أحد وجوه الحزب المضيئة في الأردن… الرفيق الدكتور إميل لطفي
عندما نتحدث عن القوميين الاجتماعيين في الأردن يبرز الرفيق الدكتور إميل لطفي من بين أوائل الذين انتموا وتولوا المسؤوليات. كان وجهاً حزبياً تميز كفاءةً وثقافة والتزاماً نهضوياً.
سابقاً كنتُ كتبت عن الأمينين مصطفى أرشيد وزهدي الصباح والرفقاء د.محمد أمين تلحوق، الإعلامي جورج حداد، الإعلامي عبد الهادي حماد 1 ، ويصح أن نكتب عن غيرهم، إن ساهم معنا رفقاء من الأردن، أو من خارجها قطنوا فيها ردحاً من الزمن، ويملكون المعلومات المفيدة. فالعمل الذي نقوم به يبقى ناقصاً إذا لم يساهم رفقاء آخرون في واجب التعريف على سير شهداء ومناضلي الحزب، وعلى أحداث حزبية كثيرة رافقت مسيرة الحزب.
عن الرفيق الدكتور إميل لطفي نقدم هذه الإضاءة 2 راغبين إلى كل رفيق عرفه في سيرته الشخصية و أو مسيرته الحزبية أن يضيف ما عنده، إغناءً للنبذة عن رفيق سمعتُ كثيراً عن تميّزه.
وُلد الرفيق اميل عايد سالم لطفي اللطافنة بمدينة السلط في عام 1921. وهو أخ لكل من فايز الذي كان قاضياً في محكمة التمييز ثم أصبح وكيلاً لوزارة العمل، ونجيب الذي كان يعمل في القوات المسلحة، وست أخوات. كان والدهم من أوائل المحامين في السلط الذين درسوا في دمشق، وعيّن قاضياً فيها. ثم تسلم منصب قائمقام في الكرك مدة خمس سنوات ليعود بعد ذلك لممارسة مهنة المحاماة بمدينة السلط.
درس الرفيق إميل في مدرسة اللاتين ثم انتقل إلى مدرسة السلط الثانوية، وتخرج منها بعد أن أتمّ الصف التاسع في العام الدراسي 1937-1938، ثم سافر إلى دمشق، ودرس الطب في جامعتها وتخرّج منها. ثم سافر إلى إنكلترا وتخصص في الطب العام.
مارس المهنة في السلط وعيّن في وزارة الصحة وعمل في المدينة مدة سنتين استقال بعدها وفتح عيادة وسكن هو وعائلته في عمارة لهم بُنيت من الحجر الأصفر بشارع البياضة. وكان تزوّج بالسيدة سهام يعقوب السكر التي أنجبت له عماد وابنتين هما: عشتار واليسار الذين أكملوا التعليم الجامعي في الأردن وخارجه.
أسهم في تأسيس جمعية السلط الخيرية، وكان من مؤسسي الحزب السوري القومي الاجتماعي بمدينة السلط. وكان الحزب بدأ نشاطه في السلط منذ بداية الأربعينات والتفّ حوله عدد من المتعلمين في السلط وخارجها، منهم: وصفي التل في البداية، وعبد الحليم النمر ومحمد داود وعدنان الصباح 3 ونجيب حداد ونايف قعوار 4 وغيرهم.
بعد الثورة الانقلابية فجر 1962، انتقل عدد كبير من المسؤولين والرفقاء إلى الأردن، وكان الرفيق الدكتور إميل من الذين ساعدوا أفراد هذا الحزب.
عندما انتقل إلى عمان عام 1953، افتتح عيادة في أول شارع السلط كان يعمل فيها طوال النهار معالجاً المرضى. وعندما كان المستشفى الإيطالي يستدعيه، كان يلبي نداء الواجب الإنساني. واعترافاً بفضله فقد مُنح وسام الفارس الإيطالي تقديراً لخدماته فيه. وكذلك تقديراً لما قام به أثناء حرب 1967 من مساعدات للمرضى والجرحى جراء الحرب. حصل على تكريمين في عام 1985 من نقابة الأطباء الأردنيين باعتبار ما قام به من خدمات، وباعتباره من أوائل الأطباء الرواد.
وافته المنية في 3/1/1969 وعمره لا يتجاوز 48 ثمانية وأربعين عاماً اثر ذبحة صدرية أصابته فجأة ودفن في مقبرة أم الحيران وكانت جنازته حافلة جمعت حشداً من أصدقائه ومقدرّيه…
لاحقاً أقيم له حفل تأبين بعمان في مجمع النقابات المهنية، تحدث فيه كثير من عارفي فضله، كان منهم دولة أحمد اللوزي، والأستاذ سليمان المشيني وغيرهما، حيث أشاد الخطباء بخدمات الرفيق وتفانيه في مهنته، وجهاده في سبيل تأسيس نقابة الأطباء في الأردن. كما أشادوا بفكره القومي والوطني، وما كان يتمتع به من استقامة وتواضع وخلق رفيع.
هوامش:
1 مراجعة أرشيف تاريخ الحزب على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info، للاطلاع على ما حررته عن الأمين مصطفى أرشيد والرفقاء محمد أمين تلحوق، جورج حداد وعبد الهادي حماد.
2 نحن نعمد إلى نشر النبذة بناء للمعلومات التي توفرت لدينا، بعد أن نكون حاولنا عبر اتصالات ورسائل إلى المعنيين.
3 عدنان صباح: كنا تحدثنا عنه ضمن النبذة المعممة عن شقيقه الأمين زهدي. مراجعة الموقع المشار إليه آنفاً.
4 نايف قعوار: انتمى في الجامعة الأميركية في بيروت وتولى مسؤولية منفذ عام الطلبة أوائل الخمسينات، قبل أن يغادر إلى الأردن.