موسكو تبدأ بتحليل بيانات الصندوق الأسود للقاذفة الروسية التي أسقطتها تركيا فوق سورية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ أضرار ميكانيكية لحقت بحافظة البيانات في الصندوق الأسود لقاذفة «سو-24» التي أسقطها سلاح الجو التركي، ما يعني أنّ جزءاً من البيانات قد تكون فُقدت.

يأتي هذا الإعلان بعد عملية فتح الصندوق بحضور خبراء دوليين من الولايات المتحدة والصين وبريطانيا، وتمّ بثّ العملية على الهواء مباشرة.

وأعلن القائمون على التحقيق، أنّه قبل الشروع في تفريغ وتحليل البيانات، سيتمّ بحث كيفية قراءة البيانات في الحافظة مع الخبراء الدوليين، نظراً لحالة الصندوق.

وفي إيجاز صحفي قبل بدء العملية التي جرت في مكتب لجنة الطيران التابعة لرابطة الدول المستقلة، قال سيرغي دورنوف نائب قائد القوات الجو فضائية الروسية، إنّ موسكو تملك كافة الأدلة الضرورية التي تثبت عدم اختراق الأجواء التركية من قِبل القاذفة التي أسقطتها مقاتلة تركية يوم 24 تشرين الثاني.

وأعاد إلى الأذهان أنّ تركيا أو دول أخرى لم تقدّم أية معلومات تدحض ما كشفت عنه وزارة الدفاع، و قال «في جميع الأحوال، لم تكن الطائرة الروسية «سو-24» تمثّل أي خطر على الجمهورية التركية ومواطنيها».

وتعهّد دورنوف بأنّ تفريغ الصندوق وتحليل بياناته سيجري بأقصى درجات الشفافية، مشيراً إلى أنّ السماح للصحفيين الاطّلاع على عملية فتح الصندوق الأسود لطائرة حربية يُعدّ إجراء استثنائيا.

وأوضح درونوف أنّه من أجل ضمان شفافية التحقيق، توجّهت وزارة الدفاع الروسية إلى لجنة الطيران التابعة لرابطة الدول المستقلة، باعتبارها منظمة تملك خبرة كبيرة في التحقيق بحوادث الطيران وتتمتّع بقاعدة تقنية تتناسب مع المعايير الدولية، وإلى الخبراء من 14 دولة، إلّا أنّ معظم هؤلاء رفضوا المشاركة بذرائع مختلفة.

وأوضح درونوف «من أجل ضمان أقصى درجات الشفافية والانفتاح، توجّهنا إلى خبراء من 14 دولة ودعونا للمشاركة في هذا العمل بصفة مراقبين، لكن جميع الخبراء باستثناء الخبير الصيني لو تشان فاي والخبير جوناثان غيلسبي من بريطانيا، رفضوا المشاركة في التحقيق بمختلف الذرائع».

وكشف درونوف أيضاً، أنّ خبيرين أميركيين يشاركان في التحقيق أيضاً، وهما فرانك ديل غرانديو ورونالد شليد، بصفتهما رئيس ونائب رئيس الجمعية الدولية للتحقيق في حوادث الطيران.

و قال سيمينوف رئيس قسم سلامة التحليقات لطيران سلاح الجو الروسي، أنّ الأضرار التي لحقت بالصندوق الأسود قد تكون ناتجة عن قوة ضربة الصاروخ التركي، بالإضافة إلى قوة الاصطدام بالأرض.

وظهرت على اللقطات التي بثّتها القنوات الروسية، حافظة البيانات بعد إخراجها من الصندوق الأسود، وهي تتكوّن من شريحتين تضمّ كل منهما 8 لوحات. وأكّد أحد أعضاء الجنة المعنية بالتحقيق أنّ 3 لوحات من أصل 8 على الشريحة الأعلى انكسرت، وهذا يعني فقدان بياناتها. وقرّرت اللجنة دراسة جميع اللوحات بواسطة الأشعة السينية قبل بدء تفريغ البيانات منها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى