هدنة يمنية يخرقها العدوان السعودي
بشرى الفروي
بعد النكسات الكبيرة التي تعرضت لها السعودية في حربها على اليمن والخسائر العسكرية والميدانية التي مُنيت بها، أصبحت هذه الحرب بلا جدوى فلم تحقق شيئاً من أهدافها سوى الخراب والتدمير ولم يبقَ لها سوى عرقلة أي جهد دبلوماسي للحل. فالسعودية لن تستطيع الاختباء خلف إصبعها كراعية أساسية للفكر الأصولي الذي يقوم بالعمليات الإرهابية بمختلف الدول مما جعل محاولاتها لتحسين صورتها كمحاربة للإرهاب أمراً مستحيلاً.
الجهود الدبلوماسية برعاية الأمم المتحدة أفضت إلى عملية تبادل الأسرى كخطوة تهدف إلى دعم محادثات السلام، التي انطلقت في مدينة بال بسويسرا وتهدف إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم وشامل وتحسين الوضع الإنساني، وإيجاد تسوية دائمة للأزمة في اليمن فقد تم الإعلان عن عملية التبادل بين الجيش اليمني واللجان الشعبية من جهة، والمسلحين الموالين للرئيس الهارب عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى، في المحافظات الجنوبية والتي شملت الإفراج عن 620 شخصاً من الجانبين، المسلحين الموالين لمنصور هادي سلموا قرابة 370 أسيراً تم أسرهم خلال المعارك بالمحافظات الجنوبية، فيما سلمت حركة انصار الله من جهتها 280 أسيراً من الموالين للحكومة تم أسرهم خلال اقتحام مدن الجنوب مطلع آذار الماضي.
فقد أكد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن بداية تطبيق وقف الأعمال الحربية في اليمن خطوة أساسية لإحلال السلام في البلاد. وقال «إن وقف الأعمال القتالية الذي توصلنا إليه يشكل مرحلة هامة في إنهاء النزاع المسلح في اليمن وخطوة نحو إحراز تقدم في التحاور والتوافق».
الهدنة التي أعلنت لمدة أسبوع اعتباراً من الثلاثاء الماضي، تمّ خرقها بعد ساعات عن إعلان سريانها ومتزامنة مع بدء محادثات السلام بين الأطراف اليمنية في سويسرا، حيث قامت طائرات العدوان السعودي بشنّ سلسلة غارات على محافظة شبوة مخلفة ضحايا بشرية وأضراراً مادية، فيما قامت عناصر من مرتزقة العدوان في تعز بقصف مواقع الجيش واللجان الشعبية في الشريجة بلحج والجحملية بتعز، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة، الجيش اليمني لم يقف مكتوف الأيدي أمام العدوان فكان الرد، حيث تمكن من استهداف بارجة عسكرية لدول التحالف بصاروخ موجّه أصابها بدقة وأدى إلى اشتعال النيران فيها ومن ثم إغراقها قبالة سواحل المخاء الأربعاء الماضي.
العدوان السعودي يأتي للقضاء على أي مبادرة للحل السياسي في اليمن، فالجماعات التي تدعمها السعودية للقتال على الأرض أعلنت قبل بدء المفاوضات أنها غير معنية بوقف إطلاق النار الذي كان الشرط الأساسي لبدء المفاوضات، مما يدعو لتأكيد عدم قبولها لأي حل سياسي لا يتوافق مع مصالحها.
السعودية التي جعلت من نفسها عرابة الحروب في المنطقة والمسؤولة الرئيسية عن الجماعات الإرهابية مالياً وعقائدياً تحاول الالتفاف ولملمة هزائمها بتحالف «شكلي»، أعلن عنه لمكافحة داعش الهدف الرئيسي منه هو التدخل في شؤون العراق وسورية وتنفيذ مخطط تقسيم هذه الدول إلى مناطق صغيرة، وتأجيج الحروب الأهلية فيها. وهذا التحالف هدفه ملء الفراغات التي يتركها عناصر داعش بعد انهيارها المحتوم وذلك بتوكيل أميركي وغطاء جوي من طائرات التحالف وكل ذلك بذريعة مكشوفة وهي محاربة الإرهاب.