حدث أدبيّ بارز: «عظام الصدى» قصّة غير منشورة لبيكيت

لم تظهر قط الشخصية الشرفية في مسرحية صمويل بيكيت «في انتظار غودو»، لكنّ عملاً للكاتب الإيرلندي المشهور رفضه الناشر عام 1933 قائلاً عنه إنه «كابوس» سيظهر في المكتبات منتصف نيسان الجاري. وكان مفترضاً أن تكون الرواية القصيرة «عظام الصدى» القصة رقم 11 وخاتمة مجموعة قصصية لبيكيت عنوانها «وخزات أكثر من ركلات»، لكن ذلك لم يحدث على ما كشف متخصص في أدب الكاتب الإيرلندي المولود عام 1906 والمتوفى عام 1989. وأعلنت دار «فيبر أند فيبر» أن القصة ستنشر منفردة مع مقدمة طويلة للدارس المتخصص في أدب الكاتب الإيرلندي مارك نيكسون وتطلق في المكتبات في 17 نيسان. ويقول نيكسون، أحد المتخصصين في الأدب المعاصر في جامعة ريدينج التي تحوي أهم مجموعة من الدراسات عن بيكيت، إنه يتفهم تماماً لماذا لم تنشر الرواية المكونة من 13500 كلمة، وإن كان يعتقد أنها ستثير اهتمام القراء لا دارسي أدب بيكيت فحسب. ويضيف نيكسون: «إنها مكتوبة بشكل جيد، تكشف عن رجل شاب شديد الذكاء يكتب بالطريقة التي كانت تكتب بها الرواية التجريبية المعاصرة في ذلك الوقت. يسعنا رؤية تأثير جيمس جويس في القصة. يتناول بيكيت مواضيع وأساليب ومراجع من مصادر كثيرة مختلفة. ويقول نيكسون إنه يقدر السبب الذي دفع ناشر بيكيت آنذاك، تشارلز برينتيس، من دار نشر «تشاتو آند ويندوس» إلى رفض الرواية. وفي تشرين الثاني كتب برينتيس لبيكيت الذي فاز بعد ذلك بنوبل الآداب عام 1969 «عزيزي سام… إنها كابوس… أنا واثق من أن عظام الصدى ستفقد الكتاب الكثير من القراء». ويوضح نيكسون أنه رغم أن قصص بيكيت غريبة عامة إلا أن هذه القصة أكثرها غرابة، والشخصية الرئيسية فيها عائدة من القبر. ويضيف نيكسون أن بيكيت نسي على الأرجح أمر هذه القصة بعد انشغاله بأشياء أخرى، إنما بقيت نسختان منها، إحداهما في أرشيف كلية دارتموث في نيوهامبشير، والأخرى في جامعة تكساس في أوستن. ويضيف «بيكيت لم يدمرها ولم يكن يريد أن يمحو كل أثر لها». وكشف أن فكرة نشر الرواية المنسية راودته وناقشها منذ سنوات مع إدوارد بيكيت ابن شقيق الكاتب والوصي على ميراثه الأدبي، فاتخذ قرار نشر الرواية هذا الشهر.


ويؤكد على معرفته بروايات أخرى مفقودة لبيكيت تنتظر النشر، إنما كاشفاً عن خطة جارية لنشر مذكرات كتبها بيكيت عن رحلة مدتها ستة أشهر لألمانيا النازية عامي 1936 و1937. وستنشر المذكرات أولاً في ألمانيا عام 2016 وبعد ذلك لدى «دار فيبر آند فيبر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى