميركية في المنطقة.

سورية وروسيا بدأتا حربهما على الإرهاب مصمّمين بالقضاء على الإرهابيين، واضعين الولايات المتحدة الأميركية أمام مأزق كبير… إما التحالف معهما أو الانكفاء عن دعم الإرهابيين وإجبار أذيالها على التراجع ووقف الدعم اللوجستي والعسكري والمادي للمسلحين.

طبعاً بعد فشل التحالف الأميركي في القضاء على الإرهابيين في مطلع العام الماضي ولغاية الآن على عكس تحالف السوري الروسي الذي حقق نتائجه منذ الساعات الأولى لانطلاقه.

فالجيش العربي السوري المتسلح دوماً بالحاضنة الشعبية والقيادة الحكيمة المصمّمتين على النصر الأسطوري بالمقاومة والصمود والعزيمة، وذلك منذ اليوم الاول للحرب العالمية الثالثة على سورية، هو الأقدر على هزيمة تلك الأساطير الغربية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى