الفارس النبيل

قالت له: حبّك يتدفّق في شراييني نبعاً لا ينضب يتوزّغ في فروعي وأنحائي، ومضة ألم وإشراقة أمل تبعثان في روحي شعوراً تغمره فوضى الحواس، جنوناً لا يهدأ يبحر حبّاً ويغرق وجعاً.

قال لها: وأنت لك في قلبي من الحبّ الحصة الأكبر.

قالت له: كلّ ما يبحر في أعماقي، وكلّ ما يجول ويتجوّل في قلبي من مشاعر وأحاسيس هو لك، ملكك أنت وحدك. فأنت ذلك الطيف الذي ما عاد يفارقني في كلّ لحظاتي، في نومي وفي صحوي، في أحلامي ووجودي الذي لم يعد يربطني به شيء في غيابك عنّي. حتى صار ذلك الطيف أنا وصرت أنا طيفه، فهل تتّسع حصة في قلبك لكلّ ما أحمله ويحملني إليك؟

قال لها: أنت حلم يستحيل تحقيقه. وأنت حقيقة تؤلمني. أخاف أن أحجز لك في قلبي مكاناً أكبر، فيزداد ألمي أكثر. فإنني أحببتك بصدق يا صغيرتي. ولكن كيف السبيل إليك والمسافات بيني وبينك أميال.حبيسة القضبان أنتِ لا تأتين إليّ ولا أستطيع المجيء إليك.

قالت له: تعال إليّ بقوّة حبّك وشوقك، وكسّر تلك القضبان وخذني معك في رحلة مجنونة لا تقل جنوناً عن جنون حبّي لك. فأنا يا سيدي ما عشقت تلك القضبان إلا من قلّة الفرسان!

قال لها: انتظريني يا حبيبتي، سآتي إليك بسيف حبّي، وأكسر كلّ القيود التي تمنعني عنك.

قالت له: إنني أحلم بتلك اللحظة يا حياة الروح أنت، حتى أتأكد أن من عشقته فارس نبيل لم يخطئ قلبي حين أحبّه!

سناء أسعد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى