أنقرة: لا نعتزم تعويض موسكو عن إسقاط طائرتها الحربية
أكد تانغو بيلغيش الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية التركية أمس أن بلاده لا تعتزم تعويض روسيا عن إسقاط طائرتها الحربية «سو- 24»، مؤكداً أن بلاده لن تعوض روسيا عن الطائرة، وأن على الأخيرة أن تتعهد بعدم اختراق طائراتها الحربية الأجواء التركية مجدداً.
ويأتي تصريح المسؤول التركي رداً على نائب وزير الخارجية الروسي أليكسي ميشكوف الذي شدد على ضرورة تعويض السلطات التركية روسيا عن الطائرة، وضمان عدم تكرار حوادث كهذه.
وتشهد العلاقات بين روسيا وتركيا توتراً غير مسبوق على خلفية إسقاط قاذفة روسية مؤخراً زعمت تركيا أنها اخترقت أجواءها، فيما يصرّ الجانب الروسي على كمين نصبه الأتراك للطائرة لدى عودتها من مهمة قتالية في إطار العملية الجوية الروسية لمكافحة الإرهاب في سورية.
وكان رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما الروسي أليكسي بوشكوف قد شدد في وقت سابق على أن عودة الأمور إلى مجاريها بين روسيا وتركيا رهن بتقديم الأخيرة اعتذاراً رسمياً عن إسقاط القاذفة فوق سورية.
واعتبر بوشكوف أن سياسة تركيا تجاه روسيا لا منطقية، فهي من ناحية تظهر رغبة في تحسين علاقاتها مع روسيا، وتقوم من ناحية أخرى بخطوات استفزازية كإرسال زواقها التي تقترب من سفن روسية، بحسب تعبيره.
وأكد بوشكوف أن سياسة تركيا اللامنطقية هذه نابعة من رغبة الأخيرة في الرد على العقوبات التي فرضتها موسكو على أنقرة على خليفة الحادث.
من جهتها، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو لم تغير موقفها بشأن الأزمة السورية والوضع بالمنطقة بسبب إسقاط القاذفة الروسية، لكنها اضطرت للكشف عن خلافتها مع أنقرة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أمس، إن الخلافات بين روسيا وتركيا ليست جديدة، إلا أن موسكو حاولت تسويتها بالطرق الدبلوماسية من خلال إجراء محادثات بشكل مستمر.
وأوضحت: «إذا كان لهذا الحادث تأثيراً ما فإنه تمثل في بدئنا الحديث العلني عن المشاكل مع الجانب التركي بشأن التسوية في سورية. وكنا سابقاً نتحدث عنها بشكل مباشر لكن وراء الأبواب المغلقة كوننا شركاء، إلا أن بعد ما رأيناه من إسقاط «سو- 24»، وكذلك اللهجة المخيفة لأنقرة، أغلقت تركيا بذلك فرص الحوار البناء».
كما دعت الدبلوماسية الروسية المسؤولين ووسائل الإعلام في تركيا إلى الامتناع عن المقارنة بين إسقاط القاذفة الروسية في أجواء سورية وحادث إسقاط طائرة الركاب الكورية الجنوبية من نوع «بوينغ» في العهد السوفياتي، ودعت الجانب التركي إلى تحليل أفعال طيرانه وكيفية تصرفه في هذه الحالة. ومع ذلك قالت زاخاروفا إنها لا تستطيع تأكيد وجود خطة لتوسيع العقوبات الروسية ضد تركيا.