مفاوضات اليمن: أجواء إيجابية رغم الخروق الميدانية
خيمت الأجواء الإيجابية على جلسات الحوار اليمني بعد ظهر أمس، حيث تأكد التوافق على تسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى تعز، وذلك بمبادرة من فريق صنعاء المفاوض، في حين جمد المفاوضون اليمنيون بحث وقف إطلاق النار وأحالوا الخروق إلى اللجنة العسكرية.
وبحسب بيان المبعوث الأممي إلى اليمن سيتم العمل للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل وإطلاق المعتقلين والسجناء، كما سيتم الاتفاق على آلية انسحاب المسلحين واتخاذ إجراءات أمنية مؤقتة لضمان الأمن، والتوافق على إجراءات تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة واستعادة الدولة للمؤسسات.
وكانت الجولة الجديدة من المفاوضات اليمنية في «بيل بين» السويسرية انطلقت صباح أمس، بجلسة تمهيدية بين رؤساء الوفود محمد عبد السلام عن «أنصار الله» وعارف الزوكا عن «المؤتمر الشعبي» وعبد الملك المخلافي وأحمد بن دغر عن وفد الحكومة غير الشرعية، بحضور المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وبينما بدأت اللجنة العسكرية التي جرى تأليفها من الأطراف اليمنيين في بييل اجتماعاتها مع المبعوث الأممي تشهد المفاوضات تقدماً بطيئاً في ظل عقد أبرزها عدم تثبيت وقف إطلاق النار ومسألة المعتقلين لا سيما شقيق الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي وضابطين مواليين له.
وكانت بدأت هذه اللجنة اجتماعاتها مع المبعوث الأممي ولد الشيخ أحمد، بعدما دخلت المفاوضات يومها الثالث حيث تركز الحوار حول النقطة المتعلقة بتبادل الأسرى بين طرفي النزاع بعد أن كانت فشلت محادثات اليوم الثاني في التوصل إلى نقطة حاسمة في هذا المجال.
وكانت حكومة هادي تصرّ بأن تكون نقطة تبادل الأسرى والمعتقلين من ضمن سلة إجراءات بناء الثقة بين الطرفين التي تشكل مقدمة لإقرار وقف دائم لإطلاق النار. فيما تؤكد أوساط الطرف الآخر أن لا مشكلة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين باستثناء الثلاثي العسكري المؤلف من وزير الدفاع محمود الصبيحي وقائد المنطقة العسكرية الجنوبية وشقيق الرئيس هادي، حيث يعتبر فريق صنعاء أن هؤلاء أسرى حرب وإطلاق سراحهم في هذه المرحلة غير وارد نظراً لارتباط ذلك بنهاية الحرب فيما لم يتم التوصل بعد حتى إلى وقف إطلاق النار، حيث أصرّ وفد الرياض على القفز فوق بند وقف اطلاق النار ومتمسّكًا بمطلبه بالإفراج عن المعتقلين وأهمهم المسؤول المباشر عن تنسيق العلاقة بين ميليشيات هادي وتنظيم القاعدة.
وبحسب مصدر مطلع، فإن حركة «أنصار الله» «تخشى من أن يسمح إطلاق سراح هؤلاء بإعادة هيكلة للقوات اليمنية التابعة لهادي كون هؤلاء من العسكريين المتمرسين» مشيراً إلى «أن هذه المسألة بالنسبة لفريق صنعاء مرتبطة بمرحلة لاحقة قد تسبق الحوار السياسي بعد التأكد من أن وقف إطلاق النار بات دائماً وشاملاً».
وكان وفد الرياض لا يزال متمسّكًا بما يسمّيه رفع الحصار عن تعز. وفي محاولة ابتزازية غادر عز الدين الاصبحي وزير حقوق الانسان في حكومة هادي القاعة التي كانت تجتمع فيها اللجنة الانسانية، بسبب رفض الاستجابة لطلب وفده تركيز النقاش على تعز، بعدما رد عليه أحد أعضاء وفد صنعاء بسؤال عن كيف تقولون إن تعز محاصرة فيما تُدخلون المدرعات الى المحافظة من أكثر من محور.
وفي السياق، أعلن الناطق الرسمي باسم حركة أنصار الله اليمنية، محمد عبدالسلام، أن المفاوضات المنعقدة حالياً بين الأطراف اليمنية في سويسرا، ستنتهي في الـ 21 من الشهر الجاري.
وأفادت وكالة أنباء «فارس»، نقلا عن موفدها إلى سويسرا بأن تصريحات عبدالسلام جاءت عقب جولة من محادثات السلام اليمنية بين أطراف النزاع، مضيفة أن اجتماع اليوم الثالث للمحادثات عقدت في قرية «مكولان» بالقرب من مدينة «بيل بين» السويسرية.
وأضافت «فارس»، أنه قبل عقد الاجتماع الرسمي للمحادثات، تم عقد لقاء رباعي برعاية موفد الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد، حضره ممثلو الوفود المفاوضة.
وأشار الموفد، إلى أن الاجتماع الرسمي بين أطراف النزاع تناول سبل وقف إطلاق النار في اليمن وتبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، فيما يرفض وفد الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي فكرة تبادل أعداد كبيرة من الأسرى والمعتقلين.
ونوه إلى أن حركة انصارالله تصر على موقفها الداعي إلى تنفيذ وقف إطلاق النار والاشتباكات، كما وزعت الامم المتحدة مسودة مشروع لإدخال المساعدات الإنسانية إلى اليمن على الوفود المشاركة في المفاوضات كي يتم طرحها في الاجتماعات الرسمية اللاحقة.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن في الـ 22 من الشهر الجاري اجتماعا له حول اليمن، حيث سيقدم المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ احمد تقريره حول المفاوضات التي تجري في سويسرا لإنهاء الأزمة ووقف العدوان السعودي.