بريطانيا تسمح بتصدير الإرهاب إلى بلدان أخرى

اعتقلت الشرطة الألمانية، أمس، الداعية السلفي الألماني سفين لاو المتهم بـ»دعم تنظيم إرهابي» في سورية ومؤسس «شرطة الشريعة».

وحسب النيابة العامة الاتحادية، فالداعية السلفي متهم بتجنيد شابين للجهاد في منطقة دوسلدورف لحساب تنظيم «جيش المهاجرين والأنصار» في سورية.

وأوضحت النيابة في بيان أن سفين لاو ذهب إلى سورية أواخر أيلول 2013 لنقل 250 يورو لأحد هذين المجندين، واشترى لدى عودته إلى ألمانيا معدات للرؤية الليلية للتنظيم بقيمة 1440 يورو.

ويُعد سفين لاو البالغ من العمر 35 سنة من أكثر السلفيين شهرة وإثارة للجدل في ألمانيا، وقد وُلد لأسرة كاثوليكية فيما أمضى فترة مراهقته في تدخين الأعشاب المخدرة ولعب كرة القدم، من دون أن يكون لديه أي التزام ديني ليعتنق الإسلام في سن الـ15 ويغير اسمه إلى «أبي آدم».

وأطلق لاو ما يُعرف في ألمانيا بـ»شرطة الشريعة»، التي نظمت تجمعات عدة في صيف 2014 في شوارع فوبرتال لرجال يرتدون سترات برتقالية تحمل شارة «شرطة الشريعة»، بهدف فرض عدم شرب الكحول وعدم الاستماع للموسيقى وعدم لعب الميسر.

جدير بالذكر أن محكمة ألمانية برأت، في وقت سابق، مجموعة من الإسلاميين جابوا شوارع مدينة ألمانية لتطبيق الشريعة تحت إطار ما يسمى بـ»شرطة الشريعة». وقالت المحكمة إنهم لم يخرقوا القانون المتعلق بارتداء الزي الموحد أو قانون التجمع، واستأنف النائب العام الحكم.

ووفقاً لإحصاءات مكتب حماية الدستور، فإن السلفية المتشددة تشهد نمواً متسارعاً في ألمانيا حيث ارتفع عدد أعضائها من 2000 شخص إلى حوالى 7000 وذلك خلال سنوات قليلة.

وفي سياق متصل، تفجر في بريطانيا جدل حول «المكوث أو الرحيل» بعد سماح الشرطة «للجهاديين» المعروفين بمغادرة المملكة المتحدة بحجة أنهم يشكلون خطراً أكبر ببقائهم داخلها.

وحسب تقرير نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية، فإن «جدل المكوث أو الرحيل» بات يؤرق ضباط وكالة الأمن القومي البريطانية إذ أنهم دائماً ما يواجهون مشكلة تقرير ما إذا كان السماح برحيل هؤلاء الارهابيين هو الإجراء الأكثر أماناً.

وقال ضابط كبير في وكالة مكافحة الإرهاب البريطانية إنه لم يُسمح لأحد بالذهاب إلى سورية أو المناطق الساخنة الأخرى، لكن سُمح للبعض بالمغادرة إلى بلدان أخرى.

المعضلة بدأت بعد أن حكم على نادر السيد، أحد الإسلاميين المقيمين في بريطانيا بالتخطيط لهجوم داخل المملكة المتحدة كان يستهدف أساساً رجال الشرطة والجيش، بعد أن تم منعه من الذهاب إلى سورية. واستلهم نادر السيد البالغ من العمر 22 سنة، خطته من حادثة قتل «لي ريغبي» الذي قامت سيارة يقودها متطرفان بدهسه بشكل متعمد، وشجعته على ذلك الفتوى التي أصدرها «داعش»، والتي حثت مناصريه على استهداف الجنود ورجال الشرطة.

القضية أثارت المخاوف المتعلقة بجماعة «المهاجرون» المحظورة، التي كان السيد مرتبطاً بها. وقرر السيد القيام بالهجوم داخل بريطانيا بعد أن منعته السلطات من السفر إلى سورية للانضمام إلى «داعش» في نيسان الماضي.

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في جهاز مكافحة الإرهاب البريطاني قوله بأنه «في تلك المرحلة كان السيد مضطراً للبقاء داخل بريطانيا. لا شك أن هذه مشكلة حساسة وهي تشكل معضلة بالنسبة لنا، أعني مصادرة جوازات سفر المتشددين». وتابع: «تكمن المعضلة في أنهم لو أرادوا القيام بهجوم إرهابي فسيتوجب عليهم القيام به هنا».

وأضاف الضابط أنه ثمة مجازفة في مصادرة جوازات سفر الناس، والسؤال الآن «هل بوسعنا أن نجازف بزيادة احتمال القيام بهجوم إرهابي هنا؟ هذا ما نسميه بجدل المكوث أو الرحيل. هل علينا تركهم يرحلون؟ هل سيشكلون خطراً في الخارج أم أن خطرهم هنا أكبر؟».

كذلك، تحدث الضابط عن وجود عوامل أخرى تسهم في الموضوع، حيث أن قرار السماح للجهاديين بالسفر يعتمد على وجهتهم وما يخططون لفعله في البلاد التي سيتوجهون إليها.

فإن كان السماح لهم بالسفر إلى بلدان أخرى يقلل من شر إبقائهم في بريطانيا وتركهم يقومون بنشاطهم، حينها قد يكون من «الأصح تركهم ليرحلوا لأن بقاءهم هنا يشكل خطرا أكبر»، على حد قوله.

وبرر الضابط ذلك بقول إنه في البلدان الأخرى، قد يكون لديهم أقارب يساعدونهم في تبني صيغة أكثر اعتدالاً من الإسلام. وأوضح: «بشكل عام لا نسمح للمتطرفين الموجودين هنا بالذهاب إلى منطقة حروب أو إلى بلد مثل سوريا، بحيث يعودون إلى هنا أفضل تدريباً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى